لهذه الاسباب ادعم المرشح محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني

 

الهدهد م.ص ) كتبت مقالا قبل حين في السياسة الوطنية الحالية ووعدت بهذا، وها أنا اليوم أفي بوعدي.
في البداية سأحاول ان أرد على اعتراض تقتضيه الحجة المضادة، وهو أنني في المقال السابق تحدثت عن حكمة الفيلسوف صولون الذي لا يحكم على التجارب البشرية إلا في نهاياتها، والحال أن موضوع هذا المقال مستقبلي الملامح، فكيف أحكم في البداية؟
أجيب على هذا الاعتراض بأن طبيعة الكتابة السياسية عن الماضي تختلف عن طبيعة الكتابة السياسية في المستقبل، اختلاف سياق ومنظور؛ لا اختلاف جوهر وحقيقة، إذ الأولى هي تسجيل وتاويل لوقائع.
والثانية قراءة في المؤشرات والعلامات والمعطيات الدالة.
وعندما نفهم هذا يسقط الاعتراض الذي كان قائما.
بناء على هذا سأقدم اليوم جملة الأسباب التي أقنعتني بدعم المرشح غزواني، وليسمح لي بهذا الاختصار، فإذا فهمت المقاصد فلاعبرة بالألفاظ.
ساقوم بذلك من خلال قراءتي للمعطيات المتاحة عن المرشح، وفهمي للمؤشرات المتعلقة به في ثلاثة أبعاد:
البعد الاول بعد التجربة الميدانية السابقة للرجل، وهو رأس الجسر الذي يعطي مؤشر المصداقية لما اعلن عن القيام به مستقبلا، فهل انجز غزواني بالماضي ما يدعم صدقية برنامجه وخطابه مستقبلا؟
البعد الثاني بعد الأداء الحالي للرجل لما دخل في حالة الترشح، وهو بعد مهم لفهم تكيف الرجل مع السياق الجديد، واتساع دائرة حركته، وخروجه من الضوابط الإدارية إلى الضوابط السياسية.
إن مؤشرات الانتقال السلس من دائرة مغلقة هي دائرة الأداء المهني إلى دائرة مفتوحة هي دائرة الأداء السياسي، مؤشر مهم في الحكم على المستقبل السياسي لأي زعيم.
البعد الثالث بعد الخطاب السياسي وإيحاءاته الصريحة والضمنية.. والإيحاءات الضمنية، بالمناسبة، أهم من الإيحاءات الصريحة. فماذا يقول الرجل في السطور وما بين السطور؟

بين الأهلية العسكرية والأهلية المدنية

يجب ان أحاور عقدة في الحكم على السياسيين، تضرب بأطنابها في التحليل السياسي العربي، بما في ذلك الموريتاني، وهي عقدة الأهلية. وخلاصة هذه العقدة -ستتذكرون هنا بعض التحاليل المعتبرة التي اثارت نقاشات حول طبيعة الاهلية- خلاصة العقدة إذن، هي ان من كانت أهليته الأصلية عسكرية لا يمكن ان تكون لديه أهلية مدنية، ومن كانت أهليته مدنية لايمكن ان تكون لديه أهلية عسكرية. ولكي اتجاوز الاستسلام لهذه العقدة التي تشوش الأحكام على الأهليتين ساضرب امثلة يعرفها الجميع:
بالنسبة لفضائنا العربي، لم تكن الحروب التي شنها الحكام العسكريون في بلداننا تساوي عشرة بالمائة من الحروب التي خاضها الحكام المدنيون، ولم تكن الأحادية والاستبداد اعظم عند أولئك من هؤلاء. وبلادنا ليست من هذا الواقع ببعيدة. وبالتالي يمكن ان نميز بين الاختصاص العسكري باعتباره مهنة والنزعة العسكرية لدى الزعماء سواء كانوا مدنيين أوعسكريين بالاختصاص، ففي كل مدني يكمن عسكري بدرجة ما، وفي كل عسكري يكمن مدني بدرجة ما.
تذكروا معي الاميرال وينستون اتشرشل رئيس وزراء بريطانيا، والجنرال ديغول من فرنسا، والجنوال ادوايت ايزنهاور من امريكا؛ ثم تذكروا معي بالمقابل: جوزيف استالين من روسيا، وموسليني من إيطاليا وهتلر من ألمانيا، وروز فلت من الولايات وخلفه على القنبلة الذرية هاري اترومان من الولايات المتحدة الأمريكية.. فأين المدني من العسكري من بين هؤلاء؟
بناء على هذه الحقيقة فإنني أرى أن الحكم على الزعماء باختصاصهم المهني هو حكم ينظر إلى الإنسان باعتباره كائنا ذا بعد واحد.
فلا اقتران إذن؛ بين الأهلية المدنية والنزعة المدنية تطبيقيا، ولا بين الأهلية العسكرية والنزعة الحربية؛ وإنما يتعلق الأمر بعوامل اعمق لها علاقة بالبعد النفسي، وطبيعة المنازع الكامنة في شخصية الزعيم نفسه، وطبيعة السياق التاريخي والجيوسياسي.

زيادة على هذا فإن لدي قناعة لم أجد ما ينفيها بعد، وهي ان الهيئة الأكثر تنظيما وانضباطا في المجتمعات النامية هي التي تحكم في النهاية كلما وقعت أحداث حاسمة، سواء كانت عسكرية أو مدنية، مثلها في ذلك مثل السوائل الطافية والراسبة بسبب الكثافة، فنحن مثلا، إذا وضعنا كمية من الزيت في كوب ومزجناها بماء فإن الزيت سيطفو مهما كان اجتهادنا على المزج، لذلك فإن المجتمع عندنا إن اراد فعلا التخلص من بعض الهيئات نظرا لطبيعة اختصاصها فيجب ان يجعل هيئاته المدنية هي الاكثر تنظيما حتى تصبح طافية في أعلى الهرم، كي تقود الحركة العامة للدولة، فقاعدة الطفو الاجتماعي مطردة على ما يبدو في بلداننا.. والأمثلة كثيرة.

بعد ذكر وتجاوز هاتين العتبتين: عتبة الأهلية، وعتبة الطفو السياسي، ساتناول الأسباب الثي دعتني لتأييد ولد الغزواني بناء على أصناف المعطيات والمؤشرات الثلاثة التي ذكرتها من قبل.

اولا: هل انجز غزواني بالماضي ما يدعم صدقية برنامجه في الرئاسيات إن استلم الرئاسة مستقبلا؟

غزواني تحت الخدمة الوطنية

لكي أحكم على الرجل بحكمة صولون الواردة في المقال السابق، هذه المرة، فإنني اذكر انه أنهى خدمة كاملة في قطاع الجيش الوطني، وقد خدم في قطاعي القوات المسلحة والامن.
سألت عددا كبيرا من الأشخاص الذين عملوا مع المرشح، رؤساء ونظراء ومرؤوسين في هذين القطاعين، فكانت أغلب الشهادات إن لم تكن كلها، لصالح الرجل: التزاما، وكفاءة مهنية، وترفعا أخلاقيا، وصدقا مع الذات، وسماحة في السلوك، وجدية ومواظبة في العمل، ونجاعة لاضجيج فيها، وقدرة على تجاوز الصعاب، وصبرا واجتهادا في التحري والتثبت في الأمور قبل اتخاذ قرار فيها، والصرامة عند اتخاذ القرار، هذا مع مسحة إنسانية واخلاقية و دينية بعيدة عن التكلف، إضافة لثقافة اصلية وعصرية راسخة.
بناء على هذه الشهادات الكثيرة فإن الرجل حسب معطيات علم السلوك البشري، يملك ارضية موسعة للتحرك في فضاءات متنوعة، ولا يمكن أن يكون أداؤه ذا بعد وحيد، كما انه، بالمعايير الموضوعية، قد نجح في المهام التي تكفل بها خلال عمله في المؤسسة العسكرية والأمنية، وقد نقل قواتنا من وضع مزر إلى جيش محترم: كفاءة وانتشارا على ارض الوطن، وهيبة اقليمية، وتنوع مهام وتسليحا.. وحضورا في المنطقة..
ولا برهان افضل على أي شيء كالنتائج الشاخصة.
سمعت ايضا ممن عرف الرجل أنه عادل تجاه مرؤوسيه، وشهد الجميع على وفائه لزملائه في الظروف الحاسمة، وهذا الوفاء مؤشر مهم عندما يتعلق الأمر بتعهدات الرجل السياسية في المستقبل، فالوفاء سجية لاتختلق.
يعني هذا ان محمد ولد محمد احمد ولد الغزواني يملك خصائص ذاتية قابلة للتكيف المناسب مع اوضاع مركبة من جهة ومنوعة من جهة أخرى، وعملية من ناحية ثالثة، وهذه هي ارضية الأهلية العامة، اوما يسمى بالمهارة المفتوحة. إذ ثمة مهارة مفتوحة وأخرى موصدة على مجالها.
الكفاءة، والنجاح، وقابلية التكيف، والإرادة، والمثابرة، والوفاء والمنحى الاخلاقي. صفات شخصية بعد حسب شهادة العارفين بغزواني، لويمكن اعتبارها معطيات سابقة مشهودا عليها.
وساختم المعطيات في هذه النقطة بحدث ذي طابع غير مسبوق في تقاليد الساسة، ويؤشر على أن الرجل يقدم نفسه تقديما جديدا ذا منحى أخلاقي إنساني حميم، ألحدث هو إحضاره لوالدته إلى حفل ترشحه. ولا اعلم أحدا قام بهذه الخطوة الأصلية قبله في موريتانيا، مع علمي بأن كل رؤساء موريتانيا ذوو ميول جيدة للعائلة وتقديس علاقاتها، إلا ان غزواني سجل نقطة لم يسجلها غيره، حيث نقل تجربته الفردية في برور والدته إلى أنموذج عام يحتذي في التقاليد السياسية الموريتانية، حيث اشرت هذه الخطوة على احترامه السابغ للعائلة.
وقد سمعت في هذا الصدد شهادة اخرى دالة على ان هذا هو توجه الرجل، ولابد ان أوردها هنا برهانا على أنني استقصيت عن حياته قبل ان اكتب عنه هذه السطور.
الحكاية هي ان أحد الجنود التابعين له، جاء إلى ضابطه المباشر يطلب منه إذن ثلاثة ايام لمعايدة والدته المريضة في الداخل، وكان وحيدها، ووالده متوفى، فرده الضابط بكل جفاء.
جلس الجندي يبكي إذ لم يتمالك نفسه، فخرج غزواني من مكتبه نحو الصلاة فلما رأى الجندي يبكي سأله فكتم عنه الأمر، لكن غزواني طلب منه ان ياتيه في المكتب. فلما لقيه قص عليه القصة فاعطاه راحة كافية وصرف له مكافأة مجزية وأعاره سيارة اوصلته إلى أمه.. وبقي معها حتى عالجها واطمأن إليها.
هذه الحكاية تدل على أن احترام الام ومن ثم العائلة سجية في صاحبنا.

البعد الثاني: بعد الأداء الحالي في الحملة
لقد توزع أداء الرجل إلى أداء عملي، واداء خطابي، فأما الاداء الخطابي فسأتناوله في البعد الثالث تاليا، و اما الاداء العملي فساختبره الآن.
لقد قام الرجل بزيارة لكل المقاطعات غير المركزية، لكنه عمليا زار كل موريتانيا واستقلبه كل سكانها النشطين تقريبا، بحكم ان الكتلة البشرية الموريتانية تتحرك بطبيعتها على طريقة الانجذاب المغناطيسي نحو السياسة المحلية، فكان إذا زار اية مقاطعة استقبله اغلب سكان الناحية والفاعلين السياسيين فيها.
وبما ان السياسي إذا لم يخسر فقد ربح، فإن غزواني لم يخسر في جولته الموسعة وبالتالي ربح.
هذا اولا،

وثانيا فإنه استطاع ان ينجو نجاة موفقة من شرر الصراعات المحلية وهو مستحيل حققه الرجل، من خلال كفه لنفسه عن إغراءات الأطراف المتناحرة بمعادلات الأقلية والأكثرية (ربما كان حجابه معلوما) ، وهي حالة خلقت نوعا من التوعية غير المباشرة بوحدة الهدف الوطني لدى مؤيديه وأدت إلى تعليق الصراع المحلي، رغم بعض الاستثناءات التي تثبت القاعدة.
لقد كانت الخرجة الميدانية الأولى خرجة موفقة، فهو لم يخسر من جهة، وربح التعاطف وتوحيد مناصريه من جهة اخرى لأنه حجم الخلاف بينهم بسلوكه المتوازن تجاههم. وهذا إنجاز سياسي معتبر.

ثالثا كان غزواني في لقاءاته بعد استقراره في مركز حملته ميالا لعدم المبالغة في الوعود، سواء الخاصة اوالعامة. وهذا المنحى أكسب خطابه مصداقية. وأنا – إذا سمح لي- أشرت عليه بان يبقى ‘غير سياسي’ في تقديم الوعود خاصة، وليكن سياسيا إذا شاء، في مجالات أخرى، تقتضي ذلك مثل العلاقات العامة. يقول الشاعر:
“حسن قول نعم بعد لا،،
وقبيح قول لا بعد نعم.

البعد الثالث مضمون خطاب المرشح

يعطي الخطاب الافتتاحي الذي القاه غزواني في ملعب شيخه ولد بيديه عدة مؤشرات دالة على رؤية سياسية تنطبع فيما صرحت به وما تركته بين السطور بمايلي:

اولا: أنه يدعو عمليا لنوع من تنافس البرامج لاتنافس الأشخاص، ولذا نأى بعيدا عن شخصنة طرحه، فقدم رأيه دون أن يذكر أحد منافسيه المحتملين والفعليين باي سوء، وكذا فعل في كل خطاباته الداخلية. فالرجل قدم نفسه ورؤيته دون الغض من أحد. وقد اسس بهذا المنحى لخطاب حملوي من نوع جديد، وأعلن عن اعتباره لأية نتائج للانتخابات، وطالب بالشفافية.. فإن سار خصومه على نهجه كان ذلك تمهيدا لنشأة مجال سياسي في بلادنا، وإن خرجوا عليه كانوا دونه في مستوى الرؤية وحوسبوا علي ذلك من طرف أغلب الناخبين.
وأنتهز الفرصة هنا لأنصح المترشحين كلا بعدم الاستهزاء بالذوق الانتخابي للناخبين.
إن التوجه بالخطاب السياسي وجهة الوقار (الكبر في الحسانية)، مؤشر على توجه في مستقبل السياسة أثناء الحملة و بعد الانتخابات، نحو الحوار وتبادل الأفكار باعتبارها هي مادة التداول بين السياسيين، ويعني ذلك انفراجا معتبرا في الساحة قد يعيد تشكلها بصورة جذرية مستقبلا، ومهما يكن فإن الخارطة السياسية مقبلة على تشكل جديد من خلال تموقع العناصر البشرية السياسية ومبادئ التداول بينها، وما بعد الحملة الرئاسية الحالية سيختلف جذريا عما قبلها ضرورة.
وبناء عليه اري أن المرشح غزواني سعى من خلال خطابه الحملوي لفتح بوابة تغير طبيعة الخطاب السياسي وفحواه وسينجح في ذلك اكثر إن وفقه الله للوصول إلى سدة الحكم.

ثانيا: اتسم خطاب غزواني بوعي النسبية في َمجمل التحربة السياسية الموريتانية، فنحن لسنا بصدد قيمة مطلقة الصدقية مقابل قيمة معدومة الصدقية وإنما لكل نصيبه من الصحة والخطا. يصدق هذا على الماضي من منظور المترشح كما يصدق على تجربته هو في المستقبل، وبالتالي فالرجل يفتح افقا جديدا لتقويم تجربة الزعماء السابقين و كذا تقويم نفسه.

ثالثا: تتسم رؤية الرجل بالتسامح والإنصاف، وهو بهذا يستقطب اكبر كتلة فعالة في السياسة الوطنية تاريخيا، بخلق طمأنة في النفوس تؤدي إلي اعتبار التجارب السابقة مكونات لجسم كلي ينمو باستمرار هو الدولة الموريتانية. وهذا هو ما ادعوه بالواقعية البناءة في السياسة.

رابعا: نموذج التنافس الإيجابي
فتح المرشح من خلال خطابه، الذي كان فاتحة لكل الموسم السياسي، مجال التنافس الإيجابي. وارى ان ثمة نموذجين بارزين في التنافس السياسي:
نموذج الحلبة الرومانية، ونموذج الماراتون اليوناني.
اما نموذج الحلبة الرومانية فهو نموذج التخلص الجسدي من الخصم بالقضاء عليه كليا، وهو نموذج تصفوي، لا يخرج منه عادة إلا مصارع واحد من بين كثيرين، اما البقية فإنها تصفى، ويخرج البطل، وهو الناجي الوحيد.
أما نموذج الماراتون فهو الذي يتمثل سباق العدو. وماراتون هذا هو رجل يوناني ركض ليخبر أثينا بانتصار اليونان على اسطول الفرس في بحر إيجه خلال المائة الرابعة قبل الميلاد، ومات بعد إخبارهم فخلدوا ذكر تضحيته بالسباق المعروف.
يقوم الماراتون الرياضي على السباق ركضا دون المساس الجسدي بالخصم، فالفوز في هذه الحالة فوز إيجابي إذ لم تترتب عليه اضرار بالنسبة للمنافسين.

أعتقد ان غزواني فضل نموذج الماراتون اليوناني في السياسة علي نموذج الحلبة الرومانية. وهذا يؤشر على نزعة سياسية معينة ربما تكون انسب للبلد في المستقبل لأنه مقبل على حالة من توقع الرخاء الاقتصاي تقتضي السكينة والتوافق على المصالح الكبرى، والتنافس الإيجابي..

وهناهنا أنتهز الفرصة ايضا لأقدم نصحا للمترشحين وهم لايزالون على نفس المسافة من الهدف في منطلق التنافس الذي ارجو ان يكون ماراتونيا، ان يقدروا وضع الشعب الموريتاني، وينظروا إليه نظرة مسؤولة، ويحسوا تجاهه، على الأقل إحساس السائق بما يصيب السيارة التي يقودها، هذا إذا لم يحسوا تجاهه إحساسا اسمى من ذلك كما أتوقع منهم.

خامسا: عبر الرجل بصراحة عن اهمية البعد الثقافي للبلد ادبا وفكرا، وصرح بأن هذا المرفق الحيوي حاضر في ذهنه وبرنامجه، وأنا بطبيعة اختصاصي لا اتنكر لهذا التوجه الذي اشكره عليه (صبار اليصبر اعن اسمه) واعتقد ان بناء الارض ممكن عبر الفنيين، لكن بناء الإنسان الذي يبني الارض، مستحيل بدون الفكر والادب وعلم الإنسان. ولذا فإنني أدعو المرشح الذي أؤيده ابتداء من الآن إلى جعل الثقافة والفكر وعلم الإنسان في مقدمة اهتمامه ضمن معركة بناء الإنسان الناجح، لأننا عندما نبني الإنسان الواعي فنحن نرفع السماك الثاني من خيمتنا إلى جانب سماك العلوم التطبيقية والتكوين الفني والمهني.

وبعد
فبناء على هذه المعطيات والمؤشرات، وتقديرا مني لأهمية التجربة الامنية للمرشح محمد ولد محمد احمد الغزواني في محيط اقليمي ودولي مضطرب؛ بل خطير جدا، قررت دعمه استئناسا بما صرح به وما فهمت من خطابه بين السطور، وما توسمت من سلوكه بعد خروجه إلى دائرة الفعل السياسي.

وإذا كان هناك من يرى أنني كتبت عن الرجل وهو مقبل، وليس كما فعلت مع السيد الرئيس محمد ولد العزيز، فاذكره بأن مرشحي الحالي لم يصبح رئيسا بعد، مع أنني لا أكتمكم انني ساعمل جهدي على المساهمة في إنجاحه ضمن الاستحقاقات القادمة ما وسعني ذلك .
كنت أستطيع بالطبع ان اعلن عن موقفي هذا من خلال عبارة: ‘انا أدعم غزواني’ ، لكننا نحن الكتاب نبرر لأنفسنا أولا، وللآخرين ثانيا، أي موقف نقفه. و ربما تكون الحجج التي نقدمها مقنعة للآخرين بقدر اقتناعنا بها، وتوفيقنا في التعبير عن هذا الاقتناع.
وعلى كل حال فهذه قناعتي الخالصة اشارككم إياها وأتحمل ما يترتب عليها، ولا تستغربوا بعدها إن صافحت مرشحي في بداية تجربته السياسية العامة بيدين فانا في النهاية موريتاني.
عاشت موريتانيا الحبيبة آمنة مطمئنة، متصالحة مع ذاتها الحضارية، مزدهرة في مستقبلها، موحدة الأركان، ياتيها رزقها رغدا من كل مكان، وتنظر إلى مستقبلها بثقة الظافرين.

بقلم : محمدو ولد احظانه كاتب وباحث موريتاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً