ومضة  …/ المرحوم بن ولد صاليحي حي في قلوب محبيه…./ الشريف بونا

 

مهما شط المزار واستعصى اللقاء وحاول البعض ان ينسى او يتناسى مجد وتاريخ رجل عصامي وضع تاج سمعة عشيرته فخرا على رأسه بذل في ذلك المال والجاه ولم يستكن بل ظل لسانه وفعله حاضرا في وجه كل من يحاول ان يعتدي على شرف مجتمعه وكرامته تحت اي ذريعة سياسية او اداربة وما اكثر المتربصين والحاسدين في زمانه ايام تأسيس الدولة كما هو الحال اليوم فنخبة حاضنته انذاك كانت حاضرة بعطائها الاداري والاقتصادي في شتى المجالات، لست بحاجة الى ذكر اسمه لأن ومضات ضوئه بقت وستبقى وهاجة في قلوب ابناء واجداد واحفاد من حضروا المهرجان الجماهيري الذي دعا له في بطحاء المحروسه باذن الله وبابنائها مدينة تجكجه ، لا شك ان بنه عندما يدعو اهل تجكجه لإعلان خبر سار لم ولن يتغيب عنه احد.
ففي ذلك الحشد حمل الى السكان خبرا سارا من رئيس الدولة المرحوم المختار ولد داداه بعد ان لبي له في مكتبه طلبا ظل يسعي من اجله عندما ابلغه قراره إعلان تكانت ولاية وعاصمتها تجكجه فحرص علي ان يصل الخبر الساكنة قبل اعلانه رسميا فبعد انتهاء المقابلة وضع عمامته وقال لسائقه اتدري اين نحن ذاهبون ؟
أليس للمنزل ؟
قال له لا لم يعد لدي وقت للمنزل اننا ذاهبون الى تجكجه وصحب معه احد اعيان تجكجه لكنه لم يخبره بالخبر وفور وصوله الى تجكجة رغم وعورة الطريق قبل تعبيدها وعدم وجود وسائل التواصل استدعي جماعة واوكل اليها مهمة تنظيم بمهرجان هام سيلقي فيه كلمة مقتضبة والجميع يعرف ان بنه اذا قال هاما فالكلمة تحمل اكثر من معنى ودلاله …
لقد حضر السكان عن بكرة ابيهم فقال لهم : انكم تعلمون ان مدينة تجكجه مقاطعة من ولاية لبراكنه وان كل واحد منكم يسافر لتوقيع شهادة جنسيته في الاك اليوم ازف اليكم خبرا طالما انتظرته وناضلت من اجله رئيس الدولة سيزور تجكجه وسيعلن من هذا المكان امامكم بأن تجكجه عاصمة ولاية تسمى تكانت فتعالت الزغا ريد في الافق وتردد صدى التكبير والتحميد وحاول البعض ان يحمله على اكتافه لكنه رفض وقال هذا قليل مما تستحقون علي .
و بالمناسبة اطرح على الجميع فكرة ساورتني منذ اعوام تتمثل في دعوة حاضنة هذه الشخصية الوطنية البارزة في كل مكان الي تنظيم ندوة في ذكراه السنوية للاشادة بخصاله ومآثره كرجل عظيم واجه المستعمر كان قوي العزيمة و الشكيمة انتصر في اكثر من مرة على خصومه السياسيين بالحكمة شيد وبنا وسوى النزاعات التي تحدث هنا وهناك انه العلوي بنه بن صاليحي ….
وأصدق ما يقال فيه بيت الشاعر العربي:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس اموات …
رحم الله بنه برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته لقد غاب عنا جثمانه لكنه بقى حيا في قلب كل حر شهم يملك مثقال ذرة من ضمير الشعور بالمجد وحب الكرامة ….

مقالات ذات صلة