الى من يقولون إن الطوفان بلا فائدة

 

لو بقي حكامكم وشعوب وإعلام الأمة 100 سنة يحاولون أن يؤثِّروا في العالم كما فعل الطوفان، ما نجحوا.
في عقر دار حامية الكيان اللقيط بدأت الشقوق تظهر في جدار الدعم الأعمى.
السيناتور الأمريكي سيث مولتون، أحد الديمقراطيين المعتدلين، أعلن مؤخراً إعادة كل التبرعات التي تلقاها من لجنة AIPAC، أقوى لوبي داعم للكيان في واشنطن، مؤكداً رفض أي دعم مستقبلي منها.
قال إن قراره جاء بسبب “الارتباط الوثيق جداً” لـAIPAC بحكومة ابن تسيلا، المسؤولة عن التصعيد في القطاع، وسيُعيد 35 ألف دولار بحلول يناير 2026.
خطوة غير مسبوقة تُظهر أن الضغط الشعبي والإعلامي بعد الطوفان غيَّر قواعد اللعبة.
هذه الموجة ليست معزولة.
منذ الطوفان، تغيّر الخطاب الغربي جذرياً.
الصور التي كانت تُظهر شعب الأرض المباركة كـ”إرهابيين” انقلبت، والدمار الذي لحق بالقطاع كشف زيف شعارات “الحق في الدفاع عن النفس”.
في واشنطن ولندن وبروكسل خرجت احتجاجات طلابية ضخمة، وتغيّرت نغمة النقاش حول دعم الكيان.
في أمريكا، تراجعت الثقة العمياء بالكيان؛ فاستطلاعات الرأي تُظهر أن أكثر من 60% من الشباب الأمريكيين يؤيدون وقف الدعم العسكري، مقارنة بـ30% فقط قبل الحرب.
حتى داخل الحزب الديمقراطي، تتصاعد الأصوات المطالِبة بمقاطعة AIPAC وإنهاء التمويل غير المشروط.
كما وجّه السيناتور كريس فان هولن انتقادات علنية لحكومة ابن تسيلا، داعياً إلى وقف إنهاء الحرب تماما.
في أوروبا، خرجت مظاهرات حاشدة في برلين ولندن وباريس تطالب بمقاطعة الكيان والاعتراف بدولة بيت المقدس .
الاتحاد الأوروبي يواجه ضغوطاً داخلية هائلة، بينما تغيّرت مواقف بعض الحكومات تحت تأثير الرأي العام.
أما في العالم العربي، فما زال بعض الحكام متمسكين بوهم التطبيع، لكن الشعوب تغيّرت نظرتها.
الطوفان لم يُغَيِّر المعادلة بالسلاح فقط، بل بالوعي، بالصور، وبالحقائق التي لا يمكن إخفاؤها بعد اليوم.
نعم، هناك خسائر وآلام، لكن من يقول إن الطوفان بلا فائدة يتجاهل الثورة في الوعي العالمي.
لقد أثبت أن المقاومة ليست عبثاً، وأن الكلمة الحرة يمكن أن تهزّ أعتى الإمبراطوريات.

الطوفان كان البداية، لا النهاية.

مقالات ذات صلة