
منتخب المغرب يصعد منصة التتويج ومنتخب موريتانيا يسقط للحضيض
منتخب المغرب كتب فصلاً جديدًا في تاريخ كرة القدم العربية بفوزه بكأس العالم للشباب، بينما تغرق كرة القدم الموريتانية في فوضى إدارية ومالية تحت قيادة أحمد ولد يحي، الذي يدير الاتحادية منذ عام 2011 دون نتائج توازي حجم الدعم المادي والتقني الذي حصلت عليه من الدولة والاتحادين الإفريقي والدولي.
رغم وعود ولد يحي المتكررة بإصلاح الكرة الموريتانية، فإن النتائج الرياضية جاءت مخيبة. فقد أنهي المنتخب الموريتاني تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 في المركز الرابع من المجموعة الثالثة برصيد 4 نقاط فقط من خمس مباريات، بتعادل أمام بوتسوانا وخسارة أمام مصر 0-2 في نواكشوط، ما جعله قريبًا من الإقصاء المبكر. كما خرج المنتخب المحلي من تصفيات بطولة “الشان” بعد سلسلة هزائم وتعادلات متكررة في 2024 و2025، حيث جمع 7 نقاط فقط في مجموعته، ودّع بعدها المنافسة دون إنجاز يُذكر.
منذ 2011 وإلى اليوم، تجاوزت ميزانية الاتحاد الموريتاني لكرة القدم 10 مليارات أوقية قديمة (ما يقارب 25 مليون دولار)، بتمويل من الدولة والـFIFA والـCAF، دون أن تنعكس هذه الأموال على البنية التحتية أو تطوير البطولات الوطنية. الاتحادية فشلت في إطلاق دوري منتظم يلتزم بالمعايير الاحترافية، ولم تُبنَ أي أكاديمية وطنية ممولة بالكامل من دعم الفيفا، رغم الوعود المكررة منذ 2018.
ولد يحي، الذي حصل مؤخرًا على منصب دولي جديد كرئيس للجنة “مستقبل كرة القدم” في الفيفا لفترة 2025–2029 ، يواصل التمسك بمنصبه المحلي رغم الغضب الشعبي المتزايد. ويدافع عن نفسه بتصريحات مثيرة مثل قوله إنه “لا يستقيل لأنه لا يحب الاستسلام”، في الوقت الذي يرى فيه الجمهور أن المنتخب الوطني تحول إلى حقل تجارب يستقبل عدد لا محدود من الحاولات الفاشلة والقرارات المرتجلة.
اتحاد الكرة بات يُنظر إليه ككيان شخصي مسيّر من قبل رئيسه بشكل مطلق، من التعيينات إلى العقود والرعايات. منذ 15 عامًا، لم يعرف الشارع الرياضي أي عملية تداول شفافة في قيادة الاتحادية، مما جعل جمهور الكرة يصفها بأنها “مملكة ولد يحي” أكثر من كونها مؤسسة وطنية.
في ظل هذا الواقع، أصبحت الحاجة ملحة لأن يتدخل رئيس الجمهورية لتحرير الاتحادية من هذا الاحتكار شبه الأبدي. على الدولة، إن كانت تعتبر الاتحادية مرفقًا عامًا، أن تفتح تحقيقًا شاملاً في طريقة تسيير أموالها ومصادر تمويلها. أما إذا كانت ملكًا خاصًا لولد يحي كما يبدو من الواقع، فليُقنَّن ذلك بوثيقة دستورية تُعلن منحها له رسميًا كملكية شخصية، ليخرج الأمر من دائرة التلاعب باسم الوطن والرياضة.
المغاربة يصعدون على منصة التتويج، بينما الموريتانيون يهبطون إلى قاع الإحباط. الفرق بين المؤسسية والزبونية، وبين وطن يدير الرياضة لخدمة الشباب وآخر يحتكرها لخدمة مصالحه.
منصة تكنت
