النص الكامل لخطاب ممثلة ولايات نواكشوط في البرنامج
22 يوليو 2019 ( الهدهد . م .ص)
نظم برنامج شباب نشطاء من أجل السلام مساء أمس بمباني المتحف الوطني حفل انطلاق أنشطة بتظاهرة تحت شعار” الوحدة الوطنية”.
وبالمناسبة ألقت ممثلة ولايات نواكشوط في البرنامج كلمة هذا نصها:
“تعتبر الوحدة الوطنية بين أفراد وأبناء الشعب الواحد هي أساس وركيزة الوطن القوي فالوحدة هي التي ترسخ مباديء وقيم العدل والخير والمساواة ويساعد ذلك على دعم أسس وروابط المحبة في المجتمع مما يساهم في رفعة الوطن والإعلاء من شأنه كما يساهم أنتشار الوحدة والتآخي في المجتمع على الحد من أنتشار العنف ويدعم أسس السلام والأمن في كافة النواحي والأرجاء.
وتشتمل الوحدة على الكثير من المعاني والمفاهيم كما يتسع نطاقها لتشمل مجالات كثيرة ومتنوعه
تشير الوحدة إلى إتحاد مجموعة من الأشخاص المختلفين في الجنسية أو العرق أو الدين أو العمر أو الطائفة على رأى أو شيء واحد بهدف تحقيق مصلحة أو منفعة كبري حيث تهدف الوحدة إلى تخطي الأهداف والمصالح والأهتمامات الشخصية بهدف تحقيق المصالح العامة للمجتمع وحتي تتحقق الوحدة بين الشعوب والأفراد ينبغي توافر بعض المقومات والأمور والتي من أهمها توافر مناخ آمن ومستقر يسمح للمواطنين بالتعبير عن آرائهم وممارسة عقائدهم دون قيود بما يعزز قيم المحبة والإخاء بين أبناء الوطن كما تتضمن مقومات الوحدة أيضاً دعم روح الوطنية وحب الخير والمساعدة بين المواطنين وضرورة دعم أسس الوحدة والتسامح بين المجتمع الواحد ونبذ التعصب والعنف حتي تعم المحبة والسلام.
فعندما تسود الوحدة في المجتمع يترتب على ذلك الكثير من الأمور والأثار الإيجابية قوة وثبات الوطن اذتساعد سيادة الوحدة بين أبناء الوطن على قوته وإستقراره حيث يسير أفراد المجتمع على قلب رجل واحد وبالتالي لا يستطيع أى شخص أو أية منظمة العبث بمقدرات هذا الوطن.
وإستقرار المجتمع.
من هنا يجب أن تعمل كافة الحكومات والدول على توطيد أواصر الوحدة والتسامح دائماً بما يساعد في رفعة الأوطان والنهوض بشأنها في مجالات عديدة كما يساهم في نبذ التعصب والتخلص من العنف والقضاء على الأرهاب ويصب ذلك كله في مصلحة الفرد الذي ينعم بأجواء مليئة بالهدوء والأستقرار بشكل يساعده على الإنتاج والعمل.
ففي أي مجتمع تتعدد الولااءات والانتماءات الإثنية، لكن لا بد من قاسم مشترك يجمع تلك الانتماءات، ليتقدم عليها الانتماء والولاء للوطن.
وتفسير مصطلح «الوطنية» قد يختلف في فهمه لدى البعض، حيث يرون أنه مشتق من الوطن، وآخرون يرون أنه يعني الروح والثقافة الوطنية. ولما كانت ولا تزال الانتماءات القبلية والطائفية مؤثرة في حياتنا الاجتماعية والسياسية، فإن تأثيرهما كبير على الوحدة الوطنية.
ويمكن أن يكون ذلك التأثير إيجابياً أو سلبياً، فالانتماء القبلي أو الطائفي أمر طبيعي في المجتمعات العربية، ولكن بعد قيام الدولة المدنية في إطار الدستور والقانون، أصبح الواجب أن يكون الانتماء الأول لهذا الوطن.
ثم تأتي بعد ذلك الانتماءات الأخرى، والذين يقدمون انتماءاتهم الإثنية على الانتماء للوطن، يضربون الوحدة الوطنية في الصميم.
نعرف مدى معاناة الذين يتمردون على تقاليدهم الفئوية ليركزوا على الانتماء للوطن أولاً، لكن هذه ثقافة لا بد من طرحها حتى لو كان هناك تحدٍّ، لأننا في مرحلة تاريخية تتطلب تركيز الجهود على ترسيخ الدولة المدنية وتعميق الانتماء لها، ليس على حساب الانتماءات الأخرى، ولكن ليتقدم الانتماء لها على تلك الانتماءات.
من هنا نستطيع أن نبدأ بترسيخ وتأكيد الوحدة الوطنية، ثم تطوير مفهومها قولاً وعملاً. ويعتقد الكثيرون أن التحديات والأزمات تؤكد وتؤدي إلى تحقيق الوحدة الوطنية.
وقد نختلف مع هؤلاء، حيث يجب أن تتحقق الوحدة الوطنية في ظل الأوضاع الطبيعية التي يعيشها المجتمع، ولا ينبغي أن ننتظر التحديات والأزمات لتؤكد وجودها.
بولار سونيكي ولوف احراطين بيظان
.
أما مستقبل الوحدة الوطنية، فهو مرهون بفهمها، وإدراك مدى أهميتها، والعمل على تدعيمها، وهذه تحتاج إلى خطوات فعلية في مناهجنا وتعليمنا العام منذ المرحلة الابتدائية.
كذلك يتحمل أصحاب القرار في دولنا مسؤولية في الإجراءات والقرارات التي يتخذونها، لتعزيز الوحدة الوطنية، إضافة إلى دور يجب أن يضطلع به المثقفون في مجتمعاتنا، فعليهم مهمة توضيح هذا المفهوم وتعميق الإيمان به.
وخاصة لدى أجيالنا الجديدة التي ستتحمل مسؤولية بناء مجتمعاتنا في المستقبل، ولا نريد أن يشوه مفهوم الوحدة الوطنية وتطبيقاته لديها. فليس المطلوب التمسك بالشعار، بقدر ما يجب فهم مضمونه، وتطبيقه بما يحفظ لهذه المجتمعات تماسكها وقوتها، حتى تحقق تطورهاوتقدمها وتحافظ على مكتسباتها.
و كلنا يدرك آيات الله عز وجل التى حثنا فيها على التعاون والوحدة والمحبة بين الناس ومنها:
يقول المولى عزّ وجلّ في محكم تنزيله: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”،
حيث يتضح ان الدين الاسلامى قد جعل للوحدة الوطنية اهمية عظمى تتضح بعد ان هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة حيث عمل الرسول على المؤاخاه بين المهاجرين والانصار ليشكلوا ركيزة اساسية فى الدولة الاسلامية الجديدة حتى يكون المجتمع الاسلامى قائم على الترابط بين المسلمين والتلاحم بينهم بعضهم البعض حيث اسس الرسول مجتمع اسلامى قائم على التسامح والمحبة والعطف والعدل والمساواة والدفاع عن الحق والوقوف فى وجه الظلم ونصرة المظلوم حتى لا يشعر احد بالحقد تجاه الاخر، فبدا الرسول بناء الدولة ببناء المسجد حيث كان المؤسسة التربوية والتعليمية ومكان العبادة ثم بعد ذلك المؤخاة بين المسلمين جميعهم سواء من مكة او المدينة، لذلك نجد ان تحقيق الوحدة يلزم العودة الى الدين الاسلامى الصحيح القائم على التسامح.
فتسامحوا و تعاضدوا و تآلفوا
فموريتانيا تسع الجميع و شكرا”.