مسقارو النهج والفكرة التي لا تزول بزوال المنصب

.

ليس عدلا أن ننتظر مكافأة أو منصبا أو تكريما لشخص الفريق مسقارو ولد سيدي.. ليس منصفا أن نتوجس على مآل رجل بنى مستقبله قبل أن يبني حاضره..ليس طبيعيا أن نخشى على مكانة وموقع رجل يرمز لمنظومة قيمية وأخلاقية تتجاوز حدود المتعارف والممكن..
ليس من الوارد التفكير في ربط اسم رجل بحجم ووازنية مسقارو بالمناصب والوظائف وليس من المستساغ وضع مقاييس لنوع أو نمط الوظائف لكي تتناسب و مقياس رجل تظل كل المقاسات قاصرة عن أن تكون له قفازا..
مسقارو نفسه لم يكن يوما يهتم لتلك الألقاب ولم يتصرف على أساس كونه يحمل اللقب كذا أو الرتبة كذا..
لقد ظل جنديا يخدم وطنا آمن به حد العبادة وضحى من أجله ونسي كل شيء إلا انتماءه لهذا الوطن وما يترتب على ذلك الإيمان وذلك الولاء من جهد وتضحية..
مسقارو قائد ضابط آمن بالدولة المدنية في زمن الكفر بها فلم يكن يوما في خندق لا يخدم الوحدة والأمن والانسجام ولم يقبل أن يكون رافدا يغذي غير الجمهورية و يسقى بنبعه جذورها حتى تترسخ وتنمو..

لقد ظل فكرة انتماء، وشعلة اصطفاء، ونهج صلاح، وقائد ضمير جمعوي، يؤسس لفكرة الانتماء ويجذر الارتباط بالوطن، يسقي بنصحه وارشاده شوارد أبناء الأمة ويربت بيد حنون على منسجميها، فاستطاع من خلال ذلك خلق منتظم خاص يتقاسم فيه سكان انبيكت لحواش وآشميم روح الانتماء مع سكان انجاكو وكوري، ويجتمع فيه سكان البراكنة ولعصابة وآدرار وإنشير ونواذيب على مائدة المحبة والإخلاص..
نعم، لقد خدم الاستقرار وأطر الشباب ونصح النساء استفاد من تجربة الكبار فكان كبيرا عظيما.. أخلص في خدمة هذا النظام فكان عباءة ومظلة يجتمع حولها الكل ويستظل بها..
خدم الأمن بنضج وبصيرة وتبصر وجعل ولأول مرة من مسألة الأمن مسألة تشاركية ومهمة جماعية واجتماعية ظهرفيها دور الفن والثقافة والرياضة والتجارة والصناعة والخدمات غير المصنفة تعززت في عهده القدرات ورصدت الموارد وتم تحسين الخبرات والكافآت ورصدت المكافآت والتحفيزات وعدلت أمزحة العاملين في المنظومة الأمنية وتم ولأول مرة في عهده ربط القطاعات الأمنية ببعضها وانمحت فكرة التنافس السلبي المعيق لتحل محلها فكرة التعاون المثمر والتواصل المعين..
هو إذا فكرة ونهج لا تحده المناصب ولا تزنه الوظائف مهما سمت.
محمد فال حرمه

مقالات ذات صلة