من خلف الكمامة…/ المختار ولد الطالب النافع

نشرت جريدة الشعب في عددها الصادر اليوم الخميس زاوية للكاتب الصحفي المختار ولد الطالب النافع بعنوان من خلف الكمامة  تناول فيها  معاناة الإعلاميين وتجاهل الجهات الرسمية لدورهم كجنود مجهولين على ثغور جبهات كورونا والتي لا تقل مشاركتهم فيها شأنا عن غيرهم:

* اختلفت إجراءات محاصرة فيروس كورونا ببلادنا وتنوعت من مجال لآخر، وشكل انخراط مختلف القطاعات الوزارية في هذا المسعى وتوحيد جهودها في تحقيق الهدف، الضامن الأكبر لكسب معركة مواجهة “قاهر الأمم والشعوب”.

وإذا كان مستوى الأخذ باجراءات مواجهة الفيروس قد تناسب طرديا مع قوة تواجده على خارطة كل بلد على حده ودرجة اختراق فلوله لمتارس المنظومة الصحية لهذا البلد ، فإن اعتماد بلادنا لسياسية استباقية حيال الوباء دفعت هذا الأخير إلى اللعب في الوقت شبه الضائع والاقتصار على تسجيل نقاط ضعيفة سرعان ما تحيلها وضعية التسلل إلى أهداف لاغية بفعل يقظة قادة المعركة.

اليوم وبعد مرور أكثر من شهر على انطلاقة النزال الحقيقي على ساحة حرب كورونا، وخلال استراحة محارب، خلصت اللجنة الوزارية المكلفة بمكافحة انتشار الفيروس ضمن خطتها الجديدة إلى جملة من الإجراءات من أبرزها إشراك المجتمع المدني والأحزاب السياسية في عملية التحسيس بخطر الفيروس، واتباع منهج الصرامة في تطبيق حظر التجمع، وتقوية التنسيق بين مختلف الهيئات والمؤسسات الفاعلة في مجال مكافحة الوباء … وغيرها.

وانطلاقا من أهمية هذه الإجراءات في هزيمة من لا يرقب في الإنسانية ” إِلًّا وَلَا ذِمَّةً”، جاء اقرار تحفيز خاص للطواقم الطبية ورجال الأمن ضمن الإجراءات الجديدة ، وإن كانت هذه الطواقم تستحق أكثر كما نبهت الوكالة الموريتانية للأنباء الى ذلك في افتتاحيتها المنشورة على موقعها ، إلا أن غياب الطاقم الإعلامي عن دائرة التحفيزات، رغم تقدير معالي الوزير الأول ورئيس اللجنة للجهد الإعلامي في مواجهة كورونا والذي عبر لي شخصيا وبعض الزملاء عنه مباشرة أثناء تغطيتنا لبعض انشطته، يجعلني أتساءل- والشفيق مولع بسوء الظن كما يقال- عن الموقع الحقيقي للإعلام في المعركة الدائرة.

وفي انتظار إجابة لهذا التساؤل ولفت الانتباه إلى جنود مجهولين و”عزل ” مرئيين – عكس الفيروس- و أقرب إلى سهام العدو من غيرهم، لا أملك إلا أن اختلس لحظة أمل أردد فيها مع الرحلة ديمي رائعة نزار:
إني كمصباح الطريق صديقتي
أبكي ولا أحد يرى دمعاتي
فمك المطيب لا يحل قضيتي
فقضيتي في دفتري ودواتي

وانتشي فخرا بقول جرير:
فما منعوا الثغور كما منعنا
ولا ذادوا الخميس كما نذود
فلو كان الخلود لفضل قوم
على قوم لكان لنا الخلود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً