التمسك بالوعي الصحي ضرورة تفرضها الحالة الظرفية للبلد…

نواكشوط  28  مارس  2020 ( الهدهد .م .ص)

يشكل الوعي الصحي حصنا منيعا وسبيلا ناجعا لمنع انتشار الأمراض والأوبة ، فبدون  التمسك بالوعي الصحي يبقى المجتمع عرضة لتفشي كل أنواع الأوبئة والفيروسات التي تنعكس سلبا وتؤثر على حياة الفرد والمجتمع في آن واحد .

ترى فماهو الوعي الصحي ؟ وماهي السبل الكفيلة بخلق وعي يتماشى مع القيم الخلقية والدينية لمجتمعنا ؟
فيمكن إلتعريف  المبسط  للوعي الصحي أنه عملية تشاركية بين القائمين على الشأن العام و كل الأطراف المجتمعية من مثقفين وسياسين  واعلامين، ثم منظمات مجتمع مدني٠
فالوعي الصحي بالتالي هو  عملية توجيهية للمجتمع ينبغي أن تكون ثقافة راسخة في نفس كل مواطن  في كل حين ولحظة  وان تلعب دورها بشكل مستمر  في كل الظروف ، ويتضاعف عند الحاجة في مثل الظرفية التي نحن فيها هذه الأيام.
أن فترة انتشار  الأمراض والأوبئة تتطلب من كل فرد من أفراد المجتمع أن يتحلى  بوعي  صحي تكاملي للوقاية منها مصداقا للقول خذ بالأسباب وتوكل على الله.

ومن هذا المنطلق فإن المطلوب من الجميع  الألتزام الكامل بالإجراءات الوقائية التي قررتها وزارة  الصحة حفاظا على سلامة وصحة المواطن  وتجنبه مخاطر هذا الوباء وتتمثل تلك الإرشادات في غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام مع تجنب أماكن الإزدحام  والكف عن المصافحة ٠
فمن أخذ بهذه النصائح وطبقها على نفسه وأسرته  وساهم في تعميمها على محيطه يكون أدرك قيمة ثقافة الوعي الصحي خاصة في هذا الظرف بالذات الذي نعيش ويعيش العالم فيه من حولنا حالة استثنائية  يجب ان نحسب لها حسابها لنخرج من محنتها القاسية  بأقل خسارة  ولن يتسن  ذلك الا بالأخذ بالحيطة والحذر.

فالوباء المنتشر في المعمورة أصاب دول أكثر منا عدة وعتادا كما قال فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في خطابه الموجه  إلى الأمة “فكانت نتائجها  كما شاهدتموها ” .

ويلاحظ الكثير من المحللين المتابعين عن قرب  لهذا الوباء أو جائحة  كورونا كما تسميها المنظمة العالمية للصحة أن  السيطرة عليها ومحاصرتها لا   تتم الا بالتوقف والحجز الذاتي ومكوث الأفراد  في المنازل، وما  التجربة الصينية في هذا المجال  إلا شاهد حي على ذلك.

إن  السبل الكفيلة بخلق وعي صحي تشاركي تستدعيه في هذا الظرف  الحرج المرحلة  وهو يتماشى مع القيم الخلقية والتعاليم الدينية، فهو مسؤولية يتحملها الجميع وتتلخص أساسا في الأمور التالية :
1  توعية المجتمع من قبل العلماء والفقهاء وفتح  كل القنوات أمامهم لأن ديننا الاسلامي هو الدين الصالح لكل زمان ومكان .

وكان الرسول صل الله عليه وسلم أول من أمر بالحجز الصحي وكان سلف الأمة يكرر كلمات هي لب الوقاية التي انتهجتها الدول مؤخرا ” مكان  الوباء لايقدم عليه اولايهرب عنه ” وهي حقيقة من تعاليم رسولنا محمد صل الله عليه وسلم حين أمر بالعزل الكامل للمصابين بالطاعون في ذلك الزمن .
2 فتح المجال أمام المثقفين والأطباء والمرشدين الاجتماعين من أجل توعية المواطنين ونشر ثقافة صحية في المجتمع٠.

3 نلاحظ أن مجتمعنا بالرغم من بداوته يبقى من أكثر مجتمعات المعمورة انصياعا و تتبعا لتوجيهات الحكومة في طرق الوقاية و كل الاجراءات الاحترازية ٠
4 علينا أن نستوعب الدرس بالاخذ  أننا في حرب نخوض غمار معاركها  وعلينا أن نواصل المشوار لكسبها .
5 ان كل الاجرءات التي اتخذتها الحكومة في الآونة الأخيرة و التي من المقرر ان تتخذها لاحقا يجب  ان تكون محور عمل كل فرد من افرااد المجتمع ، فبالوحدة والتضامن يصبح الممتنع سهلا بحول الله وقوته…

بقلم : محمد اعل الكوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً