ومضة …/ وقل جاء الحق…!!
نواكشوط ، 25 يناير 2020 ( الهدهد .م .ص)
في صبيحة العاشر يوليو 1978 مازلت اتذكر تلك اللحظة التي تلى القارئ عبر أثير إذاعة موريتانيا على مسامعنا فيها هذه الٱية الكريمة (وقل جاء الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا) صدق الله العظيم.
ثم بدأ بعد ذلك على نغمات المسيقى العسكرية مدير إذاعة موريتانيا آنذاك قراءة البيان رقم واحد الذي أعلن إزاحة ما سماه نظام الرشوة والأستبداد، وحل حزب الشعب والهيئات المتفرعة عنه.
فبعد ذلك بوقت وجيز بدأت برقيات التأييد والمساندة والمسيرات الحاشدة تعم أرجاء الوطن ، وكنت اعتقد ساعتئذن أن الأمر حالة استثنائية ناجمة عن رغبة الشعب في التخلص من حرب لا ناقة له فيها ولاجمل..
لكن وبعد الأنقلابات التي تلت ذلك والانظمة المتعاقبة تبين أن غريزة الهث وراء من يجلس على الكرسي في القصر الرمادي فطرة جبل عليها السياسي الموريتاني الذي تعود في حياته أن يميل مع ريح السياسة اينما مالت..
ان الخطر الداهم الذي نخشاه في بداية هذه المأمورية أن يندس أولئك القوم الذين تعودوا على نهج التملق في مناصب صنع القرار السياسي الذي هو البوصلة التي توجه الأنظمة ، وبين
عشية وضحاها يحولون أمل شعب بكامله الى سراب بقيعة يحسبه من كان متلهفا الى شربة ماء ولقمة عيش حقيقة، لكن لم يجده شئيا كما حدث لنا من قبل.
الشريف بونا