ومضة.. ويأتيك بالأخبار من لم تزود ../ الشريف بونا


قليلون هم أولئك الذين كانوا يعرفون حقيقة السر في سرعة وجراءة قرار ول عبد العزيز قطع العلاقات الديبلوماسية مع اسرائل، وأن كان البعض يعتبرها ورقة سياسية لكسب ود جمهور عريض من الشعب في ظرفية حاسمة تطالب المعارضة فيها برحيل النظام .
لكن في هذا الموقف يتذكر المتابع قول شاعر عربي ” ويأتيك بالأخبار من لم تزود”.
فاستضافت شبكة الصحفيات الموريتانيات القامة الإعلامية العربية الكبيرة عبد الباري عطوان لتقديم محاضرة حول القضية الفلسطينية في ظل انشطار الرأي العام العربي الرسمي حولها.. لكن الشبكة هيأت له لقاء خاصا مع الرئيس الجمهورية فخرج منه الصحفي بمعرفة السر الكامن وراء قطع العلاقات مع إسرائيل وأبعد من ذلك السبب الذي جعله يقوم بارسال جرافات لجعل مبناها أثرا بعد عين.
فاذاعه أن السر في ذلك يعود إلى مشاهدة الطفل الفلسطيني التائه بعد استشهاد جميع أفراد  أسرته وتحويل منزلها إلى ركام في قطاع غزة 2014.. فأراد أن ينتقم له..
فموقف ولد عبد العزيز كرئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية ذكرني بموقفين للرئيس المختار ولد داداه رحمه الله تعالى الأول عندما قامت رئيسة وزراء إسرائيل غدا ماييير بزيارة على ما اعتقد لدولة ساحل العاج وكان ينعقد فيها مؤتمرا بحضور رؤساء دول افريقيا الحديثة العهد بالاستقلال ومن بينهم المختار فاستقبلوها في المطار وكانت تصافحهم واحدا بعد الآخر، فلما وصلت إليه ومدت يدها فأعرض عن مصافحتها قائلا لها ” يدي لا تصافح يدا ملطخة بالدماء العربية ”
الموقف الثاني له والذي لايقل أهمية عن الأول بل الاكثر منه جرأة يتمثل في قراره بقطع العلاقات مع الالولاي المتحدة الأمريكية وابريطانيا وطرد سفيريهما من نواكشوط اثر حرب حزيران 1967

في وقت كانت فيه موريتانيا حديثة العهد بالاستقلال وتصارع من أجل إثبات اركان دولتها التي تتجاذبها الدول المحيطة بها ،حتى انها في ذلك الوقت هناك الكثير من الدول التي لم تعترف باستقلالها رسميا.
شكرا نيابة عن الشعب الموريتاني لعبد الباري عطوان الذي في جلسة خصه بها رئيس الجمهورية  اطلعنا على سر كنا ونحن الأقرب إلى معرفته نجهل عنه كل شئ باستثناء النزر القليل منا..
فعبد الباري بذلك ذكرنا ببيتين للشاعر العربي طرفة بن العبد البكري يقول فيهما
ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا * ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له* بتاتا ولم تضرب له وقت موعد

وشكر لشبكة الصحفيات الموريتانيات برئاسة رئيستها اخديجة بنت المحبتبى  على دعوتها لعبد الباري للمشاركة في هذا الملتقى الاعلامي لتذكرنا ايضا بالمقولة الشهيرة” وراء كل عظيم امرأة”.

ه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً