
” أفلام flam ” وأمينها العام الأول …
ذ.إبراهيما آبو صال؛ أول أمين عام لـ”قوات تحرير الأفارقة في موريتانيا” المعروفة اختصارا بـ”افلام” خلال مقابلة تلفزيونية :
“كان شغلنا الشاغل؛ هو إيجاد مرتكز سياسي؛ وإيديولوجي؛ نعتمد عليه من أجل الدخول؛ بصفة فعلية؛ في المعركة؛ لأننا كنا على يقين أن استمرار الوضع على ماهو عليه؛ لن يكون في صالحنا”.
ولمواجهة ذلك الوضع؛ قمنا بإنشاء مجموعة من الهياكل التنظيمية الصغيرة؛ وشجعنا الضباط السود؛ على السيطرة على زمام الأمور في البلد؛ متسائلين عن سبب عدم أخذهم السلطة؛ بعد توليهم تنفيذ الانقلاب على المختار ولد داداه؛ من الناحيتين العسكرية والفنية؛ في الوقت الذي غادر الضباط البيض العاصمة نواكشوط؛ في انتظار الأخبار القادمة منها؛ ليرد علينا بعضهم أن الوقت غير مناسب”.
“لكن محاولاتنا لإقناعهم بذلك لم تتوقف؛ حيث اتصلنا بالعقيد الراحل يال عبد الله؛ وشرحنا له أحقيته بتولي السلطة؛ نظرا لكفاءته وشجاعته اللتين أثبتهما خلال الحرب الهند الصينية؛ وحرب الصحراء؛ ونزاهته السياسية؛ المتمثلة في عدم تحيزه العرقي لأي مكون من مكونات المجتمع الموريتاني؛ لكنه رفض مقترحنا”
“خلال الفترة ما بين 1978 إلى 1979؛ توصلنا إلى قناعة أن الهياكل التنظيمية الصغيرة؛ لم تعد مناسبة لخدمة أهدفنا؛ لذلك فكرنا في إنشاء إطار جامع لتلك الوحدات؛ ورغم قناعتنا أن ذلك الإطار سيفتح الباب أمام العديد من القوى السياسية التي تتباين آراؤها حول مختلف القضايا العامة؛ إلا أننا واصلنا ذلك المسعى؛ مدفوعين بوجود هدف مشترك بين مختلف تلك القوى؛ ألا وهو `القضاء على النظام القائم`”.
“لقد حاولنا في العام 1979 تأسيس ذلك الإطار الجامع؛ المتمثل في حركة “أفلام” إلا أن العديد من العوائق حالت دون ذلك؛ من أبرزها تشبث قادة القوى السياسية الساعية إلى تأسيس الحركة بمصالحهم الخاصة؛ وحرصهم على تحقيق طموحاتهم الشخصية؛ ما شكل عقبة أمام “محاولة التأسيس الأول؛ الذي كان مقررا في 1979 أو 1980؛ ليتم بالفعل في العام 1983”.
“ورغم عدم تمكننا من إنشاء الحركة في المحاولة الأولى؛ بسبب العوائق التي أشرت إليها؛ إلا أن الهيئات التنظيمية التي أنشئت خلالها؛ لعبت دورا كبيرا في نشر الوعي بين أفراد الجمهور المستهدف؛ وإطلاعه على الهدف الحقيقي من فرض `التعريب` في موريتانيا؛ وإعداد الوثائق؛ وشرح أهداف الحركة؛ ما شكل وعيا لدى ذلك الجمهور؛ عززه توصل الجميع إلى قناعة تامة؛ مفادها أنه لا فرق بين نظام المختار ولد داداه؛ والنظام الذي أنشأه العسكريون الذين انقلبوا عليه”
“تجسد ذلك في حرصهم جميعا على فرض التعريب؛ وتهيئة الأرضية المناسبة لسيطرة عنصري العرب والبربر؛ على الدولة؛ اقتصاديا؛ سياسيا؛ إداريا؛ وثقافيا؛ وهو ما ظهر جليا خلال أزمة مارس وإبريل 1979؛ في فترة حكم المصطفى ولد محمد السالك”.
“ومن خلال تجربتنا؛ وتعاطينا مع الشأن العام تأكدنا؛ شيئا فشيئا؛ أن الفرق بين نظام ولد داداه؛ والعسكر؛ يمكن فقط في طريقة إدارة الدولة؛ لأنهما يحملان نفس الفلسفة؛ المتمثلة في فرض التعريب؛ والسيطرة على الدولة؛ وتحويل السود إلى أدوات؛ على غرار ما قام به المستعمر الذي سيطرعلى دول العالم الثالث؛ محولا أبناءها إلى وكلاء لتنفيذ سياسته”.
“لم أكن من بين المندوبين إلى المؤتمر التأسيسي للحركة في العام 1983؛ لكنني عينت؛ بعد اختتامه؛ أول أمين عام للحركة؛ وتم تكليفي بتهيئة الظروف الملائمة؛ سياسيا وعسكريا؛ لوضع البلد في حالة نزاع؛ بغية لفت انتباه المجتمع الدولي إلى ما يجري فيه”.



