حتى لا تضيع جهود الرئيس…./ بقلم: د. محمد الراظي بن صدفن

لم يعد خافيًا على أحد الدور الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة للإعلام و الإتصال في تحقيق التنمية المستدامة التي تتطلع إليها معظم الشعوب التواقة إلي تحقيق الرفاه الإجتماعي و الإزدهار الإقتصادي و الرقي الحضاري.
كما تتعزز أهمية الإعلام في وقتنا الحاضر حيث ينظر إليه بإعتباره أفضل القنوات تأثيرًا و أسرعها وصولًا لأكبر عدد من الجماهير .
و تزداد القناعة اليوم أكثر من ذي قبل أن أساس النجاح في أي عملية تنموية هو أن يصبح لكل فرد فيها دورًا حيويًا و أن يكون واعيًا بمسؤوليته في تطوير المجتمع و تنميته.
و من هنا تبرز أهمية إستخدام الوسائط المختلفة للإعلام بهدف مواكبة الخطط الإنمائية للمجتمع و خلق المشاركة من جانب أفراده في عملية التنمية و البناء .
فالإعلام من وجهة نظرنا إذن، يبقي هو السبيل الوحيد الأكثر نجاعة في نشر المعرفة بخطط السلطة السياسية و هو الذي يولد الرغبة في التغيير و ينمي إهتمام الناس بتطوير أوضاعهم نحو الأفضل .
و تأسيسًا علي ما سبق، فإن هذه الحقيقة لم تكن غائبة عن رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي سارع منذ توليه مقاليد الأمور بالبلاد إلي إستقباله شخصيًا بالقصر الرئاسي للفاعلين في الحقل الصحفي و أعقب ذالك بخطوات ملموسة في مجال تحرير الإعلام السمعي البصري و دعم صندوق الصحافة الحرة بموارد مالية معتبرة في مسعي واضح من الرئيس لإصلاح هذا القطاع الحيوي المهم جدًا ليقوم بالدور المنوط به في مواكبة الإصلاحات التنموية التي تم إطلاقها ضمن برنامج تعهداته.
و مع كل ذلك لا زلنا نطالع علي وسائل التواصل الإجتماعي و عبر بعض المواقع و المنصات الإعلامية دعوات للبعض هدفها تضليل الرأي العام الوطني من خلال تشكيكها في مصداقية و جدوائية حصيلة الإنجازات التي تم تحقيقها في السنوات الثلاثة المنصرمة من مأمورية الرئيس .
فهل هناك إنجاز أهم من إسترجاع الثقة بين الدولة و مواطنيها و توفير الأجواء المناسبة للتهدئة السياسية
المطلوبة لإرساء دعائم دولة العدل و المساواة بين جميع المواطنين و تكريس سلطة القانون و الفصل بين السلطات؟ ألم يؤسس الرئيس لمدرسة جمهورية حقيقية قائمة علي الإنصاف و الوئام متجهة نحو المستقبل و ضامنة لتكافؤ الفرص بعد أن فشلت جميع المحاولات السابقة؟ ألم يطلق سيادته في سابقة من نوعها برنامجًا طموحًا للتحديث و توسيع البنية التحتية عبر بناء ما يزيد علي ثلاثة آلاف مدرسة حتي الآن و مائات دور السكن الإجتماعي و بدأ الأشغال في توسعة كليات جامعة أنواكشوط و وضع الحجر الأساس للكثير من المشاريع الطرقية التي ستفك العزلة عن مناطق عديدة من الوطن و تحقق التكامل الإقتصادي بين شمال البلاد و جنوبها؟ ألا يعتبر تخصيص 80 بالمائة من الإنفاق الحكومي علي القطاعات الإجتماعية و تحسين الولوج إلي الخدمات و محاربة الفقر في الوسطين الحضري و الريفي حسنة تحسب للرئيس؟
ألا يكفي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أنه أول رئيس لموريتانيا يقوم بإنشاء صندوق وطني للتأمين التضامني في مجال الصحة ، سيتكفل تدريجيًا بتأمين صحي لنسبة 70 بالمائة من سكان البلادجلهم من محدودي الدخل و الفئات الهشة؟
و أخيرًا و ليس أخيرًا ، ألا يعتبر الوفاق السياسي الذي تم توقيعه مؤخرا بين الفرقاء السياسيين الضامن لشفافية و نزاهة الإنتخابات التشريعية و الجهوية و البلدية، والذي أعتمد التمثيل النسبي إنجازًا مهمًا لهذا النظام؟
الأكيد أنه لكي لا تضيع هذه الجهود الإصلاحية الجبارة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني و تذهب سدا أدراج الرياح فإنه يتعين علي كل الإعلاميين الشرفاء و المدونين و أصحاب الفكر و الرأي و السياسيين و جميع الخيرين في هذا الوطن الحبيب مسايرة هذه الإنجازات و إعطاؤها ما تستحق من تثمين، إنصافًا للرجل و إحقاقًا للحق و خدمة للمصالح العليًا لشعبنا، لأن عقارب الساعة لا يمكن أن ترجع إلي الوراء.
و أن ليس للإنسان إلا ما سعي و أن سعيه سوف يري ثم يجزاه الجزاء الأوفي ..
صدق الله العظيم .

مقالات ذات صلة