… / هل تطبق أوروبا وعد ” بلفور ” ثانيا في موريتانيا …؟!! / الشريف بونا

عندما رفضت تونس والمغرب. وهما أكثر سكانا وأقل اقتصادا من بلدنا  حسب ما تقول وسائل الإعلام  وبعض المحللين تهجير الافارقة من أوروبا بعد أن ازعجتها موجاتهم  اقتصاديا واجتماعيا وهددت شعوبها حكوماتها للانتقام من الانظمة في صناديق الاقتراع قررت اوروبا ممثلة في الاتحاد الأوروبي البحث عن مكان لتوطين المهاجرين …
لقد عرضت أوروبا مشروعها على عدد من دول العالم الثالث الملاصقة لحدودها فرفضته لانه نموذج ثان من “وعد بلفور” لليهود بتهجيرهم إلى فلسطين بعد محرقتهم التي كان سببها سوء معاملاتهم مع شعوب الدول الأوروبية التي احتضنتهم كلاجئين في المانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم…
فبعد المحرقة لم يجدوا بدا من التخلص منهم إلا بتهجيرهم من أوروبا وتوفير الوسائل لتوطينهم بعيدا عنها و تتكرر نفس المحاولة اليوم مع المهاجرين من أفريقيا الذين لا وطن لهم لأنهم يمزقون أوراقهم التي تثبت هويتهم كلما هموا بالهجرة إلى أوروبا حتي لا تتمكن من الضغط على دولهم لإجبارهم على العودة إليها بأي ثمن ..
صحيح أننا من الناحية العسكرية والاقتصادية والسياسية الحلقة الأضعف في المنطقة وأرضنا شاسعة مما شجع أوروبا علي الطمع فينا و هي بأقمارها الصناعية التي تغطي الفضاء وبعثاتها السياحية التي نستقبلها ونفسح المجال أمامها للتجول في ارضنا لم تتمكن من القضاء علي ظاهرة الهجرة القادمة اليها عبر شواطئنا تدرك حالنا أكثر مما ندركه نحن وبالتالي فإن ” اوروبا” تستغل عجزنا وتضغط على نظامنا ليجعل ارضنا مأوى لتوطين هؤلاء المهاجرين الذين هم اشد خطرا على بلدنا في المستقبل القريب والمنظور البعيد من المستوطنين اليهود في فلسطين وما نشاهده اليوم ومنذ أكثر من 75 سنة دروسا وعبرا لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد …!!
ومهما يكن. فما كان لحكومتنا وهي يجب أن تكون مؤتمنة على حماية حوزتنا الترابية والمحافظة على ثوابتنا الوطنية أن توقع هذه الاتفاقية دون عرضها بعد توضيح بنودها والأهداف من ورائها على الشعب في استفتاء شامل لأن البرلمان بغرفتيه السابقتين علمتنا تجاربنا الماضية معه أن أغلبيته ملتزمة بالسير في فلك النظام ولم يعارض في حياته سوى مشروع قدمه النظام السابق لمجلس الشيوخ فرفضه وصادقت عليه الجمعية الوطنية والجميع يعلم مصير “مجلس الشيوخ “بعد رفضه للمشروع المقدم إليه, حتى بنايته تم هدمها بجرافات لتصبح اليوم أثرا بعد عين وساحة للأحتجاجات اليومية ..!!
فالشعب الموريتاني في التخلص من هذه الاتفاقية يعول على الله سبحانه وتعالى وعلى جدارة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بحمل الأمانة التي وضعها الشعب بواسطة صناديق الاقتراع عليه , وقسمه على قيامه بواجباته الوطنية والأخلاقية والدينية اتجاه شعبه
وما رفضه لإتفاقية النوع القريب  منا الجدال حولها  الا مثالا  وشاهدا حيا على ذلك…!!

مقالات ذات صلة