التعليم” المحظري “في خطاب مرشح الاجماع

في عرضه لبرنامجه الانتخابي بقصر المؤتمرات وردت فقرة جد معبرة مفادها أن مناهج المحاظر غير “موحدة”، أن يرد ذكر التعليم المحظري، والإفصاح عن تعدد مناهجه وضرورة إصلاح خلله على لسان مرشح قادم من أعماق مناهج التعليم المحظري فذلك أمر حري بالتنويه ، فلا أحد ينكر دور المحاظر وكونها وعاء خصوصية مجتمعنا المعرفية ، وقدمت الكثير والكثير مما نفتخر به قديما وحديثا ، حيث مدت الدولة الفتية بأطر بارزين وهي الرافعة الأساسية لحركة تعريب التعليم المدرسي في بدايته ، لكن الوهن دب إلى مفاصلها وشاخت مناهجها فلم يعد بعض ما يدرس فيها صالحاً للمرحلة.

وشهدت بعضها انحرافا كبيراً واضح الخطورة على انسجام المجتمع ووحدته ، وعلى الدولة في بنيتها كمحتكر وحيد للتوجيه الديني، من أجل حماية المجتمع من الانزلاق في أتون التنفير والتكفير والتفجير ، أجل لنقلها انحرفت بعض المحاظر ودخلت أنفاقا مظلمة،ولم تعد رسالتها كما كانت تربية النشء على القيم الحميدة، وترسيخ مبادئ التوحيد والأخوة بين المجموعات ، وفض النزاعات وضبط السلوك.
لقد اصبح دور جلها محصوراً في تبني مناهج غير مألوفة لمجتمعنا، وتدرس نصوصا فيها غمز بَيِّنُ في موروثنا الديني ، واتهام لأسلافنا بالانحراف وحتى بالمروق عن الملة ، في غالبية مناهج محاظر المدن يعتبر التيار الأشعري منحرفا ومقلدوه أهل بدع وأهواء ، والطرق الصوفية قبوريون يعبدون الموتى ، وبصريح العبارة إنهم وثنيون، علما بان مجتمعنا ألف هذه المنظومة الفكرية منذ مئات السنين ، وأصبحت مكوناً أساسيا من معتقده الإيماني، تماما مثل الطرق الصوفية الحاضنة الأهم لوحدتنا البينية داخليا ومع محيطنا، فمن يشاهد آلاف الزوار المتوافدين على حاضرة النيمجاط من دول الجوار ، وآلاف المواطنين المغادرين إلى كولخ وانيور يدرك كم التصوف عامل وحدة ومحبة بينية ومع الجيران.
نتمى التوفيق للمرشح خريج المحاظر العتيقة والحُضر الصوفية العميقة محمد بن الشيخ محمد أحمد، وان يتمكن من وضع حد لفوضوى التعليم المحظري وكبح جماح المناهج الوافدة والخطرة على منظومتنا الدينية، والتوفيق في إصلاح التعليم الأساسي بأن يكون الزامياً وموحداً وباللغتين ومرسخا لمفاهيم المواطنة يشعر الكل من خلاله أن الوطن للجميع، وأن لكل مجموعة عاداتها وتقاليدها وخصوصيتها التي يتسع لها الوطن.

بقلم : سيدي محمد ولد جعفر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً