ومضة …/ نعم : لوضع شروط لولوج التعليم العالي…/ الشريف بونا
نواكشوط 25 فبراير 2021 ( الهدهد . م.ص)
دأب الكثير من دول العالم على الأهتمام تنظيرا وتأطيرا وتوجيها بالتعليم العالي باعتباره الحلقة الاخيرة في حصاد الجهود التي تبذلها الدول على مدى أزيد من عقدين لإعداد المصادر البشرية التي هي الغاية والوسيلة في بناء المجتمعات الحديثة.
لقد شهد التعليم بشكل عام عندنا تدنيا في المستويات غير مسبوق في العقود الأخيرة، حيث تخلى القائمون عليه عن مسؤولياتهم وأصبح حقلا لتزوير الشهادات والتلاعب بمستقبل الاطفال من خلال التغيب المستمر للمعلمين والأساتذة عن الفصول وتفريغهم من عملهم في التعليم ليمارسوا عملا لا علاقة له بالمهمة التي يتقاضوا رواتبهم شهريا من ميزانية الدولة عليها . .
بيد أن جميع المحاولات التي اتخذت لٱصلاح التعليم في جميع مراحله باءت بالفشل بدءا بالتعليم الاساسي مرورا بالتعليم الثانوي وانتهاء بالتعليم العالي… فكلما قطعت الحكومة خطوة الى الأمام تراجع التعليم خطوتين أو ثلاث خطوات او اكثر الى الوراء بسبب التساهل في تطبيق القوانين والمراسيم المصادق عليها لإصلاح المنظومة التعليمية في بلادنا والألتفاف عليها من طرف من يتحملون أمانة التعليم العظيمة .
ومن الجدير بالملاحظة أن التعليم العالي أخذ حصة الأسد من هذا الإهمال منذ تأسيس اول جامعة في البلد سنة 1981 ، حيث لم تطبق القوانين المنظمة والمسيرة لها بل ظلت معايير التسجيل فيها والتخرج منها خاضعة لمزاج القائمين عليها وتتحكم فيها الزبونية والعلاقات الشخصية.
ولئن كانت السنوات الأخيرة بعد تحويلها إلى جامعة نواكشوط العصرية حظي فيها قطاع التعليم العالي برزمة من الاصلاحات، ركزت في مجملها على جعل الأولوية فيعا للبحث العلمي المؤسس على قواعد علمية ومنهجية متبعة في جميع دول العالم.
وعمد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتقنيات الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد سيدي ولد سالم في سبيل ذلك إلى وضع جملة من المعايير التي تضمن العدالة والشفافية في التعاطي مع متطلبات المرحلة وما يترتب على تطبيق ذلك في الجامعة والمراكز المتخصصة من ممانعة واحتجاجات من طرف من ظل وبات
التعليم العالي مستباحا لتحقيق نزواتهم التي لا تخدم المصلحة العامة .
وبكلمة واحدة نقول نيابة عن من كانت حقوقهم مهدورة: نعم لوضع شروط جديدة تجعل الإشراف على شهادة امتحان الباكولريا لولوج التعليم العالي عملا مشتركا بين وزارتي التعليم العالي والتهذيب الوطني لتصحيح الاختلالات السابقة.