من أرشيف التاريخ : شذرات من حياة وجيه من اعيان العلويين… / بقلم : المصطفى السالك صاليحي!!
نواكشوط 27 دبسمبر 2020 ( الهدهد .م.ص)
سأحاول في هذه المداخلة أن أتحدث عن علوي من أعلام هذه القبيلة ورمز من رموزها وبناة مجدها سأتحدث عن عملاق من عمالقة التاريخ ملأ الدنيا وشغل الناس .
سأتحدث عن من يصدق عليه قول الخنساء في أخيها صخر :
يحمل القوم ماعالهم وإن كان أصغرهم مولدا
إذا القوم مدوا بأيديهم إلى المجد مد إليه يدا
فنال الذي فوق أيديهم ثم مضى مصعدا
ثم إذا ذكر المجد رأيته تأزر بالمجد ثم ارتدى
إنه الوالد المرحوم سيد بني فاطمه في تجكحه محمد أحمد ولد ببكر ولد صاليحي المشهور بالدح .
مازال مذ عقد الإيزار منه يد صبا مشوقا بأفكار العلا كلفا
فعندما يحاول المرء الحديث عن مآثر هذا الرجل فإنه يكون كما قال نزار قباني :
كيف أبدأ بالقصيدة ياترى وقصائد الشعر الجميل خراب
فبالنظر إلى غزارة أمجاد الرجل ومناقبه فإن المادح لايدري بأيها يبدأ
فعندما هم أسياد عشيرة أهل سيدي محمود بغزو تجكجه ورابطوا عند طرف “ادرك” توجه إليهم وفد من كبار العلويين وكان الدحه أنذاك دون العشرين من العمر فلحق بهم وعندما بدأت المفاوضات وأسهب قائد أهل سيدي محمود في فرض شروط مجحفة على الوفد الذي قبل تلك الشروط تفاديا للمواجهة العسكريه كان الدح يشير بأصابعه من وراء آبائه رافضا تلك الشروط المذله فماكان من قائد المجموعة الغازيه إلى أن استدعاه منفردا ليسأله : لماذا أومأت بالرفض خارجا على إجماع علية القوم..؟؟
فأجابه بأنه ماكان له أن ينطق ببنت شفة أمام كبار السن من أبناء عمومته فآثر الصمت لكنه لن يرضى بقبول هذه الشروط المهينه مهما كلف الثمن وعبر له عن استعداد ساكنة المدينه لدفع الثمن دون القبول بالمذلة .
فتراجع القائد عن قراره بغزو المدينه وقد كافأه الدح بتزويده بحمولة من المؤونة من تمر وشعير وما يقتات به الناس في ذلك الزمن
تسربلت سربال القناعة والتقى صبيا وكانا في الكهولة ديدني
وأشد من قطع اليدين على الفتى صنيعة بر نالها من يدي دني
هذه فعلة الدح وهو لايزال صبيا فكم من فعاله وهو في شبابه وكهولته.
كان يلجأ إليه الخصوم وهو يئن من شدة الحمى فيتصدر المجلس ليبت في النزاعات فتندهش زوجته بهذا المشهد وحينما ينفض الجمع تبادره بالسؤال كيف تحولت من حال إلى حال فيجيبها بالبيت التالي :
وتجلدي للشامتين أريهم إني لنوائب الدهر لاأتضعضع
آتاه الله بسطة في المال والعلم والجسم وكان يسكن مسكنا مكونا من طابقين ولاتزال أنقاض هذا المسكن بادية للعيان رغم عاديات الزمن حيث يقع شرق المسجد العتيق في القديمه ومن علامات تميزه أنه شذ عن مادرج عليه العلويون في أستبعاد الأحفاد من أبناء البنات إن اراد الواحد منهم ان يحبس نخلا او دارا على أبنائه فيقتصر على الذكور فقط حيث يقول جدي من الأم زلمط لا مدخل للحفيد إلا اذا كان من آل زلمط أما صاحبنا فقد كان يوثر أحفاده من جهة البنات، حيث يمتلكون اليوم حدائق النخيل وتجبى إليهم ثمراته ، كما لاتزال ألسنتهم تلهج بالثناء والمديح على هذه العائله وذلك ماسمعناه من أبناء لمرابط وأبناء الطالب ولد أحمد المامي وأبناء الشيخ البناني وهي عائلات كريمه تسنمت المجد وورثته كابرا عن كابر ، ومع ذلك فهي تفتخر على أبناء عمومتها بخؤولتها من عائلة أهل صاليحي، حيث تقول الوالدة الزهراء بنت الشيخ البناني عندما يجتمع الملأ الكبير من أهل اكد الحاج (تتبسم ما أخوالك أهل صاليحي)
وعندما زارات عمتي خديجة بنت صاليحي الوالدة مريم منت لمرابط وكان يحيط بها جمع من علية القوم استدعت عاملة عندها وطلبت منها إحضار قصعة امتلأ تمرا ورطبا وقالت لجليساتها
: أتحدى أيا منكن أن تدعي انها لازالت تجبى إليها ثمرات الحبس من جهة جدها لأمها فلم تنبس واحدة منهن ببنت شفة.
وكان الدح عضوا في جماعة الأربعين التي شكلت أنذاك جماعة الحل والعقد المعنية بالشأن العام لقبيلة إيدوعلي ؛ أنجب أبناء بررة هم على التوالي :
محمد المختار ولد الدح
سيدي محمد ولد الدح
محمد عبدالله ولد الدح
كما أنجب نساءا كن من سيدات نساء عصرهن هن على التوالي:
آمنة منت الدح
أم كلثوم منت الدح
رقيه منت الدح
فيله منت الدح
رحم الله هذا الوالد الكريم وقد بنى أبراجا من الفضائل ولازلنا نعيش على أمجاده ورثناها منه كما ورثها هو من اجداده…!!