ومضة …/ ٱل دحود … جروح لم تندمل …/ الشريف بونا
نواكشوط 27 سبتمبر ( الهدهد .م .ص)
في بداية المأمورية الاولى للرئيس السابق تم استهداف جماعة دون غيرها ماديا ومعنويا فسلبت منها الأموال وسجن رموزها و شهر بها في وسائل الإعلام المحلية والدولية بعبارات جارحة نالت من اعراضها
ومن تلك الجماعة أسرة شهد لها تاريخها السياسي والإداري بخدمة موريتانيا وهي أسرة ٱل دحود ، فقليل من أبناء هذا الوطن من لا يعرف المرحوم محمدي ولد دحود الذي عاش الإرهاصات الأولى لإستقلال موريتانيا واشتهر بمواقفه السياسية .
و في الإدارة الإقليمية ظل الحديث عن المغفور له خطري ولد دحود الشغل الشاغل في معظم مقاطعات البلد ،حيث عرف بصرامته وعدله وانصافه للمظلوم وجرأته في اتخاذ القرار دون استشارة من يعمل تحت سلطتهم إذا تبين له الحق.
اردت بهذه المقدمة مدخلا للحديث عن جروح لم تندمل بعد من ظلم تعرضت له هذه الأسرة باستهدافها من طرف النظام السابق في مستهل عشريته السوداء ،حيث تمت مضايقتها وحرمانها من حقوق ثابتة بالوثائق والأدلة القطعية ، بل ووصفت من طرف رأس النظام آنذاك بأنها أسرة نهب وفساد، فكان لوقع الظلم والعبارات البذيئة تأثير بالغ في نفس الشاب يعقوب ابن هذه الأسرة الكريمة المشهود له بالإستقامة وحب الخير ، لكن مرارة الظلم دفعته لإحراق جسده امام القصر الرمادي ضحى …
و كانت الفاجعة مؤثرة، لكن الأدهي والامر منها عبارة صدرت من رأس النظام في مقابلة مع وسائل الإعلام قال فيها ضاحكا بملئ فيه تعليقا على الحادثة “نحن في استعداد تام لدفع قطعة كبريت وليتر من البنزين لمن اراد أن يحرق نفسه “..
الا يتذكر من صدرت منه هذه العبارة قول الشاعر:
وقد يرجى لجرح السيف برء
ولا برء لما جرح اللسان