ومضة…/لحظات شموخ لا تنسى…/ الشريف بونا
نواكشوط 27 اغسطس 2020 ( الهدهد)
حملت إلينا وسائط التواصل الأجتماعي صور وزير التشغيل والشباب والرياضة الدكتور الطالب ولد سيد أحمد وهو يمسك بقبضة يديه المحراث ليضع البذور في الأرض مع المزارعين من شباب قريته الذين بدافع الغيرة على تحقيق الأكتفاء الذاتي تكاتفت جهودهم لزراعة أرضهم المعطاء .
لاشك أن الشباب بطاقته الحية عندما يدرك أنه حجر الزاوية في تغيير عقليات المواطن وينزل إلى الساحة كما فعل الوزير وأبناء القرية. ستحدث المعجزة ونستغنا عن بسط اليد للحصول على لقمة العيش مما ينتجه الٱخرون بسواعدهم .
صحيح أن تغيير المسلكيات التي تعود المجتمع عليها كتعالي الوزير بمنصبه على المواطن البسيط يتطلب تفكيرا ووعيا ونكرانا للذات الأمر الذي شاهدناه في وزير التشغيل، حيث قدم اليوم درسا في المواطنة لنظرائه..وغيرهم ممن ترسخت في نفوسهم كبرياء الترفع عن العمل اليدوي… لكن يبقى السؤال المطروح هل لهؤلاء عيون يبصرون بها وٱذان يسمعون بها وعقول يفقهون بها …؟
مما لأمراء فيه أن هذه الصورة ستترك أثرا إيجابيا في نفوس الأجيال الناشئة عندما تشاهد وزيرا ينزل إلى الساحة وعلى كتفه المحراث ليؤازر المزارع ويبرهن للجميع على أن الوظيفة تكليف، وليست تشريفا .
وأكثر من هذا وذاك ليقول بلغة فصيحة أن مقولة “العمل شرف حقيقة “وليست مزاجا ولا يجسدها على أرض الواقع إلا التفاني في خدمة الوطن والمواطن والقرب منه .
فبهذا العمل الذي نشاهده يكون الوزير الأقرب منا جميعا فيالأستجابة لدعوة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لبناء الوطن
من خلال وضع كل واحد منا لبنة في صرح تشييده الذي لا ينتهي العمل فيه.
أليس ما قام به الوزير وهو يقضي عطلته في مسقط رأسه ومع أهله تفكيرا أعمق من تفكير من تقلدوا مناصب وزارية قبله في هذا الوطن وأخذوا المال وذهبوا به إلى أوروبا بعملات صعبة دون الشعور بأهمية التحلي بروح المواطنة..؟
ففي مثل هذا النوع من حب الوطن الذي جسده وزير التشغيل على أرض الواقع ندعوا من هذا المنبر جميع المواطنين مسؤولين وغيرهم إلى تجاوز مرحلة “الانا” والتشمير عن ساعد الجد في خدمة الوطن ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..؟
انها بحق لحظات عز وشموخ وابتسامة مرسومة على الشفاه لا تنسى ..!!