ومضة…/ حكاية ذكرتني بأخرى…/ الشريف بونا
نواكشوط 27 يوليو 2020 ( الهدهد .م .ص)
قرأت على أحد صفحات الفيسبوك حكاية لقصة تتعلق بمحام دخل قصر العادلة للتصويت في انتخابات نقابة المحامين وظل يلف ويدور دون أن يهتدي إلى الغرفة التي يجرى فيها الاقتراع .
وبعد جهد جهيد وبحث طويل سأل عنها فرأى محام لا يعرف احد منهم الٱخر فأخذ بيده ليوصله إلى المكان …
فتساءل المحامي في نفسه من سيكون هذا المحامي الذي لا يهتدي سبيله في قصر العدالة فأين كانيزاول هذه المهنة …؟؟
الحكاية ذكرتني بأخرى ذات يوم اخذت سيارة أجرة من مفترق طرق “مادريد” متوجها إلى عملي في الوكالة الموريتانية للأنباء فرافقني في السيارة شاب أنيق يوحي مظهره انه تربى في المدنية . وعندما قطعنا شاوا سألني ألا تعرف مقر الوكالة الموريتانية للأنباء فأجبته بنعم … فقال لي اهديني إليه …وعندما وصلت الوكالة أمرت السائق بالتوقف فقال لي هذا هو مقرها قلت له نعم ، فنزل من السيارة وعند باب المؤسسة قدم نفسه للحارس كموظف بها فتعجبت من أمره..موظف لا يعرف مقر المؤسسة التي يتقاضا منها راتببه كل شهر ..
وكانت إدارة الوكالة في تلك الأيام بعد تعيين شيخنا ولد النني مديرا عليها قد طلبت من عمالها القدوم إلى مصلحة الأشخاص للتأكد من مطابقة البيانات في ملفاتهم لما هو حقيقي من خلال مثولهم أمام رئيس مصلحة الأشخاص.. فكان صاحبنا موظف بها منذ نعومة أظافره وبستلم راتبه كل شهر دون أن يكلف نفسه عناء القدوم عليها يوما واحدا …
فذالكم مظهر من مظاهر الفساد الذي عمت بلواه جميع إدارات االبلد… فهل يمكن أن نتوقع اصلاحا ما دمنا لم نطهر الإدارة ممن يأخذون من ميزانية الدولة رواتبهم في جميع القطاعات العمومية والخصوصية على حساب المجتمع دون القيام بواجباتهم ..؟؟!