ورقة فنية: الصناعة التقليدية بين الماضي والحاضر وٱفاق المستقبل
ورقة فنية تعالج أوضاع الصناعة التقليدية من خلال ماضيها وحاضرها وٱفاق مستقبلها في ظل تطبيق برنامج تعهداتي لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني خاصة في جانبه المتعلق بالصناعة التقليدية والحرف .
ولتسليط الضوء اكثر عل هذا الموضوع يقول يحي الكتناوي في مقال ينفرد “الهدهد ” بنشره أن الصناعة التقليدية تحتل مكانة عالية في هذا المجتمع الذي يتميز بتحديد الفئات والتنوع
القبلي، ضف إلى ذلك كونه ينقسم إلى مكونتين عرقيتين هما العرب والزنوج ، حيث شكلت تلك التعددية وذاك التنوع الاجتماعي حراكا وشدا وجزرا مما أدى إلى ملإ الفضاء الموريتاني بحرف وإنجازات خالدة.
الأمر الذى كان له تأثيره المادي والمعنوي على مسيرة هذا المجتمع وعطائه التاريخي وفي خضم هذا الواقع تدرجت مجموعات على أساس قوام ومبدأ التفاوت المكاني والانتماء الفئوي .
فهناك من أحتل موقع القمة وهناك من وجد في الوسط موقعا وهناك من وضع في أسفل البنية الهرمية مما جعله تحت ثقل حمل إجتماعي بقوانينه ومضامينه الصارمة. .
مما دفعه إلى البحث عن سبل وجيهة علها تخفف عنه ثقل ذلك الحمل حتى لا يبقي وإلى الأبد يئن تحت وطأته .
أن ضعف الإمكانيات المادية للصناع التقليديين حالت دون قدرتهم على الخروج من الإطار الضيق القائم على أساس التوارث إلى إطار أوسع قائم على أساس الكفاءة والخبرة والإنتاجية .
وهنا لا بد أن نعرج ولو بشكل مقتضب على المراحل التي مر بها هذا القطاع في مختلف الفترات التاريخية للمجتمع ذلك المجتمع الذي ظل يعتمد وبشكل مباشر على يد الصانع ومهاراته وإبداعاته التي كانت إلى حد قريب توفر له جميع متطلبات الحياة البدوية اليومية.
فالصانع التقليدي ظل دائما يتأقلم مع مجتمعه ويوفر له جميع ما يحتاجه من ضروريات في الحياة الإنسانية أينما حل وحيثما أرتحل.
صحيح أن الصانع التقليدي هو الأخر تواجهه باستمرار تهمة التقصير في إتقان الصنع والإخلال بالجودة لكنه هو الآخر وفي هذه الحالة أمام خيارين أحلاهما مر:
إما الجودة والإتقان مع غلاء الثمن أو الإخلال بالجودة مع القدرة على تلبية الطلبات وبأثمان منافسة .
وتمتاز الصناعة التقليدية الموريتانية عن غيرها من الصناعات بالخصائص التالية:
أولا : كونها منبعا لتنمية المواهب والإبتكارات والإبداعات
ثانيا : إعتمادها على المواد المحلية وتكييفها مع حاجات السوق
ثالثا : مساعدتها في رفع مستوى الإدخار والاستثمار
لكل هذه الأسباب فإنه لابد من الحفاظ على هذه الصناعات ومنتجاتها وتنميتها وتطورها ولن يتم ذلك إلا عن طريق الأبحاث والدراسات والمناقشات والتشجيع المادي والمعنوي لأصحابها وحثهم كذلك على الإستفادة من التقنيات الحديثة مع الحفاظ على الأصالة واستخدام المواد الأولية الجيدة والأيدى العاملة الكفؤة والمبدعة من اجل ضمان جودة وجمالية المنتجات المعبرة عن الأصالة والذوق السليم .
وتشكل الصناعة التقليدية اليوم وفي جميع اقطار العالم إنتاجا متميزا له حضور في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية والأدبية ، فهي تراث حي ومتطور يعبر كذلك عن أعماق وجدان الشعوب وخصوصياتها الثقافية والتاريخية وبذلك اكتسبت اهميتها ودورها في ديمومة التواصل الإنساني والثقافي والجمالي والاقتصادي بين مختلف الشعوب .
فالصناعة التقليدية عامل إبداع وتوعية إلى جانب دورها في حفظ التراث وصيانة التقاليد والتعريف بها في الداخل والخارج .
وعندما قرر المحتل الفرنسي إنشاء دولة في هذا الحيز والتي سميت لاحقا بموريتانيا كان الضحية الأول هو الصانع التقليدى، حيث قيم بمحاولات تحديث الدولة في ظل إقصاء تام له ولمنتوجه وحرمانه من السعي في التحديث والتطوير ، مما أنعكس بشكل واضح في تقاعس الجهات الوصية عن بذل الجهد الذي يتطلبه تطوير هذه الصناعة من التمويل والتأطير.
وعندما أنشأت مراكز للتكوين المهني فى ستينيات القرن الماضى لم تأخذ بعين الاعتبار منتجات الصانع التقليدى لا من حيث دمج الصناعات التقليدية في هذه المراكز ولا حتى من حيث اعتماد برنامج تكويني يهدف لإعادة تأهيل الصانع التقليدى ليواكب احتياجات المدينة كما تكفل بها في المجتمع البدوى بوسائله البدائية وجهده الذاتي .
هذا إذا ما استثنينا منشأة المعرض الوطنى التي سيد في عهد الرئيس الراحل الأستاذ المختار ولد داداه والذي ظل بدون قانون
حيث أن القانون 67/171ولظ يكن ليلبي طموحات ولا تطلعات الصناع التقليديين آنذاك إلى أن تمت مراجعته فى العام 2003 ليحل محله القانون الحالى القانون 005 الصادر بتاريخ 14يناير 2003 المتضمن مدونة الصناعة التقليدية ونصوصها التطبيقية والذى لم يكتب له هو الاخر قبل الآن ان يحظى باهتمام السلطات العليا فى البلد الشيء الذى حد لفترة طويلة من مفعول عمل السلطات الادارية والبلدية على المستويين الوطنى والاقليمى وتسبب كذلك فى تسيب القطاع وإهماله وتقاعس الجهات الوصية عنه.
وفي هذا الإطار لابد أن نسلط الأضواء ونعطي بعض الإيضاحات حول واقع الصناعة التقليدية الذى كان قائما. .
حيث اشترت الغرفة الوطنية آنذاك وهي عبارة عن مكتب تنسيق لغرف الصناعة التقليدية وليست مؤسسة عمومية.
ماكينة تسبيك بدعم مالي حصلت عليه من طرف منظمة اجنبية لمساعدة الصناع التقليديين
على العمل والإنتاج .
وعندما وصل هذا الدعم الذي ارسلته المنظمة إلى الغرفة عن طريق مكتب دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة آنذاك والذى يمثل التعاون (GTZ-BAPEM(الالمانى فى انواكشوط.
استدعي مسير الصندوق آنذاك السيد BRAWNE MANOUEl( رئيس مكتب الغرفة وسلمه إياه وذكر المنسق مكتب الغرفة بشرط المنظمة واقترح إيداع المبلغ لدى صندوق الادخار
وبعد دراسة معمقة تم التوصل إلى أن شراء ماكينة تسبيك للذهب والفضة والنحاس هو أهم آلة تساعد الصناع التقليديين على الإنتاج وخاصة صناع المعرض الوطني الذين كانوا يتجشمون يوميا عناء التنقل إلى العاصمة لسبك هذه المواد ، إلا أننا لاحظنا مؤخرا أن المبلغ الحاصل من الدعم لا يفي لشراء ماكينة جديدة حيث اضطررنا لشراء ماكينة مستعملة يناسبنا ثمنها وفعلا تم شراء هذه الأخيرة من عند أحد الزملاء حيث تم تسليمه وصلا بثمنها من الرصيد المودع في الصندوق الآنف الذكر.
أن الفائض الذى بقي من المبلع ما زال حتى الساعة مودعا في الصندوق الذى تم إفلاسه مؤخرا من طرف القائمين عليه آنذاك وتم إغلاق مكاتبه الموجودة حاليا بمباني المعرض الوطنى (ادارة الصناعة التقليدية)
بيد أن الذين اودعوا المبلغ مازالوا يترددون حتى الساعة على الوزارة الوصية والتى ترى هي الأخرى أن الإختصاص يرجع إلى البنك المركزي الموريتاني الذي سبق له هو الآخر أن تملص من الموضوع بإعتبار أن الصندوق ليس مؤسسة مصرفية ولا يخضع لوصايته .
و تمت عرقلة الورشات التي أنجزها مشروع صيانة وتثمين التراث الثقافي الممول من طرف البنك الدولي لصالح الصناع التقليديين ، هذه الورشات خربت تحت عاديات الزمن والأمطار دون أن يدخلها اصحابها حتي اليوم .
ونذكر في هذا الصدد ان هناك ماكينة أخري لتسبيك الذهب حبسها مدير الصناعة التقليدية قرابة عشرين سنة حتى تآكلت تحت سقف دهاليز إدارة الصناعة التقليدية دون ان ينتفع بها أصحابها كما أن هناك مشاريع كبرى يسعى أصحابها من خلالها إلى تنمية هذا القطاع الحيوى الهام وتطويره وازدهاره ظلت مطمورة في دواليب إدارة الصناعة التقليدية لا يراد لها أن ترى النور مثل مشروع شركة صناعة الذهب والمجوهرات الذي تمت دراسته بين الايطاليين المستثمرين في بلادنا وغرفة الصناعة التقليدية (مكتب التنسيق) انذاك والذي كان بإمكانه أن يقفز بقطاع الصناعة التقليدية اشواطا بعيدة فتجني منه ارباح كبيرة زيادة على الإستفادة من تكوين 30 صانعا تقليديا على صياغة الذهب بالأسلوب المعروف في الدول المتقدمة مثل الهند وإيطاليا ، فضلا عن إقامة منشآت ذات أهمية كبري. هذا المشروع الذى أوشك شركائها من مواطنين وأجانب على وضع اللمسات الأخيرة عليه تم قتله فى مهده فور إحالته إلى إدارة الصناعة التقليدية ودفنه في ظلمات دواليب إدارتها حتى لا تقوم له قائمة وإلى الأبد.
وكذلك دعم تقدمت به المملكة المغربية في إطار تعاونها مع بلادنا والذى بموجبه تقوم المغرب بدعم الصناعة التقليدية وذلك من خلال تكوين سبعة عشر صانعا تقليديا في مجالات مختلفة من التخصصات وعندما أحيل المشروع من طرف الوزير انذاك إلى إدارة الصناعة التقليدية تم تجميده كالعادة الأمر الذى حير المغاربة واستهجنوه والأغرب من ذلك كون الوزير الوصي آنذاك لم يحرك ساكنا .
فكم هي مفارقة غريبة في بلد أعلن حربا لا هوادة فيها على رموز الظلم والفساد وهدم أوكارهم في كل مكان وعزلهم من مناصبهم وزج بهم في السجون أن ينجو من حرب تطهيره قطاع الصناعة التقليدية وحده ، وما أروع ذلك اليوم الذى تلوح فيه طلائع فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى متفقدا قطاع الصناعة التقليدية الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف (باعتبارها مؤسسة عمومية ذات طابع مهنى تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلالية المالية وتخضع لوصاية الوزير المكلف بالصناعة التقليدية المادة 19 من مدونة الصناعة التقليدية ونصوصا التطبيقية.
لتطهيرها من رموز الفساد والجهل والظلام ويعيد الإعتبارلها و لأهلها.
بل ما أروع أن يفاجأ الجميع بزيارة ميدانية لمبانى الغرفة ومصالحها ومنشآتها غير أبه بالدراسات الخاوية والمشاريع الجوفاء عديمة الفائدة ويعلنها زيارة تفقدية يبحث فيها عن إنجاز ملموس طيلة كل هذه السنين وعن الموارد الطائلة التى انفقتها الدولة من الخزينة العامة على القطاع منذ إنشائه وحتى الساعة.
تلك الزيارة المفاجئة التى سبقه لها عكاشة زيارة كان قد اداها معالى وزيرالثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان د/سيد محمد ولد غابرللادارات التابعة لقطاعه.
زيارة تفقد واطلاع للوقوف ميدانيا على ما تبقى من ادارة الصناعة التقليدية (المعرض الوطنى عاصمة الصناعة التقليدية) والغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف زيارة لاشك سيكون لها مابعدها.
وفى أغسطس 2019 وبعد تسلم فخامة
رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى مقاليد الحكم أكد ضمن برنامجه الانتخابى (تعهداتى)وبلهجة صريحة على ان الصناعة التقليدية علاوة على الجوانب الثقافية والفنية تمثل مصدر فخر لبلادنا
وقال أنها كنز من الثروات ومنجم لا يقدر بثمن وشاهد على عبقرية حرفيينا من الرجال والنساء الذين يصرفون من مواردهم الذاتية دون حساب ودون تعويض يتناسب مع الجودة المشهودة لمنتجاتهم والجهد المضني الذى يبذلونه .
وابرز قائلا سيكون ضمن اهتماماتى خلال المأمورية تنمية الصناعة التقليدية وتوفير الدعم الضرورى لها ووضع سياسة تهدف إلى حماية هذا الموروث الاستثنائى ودمجه فى الاقتصاد الوطنى.
نهاية الاستشهاد محمد ولد الشيخ الغزوانى.
وفى الخامس أغسطس 2019اكد معالى الوزير الأول اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا فى خطابه امام البرلمان ضمن برنامج حكومته أكد على أنه من جهة أخرى تلتزم الحكومة بوضع وتنفيذ استراتيجية وطنية للنهوض بقطاع الصناعة التقليدية والحرف تأخذ فى الاعتبار خصوصية هذا القطاع ومايزخر به من مقدرات واعدة بوصفه قطاعا يتكامل فيه بامتياز البعد التراثي الرمزي والإمكانيات الاقتصادية المؤكدة فى مختلف شعبه .
وستتم ترجمة عناية الحكومة بهذا القطاع الحيوي عما قريب من خلال مشاريع تعود بالنفع على الصناع التقليديين والحرفيين.
اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا
وفى شهر سبتمبر 2019 وفى اول لقاء لمعالى وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان د/سيد محمد ولد قابر وبعض معاونيه الذى جمعه ببعض الفاعلين من رؤساء اتحاديات وجمعيات وتجمعات وتعاونيات وشبه تعاونيات عاملة فى حقل الصناعة التقليدية والحرف وصناع تقليديين فرديين من اجل الاستماع الى ارائهم ومقترحاتهم والتى كانت فى مجملها تنم عن وعي حقيقي بمشاكل ومعوقات القطاع
جاء الرد سريعا وواضحا وصريحا
من طرف معالى الوزير بالاعلان اولا عن الخطوط العريضة لسياسة الحكومة فى هذا المجال طبقا لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى وبتنفيذ من حكومة معالى الوزير الأول اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا الداعمة لبرنامجه الانتخابى ” تعهداتي”
ففي هذا السياق تعهد الوزير وبتعليمات
سامية من فخامة رئيس الجمهورية حسب تعبيره وامام جمع غفير من صناع القرار بالعمل على تذليل كل الصعاب التى تقف عائقا فى وجه تنمية هذا القطاع الحيوى الهام ودمجه فى الحياة النشطة.
بعد ذلك انطلقت وبوتيرة متسارعة سفينة الإصلاح حيث تتالت المشاريع اولا بأول
نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر
اولا بناء قرية للصناعة التقليدية بمقاطعة شنقيط هي الاولى من نوعها على هامش مهرجان المدن القديمة.
ثانيا بناء وتوسعة منشأة المعرض الوطنى بمعايير دولية وبمخطط معمارى متميز باعتباره عاصمة للصناعة التقليدية وقد تمت دراسة المشروع والعمل على تنفيذه طبقا للٱجال المحددة فى دفتر التزاماته، من المنتظر أن يرى النور
قريبا ان شاء الله حسب القائمين عليه.
ثالثا العمل كذلك على انشاء مصنع للجلود بالتعاون مع عدة قطاعات حكومية معنية وهو عبارة عن مؤسسة عمومية ذات طابع صناعى لمعالجة مادة الجلود نظرا لمخزوننا الهائل وتعمل الوزارة حاليا مع بعض شركائها فى التنمية خصوصا الاتحاد الاوروبى على تنفيذ هذا المشروع الحيوي الهام الرامى إلى تنمية وتطوير هذا المنتج بالتنسيق مع ممتهنى الدباغة فى ربوع الوطن عموما وفى انواكشوط على وجه الخصوص.
رابعا انطلاق ايام تفكيرية هي الأولى من نوعها فى موريتانيا وباشراك الجميع من فاعلين وصناع قرار قامت على تشخيص واقع الصناعة التقليدية والحرف وتمخضت عن توصيات يعمل القائمون على القطاع حاليا على تنفييذ مخرجاتها تباعا.
مما لاجدال فيه ان التنظيم يحتل الصادرة نظرا لانتهاء مأموريات كافة المؤسسات المهنية وهيئاتها تتطلب الحاجة الماسة وضعه نصب الأعين حاليا بغية الحصول على ايجاد شريك مؤهل وفاعل قادر على رفع التحديات القائمة .
لقد تم إصدار التعميم 00063 الصادر بتاريخ 27 ديسمبر 2019 القاضى بمراسلة الولاة بخصوص الإجراءات العملية لتجديد هياكل قطاع الصناعة التقليدية والحرف طبقا لمدونة الصناعة التقليدية ونصوصها التطبيقية، وبشكل اخص المواد 11 و12 من المرسوم 048 الصادر بتاريخ 24 يونيو 2003 المطبق للقانون والمحدد لمهام موارد قواعد سير وعمل الغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف.
وتتالت بعد ذلك المقررات على التوالى المقرر 000121 الصادر بتاريخ 02 مارس 2020والمقرر 00159 الصادر بتاريخ 16مارس 2020 المتعلقان بتعيين اللجان الوطنية والجهوية المكلفة بتنصيب هياكل قطاع الصناعة التقليدية والحرف على عموم التراب الوطنى.
خامسا مشروع الخزف وهو ثمرة تعاون وشراكة بين الحكومة الموريتانية ممثلة فى وزارة الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان من جهة والمملكة المغربية الشقيقة ممثلة فى وزارة السياحة والصناعة التقليدية من جهة وهو عبارة عن ورشة متنقلة مجهزة ومسلحة بمناهج وٱلات وادوات صناعة مادة الخزف وطاقم تدريس جابت مدن نواكشوط وكيفه وكيهيدى وكونت حتى الآن فى هذا المجال ما يربو على 370 متدربا ومتدربة فى مجال صناعة الخزف كالصحون والأدوات المنزلية رائعة الجمال وبالغة الجودة وفى ظرف زمني وجيز.
فهذا طبعا ما حدى بمعالى الوزير إلى أخذ المبادرة السريعة والفريدة من نوعها والرامية ال اقتناء
لوازم ومعدات ومناهج ورشات متكاملة فى بعض المناطق هي: انواكشوط وكيفا وكيهيدى ولايات التكوين مع العمل لاحقا على تعميم الفكرة لتشمل جميع ولايات الوطن باذن الله.
ونشير إلى اننا فى موريتانيا و لله والحمد نتوفر على المادة الأولية الاساسية لهذا المنتج ( الطين)وبجودة عالية فاقت التوقعات حسب الخبراء والمتخصصين فى هذا المجال .
فإضافة إلى ماسبق ستعمل الوزارة على تكوين وتحسين خبرة هؤلاء المتدربين داخليا اوخارجيا للولوج الى سوق العمل وقد تم حتى الان تعبئة الموارد الضرورية لهذه الورشات التى هي الآن فى طريقها الى انواكشوط كما تم العمل على تجهيز وبناء مقرات جديدة لهذه الورشات ليتم لاحقا انطلاق هذه المشاريع وفق الأجندة المحددة هذا طبعا بعد اكتمال الإجراءات المتعلقة ببناء الورشات والتأكد من أجهزتها وجاهزيتها.
سادسا الايام الوطنية للصناعة التقليدية هي الأخرى تظاهرة محلية دولية واقليمية يتطلع القائمون عليها الى مشاركة وطنية ودولية واسعة هي الاولى من نوعها فى موريتانيا أكثر ما يمكن أن يقال عنها انها فى مراحل متقدمة جدا وسيتم الاعلان عنها فى القريب العاجل ان شاء الله.
سابعا يتم الحديث عن شراكة فى مجال صناعة النسيج والزرابى بالتنسيق مع مؤسسة وطنية رائدة فى هذا المجال تؤكد المصادر أن المشروع فى مراحل متقدمة جدا.
ثامنا يتم الحديث عن قرب نتائج مسابقة وطنية كانت قد أطلقتها الوزارة الوصية مع بداية السنة المنصرمة يحصل الفائزون الأوائل بموجبها على مبالغ نقدية هامة تشجيعا لجهودهم فى مجال صناعة الجلود سواء تعلق الأمر بالمحافظ المدرسية اولأحذية أوالمخدات أو أي تحفة فنية تقليدية.
تاسعا الحديث عن انشاء مصنع للاحذية وتم تشجيع بعض الأفكار الرائدة فى هذا المجال.
عاشرا التكوين هو الاخر كان حاضرا حيث تم الحديث عن تكوينات بالتنسيق مع هيئات اجنبية ومؤسسات مهنية وطنية فى شعب مختلفة كالحلاقة والبناء والتجصيص والنجارة الخشبية وذلك طبقا للمقرر 1333 الصادر بتاريخ 02 يوليو 2003 المحدد لنشاطات الصناعة التقليدية والحرف.
احدى عشر دعم بعض ورشات الحرفيين المتخصصين فى فن الخياطة وذلك من خلال شراء 10 الاف كمامة محلية الصنع وبايادى موريتانية للمساعدة من تخفيف آثار جائحة كورونا المستجد ، حيث وفرت هذه المبارة بعض فرص العمل لبعض الشباب العاطلين عن العمل بسبب الإجراءات الاحترازية التى فرضتها الدولة مؤخرا من اجل التخفيف من آثار الجائحة كما تعمل الوزارة جاهدة فى زيادة المنتوج حيث من المفترض وبعد تعبئة الموارد ان تعمل على زيادة الطلب من الكمامات حتى يصل إلى ما يقارب 500 ألف كمامة.
المقترحات والتوصيات
_ فى مجال التنظيم
مواصلة الجهودالمتعلقة بتجديد هياكل قطاع الصناعة التقليدية والحرف انطلاقا من نتائج مخرجات الايام التكفيرية للصناعة التقليدية خصوصا بعد مضي أكثر من 10 سنوات على انشاءه خارج السياق القانونى ودون أبسط مقومات الشرعية.
القيام بعمليات إحصاء شاملة من اجل تقدير الفعاليات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية
وضع برنامج للتنمية يتلائم مع الآفاق الجديدة لتكنولوجيا المعلومات والشبكات.
_فى مجال البنى التحتية
انشاء قرى وتجمعات خاصة بالصناعة التقليدية فى عواصم الولايات وبعض المقاطعات
انشاء فضاءات وساحات عرض وفهارس للصناع التقليديين داخل بعض الولايات والمقاطعات.
_ فى مجال التكوين
انشاء مؤسسات للتكوين فى مجال الصناعة التقليدية مجهزة ومسلحة بمناهج تضمن نقل الخبرات الفنية والثقافية عبر الاجيال وتنمى القوى الإبداعية لدى الصانع التقليدى والحرفى على حد سواء.
_فى مجال التسويق
انشاء مؤسسة للتسويق فى مجال الصناعة التقليدية قادرة على جمع منتجات الصناعة التقليدية وتسويقها فى الداخل والخارج.
_فى مجال التموين
توفير المواد الأولية ذات القيمة العالية وبأسعار مناسبة
توفير وسائل متطورة تشمل عمليات التصميم والتطور والابتكار.
_فى مجال التمويل
ايجاد نظام تمويلى يتلائم مع ثقافة ومعتقدات الصناع التقليديين والحرفيين
ايجاد نظام ربحى يتلائم مع الظروف المعيشية للأسر الهشة من الصناع التقليديين والحرفيين.
_فى مجال الضمان الاجتماعى
ايجاد نظام تامينى يضمن تعويض الصناع التقليديين والحرفيين عن الأضرار التى كثيرا ما يتعرضون لها اثناء العمل
وتوعية مستمرة للصناع التقليديين والحرفيين من اجل المحافظة على السلامة وامن الشغل.
والله الموفق
محمد يحي ولد الكنتاوى
رئيس الاتحادية الجهوية للصناعة التقليدية والحرف بولاية داخلت انواذيبو
مؤسس قرية الصناعة التقليدية في نواذيبو
مدير الموريتانية للكمامات
ا