هدهدة…./ إصلاح الإعلام مطلب ملح…/ الشريف بونا
نواكشوط 21 يوليو 2020 ( الهدهد .م .ص)
يجمع الكثير من المتابعين لمسار الإعلام في هذا البلد أنه في أمس الحاجة للإصلاح وتجاوز مرحلة التمييع التي عاشها ردحا من الزمن بتوجيه ودعم من النافذين في السلطة حتى أصبح الممتهن له يخجل من تقديم نفسه “صحفيا” لما لطخت به هذه المهنة من الشوائب.
في مستهل مأمورية الرئيس محمد ولد الغزواني تناها الى مسامعنا أن الوزارة الأولى شكلت لجنة من الإعلاميين عهدت إليها بوضع خارطة طريق لإصلاح الإعلام العمومي وقامت بجولات داخل المؤسسات الإعلامية الرسمية عقدت خلالها اجتماعات موسعة مع العاملين بشكل عام وطواقم التحرير والصحفيين على وجه الخصوص مقدمة لهم رؤيتها في تصور خارطة طريق ترى أنها إذا ما طبقت ستساهم ولو مرحليا في إصلاح الإعلام العمومي .
فبعد أشهر مازالنا ننتظر ما توصلت إليه اللجنة عمليا من معلومات نظرية في تصورها لخطة عمل إصلاح جادة للإعلام العمومي الذى هو القائد الفعلي لقاطرة الإعلام المتعطلة منذ فترة.
فمنذ اشهر تابعنا عن بعد فعاليات حفل عشاء نظمته رئاسة الجمهورية للقاء ودي بين رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مع من اطلق عليه منظمو الحفل “أجيال الصحافة” ، لكن العبارة المستخدمة لم تكن دقيقة، فأغلب الذين تم استدعاؤهم من المعلمين والأساتذة ..و..و..و… الذين لعبوا دورا كبيرا في تمييع الإعلام حتى وصلوا به الى هذه المرحلة من الفساد الاخلاقي والمهني، واكثر من ذلك شاركوا في فساد التعليم حيث شغلتهم مهنة التحصيل المادي عن التدريس والشواهد على ذلك حيا لمن يريد التأكد منها…
مرة أخرى وعن حسن نية وإرادة سياسية في خلق إعلام قادر على مواكبة مرحلة تنفيذ برنامج ” تعهداتي” بعد ان تبين ضعف أداء بعض الوسائل الإعلامية وافتقارها الى ما يضمن السير المنتظم لعملها الذي يتجدد كل لحظة بسبب الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم من حولنا، شكل رئيس الجمهورية لجنة مكلفة بإصلاح الإعلام واسندت مهمة رئاستها الى قامة إعلامية كبيرة لعبت دورا ما زال صداه يتردد عبر الأثير في الحقبة الأولى من الاستقلال ، لكن الإعلام الذي كان ساعتئذن، لم يكن هو الإعلام في عهد العولمة التي تسيطر عليها الشبكة العنكبوتية…
ففي اعتقادي أن إصلاح الإعلام بشقيه العمومي والخصوصي وٱن كان مطلبا ملحا يفرض على القائمين عليه أولا : تنظيم ورشات وملتقيات تقدم فيها عروض ومحاضرات من طرف خبراء وطنيين ودوليين لتوضيح الٱليات والمعايير التي ساعدت في إصلاح، أو منع فساد الإعلام في دول اخرى ..
ثانيا : فلا ضير من وجهة نظري ولا ضرار في أخذ تجارب الٱخرين والاستفادة منها لإصلاح الإعلام عندنا، لئلا يظل يدور في حلقة مفرغة كما كان .. أو أن يظل عطاءه للمجتمع والدولة وادائه لرسالته وهو ” السلطة الرابعة” جعجعة بلا طحين…