من قصص الماضي : ماذا تعرف عن قصة سورة الممتحنة ؟
جدير بنا أن نعرج بزائر الموقع اليوم على قصة تحمل نوعا من العظمة والصبر على البلاء لتخرج صاحبتها من الامتحان العسير مرفوعة الرأس وكيف لا والقرٱن العظيم يحدثنا عنها .
فما هي قصة سورة الممتحنة ..؟
هل تعرف ما معنى الممتحنه؟
الممتحنة هي فتاة اسمها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط
و عقبة بن أبي معيط كان يلقب (أشقى القوم) لانه هو من ألقى سلا الجزور على ظهر رسول الله ﷺ وهو يصلي في مكة (سلا الجزور يعني أمعاءه) وهو نفس الشخص الذي لف رداءه وخنق به النبي ﷺ وهو يصلي حتى أُغمى على النبي ﷺ .. وكان يؤذي النبي والمسلمين بشراسة وحقد
وبالرغم من ظلال عقبة بن أبي معيط.. إلا أن الله جعل من صلبه من يوحد الله ويؤمن بالاسلام
فكانت ابنته الوحيدة أم كلثوم مؤمنة برسالة سيدنا محمد ﷺ وكانت مثقفة جدا وطالبة علم وصاحبة عقل وأدب وجمال
ودخل الإيمان في قلب أم كلثوم ولكنها تكتم إيمانها عن أبيها عقبة بن أبي معيط لأنها تعلم أنه مجرم وقد يقتلها
ويأتي موعد الهجرة ويهاجر النبي ﷺ من مكة الى المدينة وكانت أم كلثوم تريد أن تهاجر مع النبي ولكنها تخاف من بطش أبوها وأخواتها…وصبرت أم كلثوم … وتأتي غزوة بدر ويُقتل أبوها عقبة بن أبي معيط ويموت على الكفر وتبقى أم كلثوم في بيت أبيها وعمرها 17 عاما وكانت جميلة وتقدم لخطبتها أشراف شبان مكة وأغنى أغنياء مكة وكانت ترفض بحجة حزنها على أبيها وهي مسلمة وتكتم إيمانها وتعبد الله بين مئات الكفاروتصبر أم كلثوم وحلمها أن تهاجر للنبي في المدينة
لكن يحدث ما يغير موازين أم كلثوم ويأتي صلح الحديبية ويكون من شروط صلح الحديبية أنه لو ذهب للنبي إلى المدينة أي شخص حتى يسلم،فالنبي عليه الصلاة والسلام لابد ان يرده ويرجعه الى مكة
وتسمع أم كلثوم بشروط صلح الحديبية وتبكي بكاء مريرا لانها فقدت الأمل بالهجرة للمدينة فلو هاجرت إلى النبي سيرجعها إلى مكة بسبب شروط الصلح
ويشتد الخناق على أم كلثوم وتقرر ان تهاجر حتى لو أرجعها النبي الى مكة
هل يمكن أن تتخيلوا هذا الموقف؟
فتاة جميلة عمرها 17 سنة فقط تهاجر وحدها من مكة الى المدينة المنورة في الليل الدامس والطرقات التي بين مكة والمدينة وعرة وخطرة و المسافة طويلة؟ ليس هذا فحسب بل يمكن بعد كل هذه المخاطرة أن يرجعها النبي ﷺ إلى مكة وإذا أرجعها سيعرف أعمامها أنها مسلمة وقد يقتلوها أو يعذبوها لكنها تقرر أن تهاجر متعلقة بالله وليكن ما يكون ..وفعلا تهاجر أم كلثوم وتصل المدينة المنورة وتذهب للنبي ﷺ والنبي يحتار ويتردد فالمروءة والشرف والاخلاق والرجولة تمنعه أن يعيدها ولكنه صادق في عهوده ولابد ان يلتزم بشروط الصلح فماذا يفعل؟
واشتعلت المدينة كلاما فكل الصحابة يرفضون إعادتها بينما الرسول ﷺ صامت رفع الأمر الى الله وينتظر الوحي في قلق وحيرة لم يتعرض لها من قبل
ثم ينزل جبريل بالوحي في أمر أم كلثوم آيات سورة الممتحنة
( يا أيها الذين أمنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن، الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتموهن مؤمنات
فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن.) الله اكبر
نزل أمر الله من فوق سبع سماوات بأن أم كلثوم لا تعود الى مكة ويقبلها الله سبحانه وتعالى وتستقبلها زوجات النبي وزوجات الصحابة وتبقى في المدينة رغم انف قريش ثم يجزيها على صبرها وايمانها ويجازيها خيرا وتتزوج الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة وأغنى أغنياء المدينة المنورة.. .. فهي التي صبرت ورفضت الزواج من أشراف واغنياء مكة ورفضت ان تبيع دينها من اجل عريس
ربنا كافأها ولم يخيب ظنها وأنزل آيات من القرآن تتحدث عن قصتها.