* التبرك بالصالحين*
التبرك من حيث المبدأ جائز، والتبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم ثابت في الأحاديث الصحيحة، كانوا يتبركون بشعره صلى الله عليه وسلم، ولما حلَق شعرَه أرسل نصفه إلى أم سليم وزوجها أبي طلحة والنصف الآخر للناس وكانوا يبْتدرون بُصاقَه صلى الله عليه وسلم؛
في حال عدم ثبوت الخصوصية بمعنى أن هذا التبرك هو ببركته صلى الله عليه وسلم وبصلاحه، فقد أخذ العلماء من ذلك جواز التبرك بالصالحين، لكن التبرك غير العبادة، يجب أن نفهم ذلك، بمعنى أنك عند ما تتبرك فإنك لا تعبد هذا الشخص، فقط أنت تحبه في الله سبحانه وتعالى، والحب في الله وردت فيه أحاديث كثيرة ترغب فيه، ومما يُذكر عن السلف أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى كان يغسل ثياب الشافعي، والشافعي كان يغسل ثياب أحمد وأن كلا منهم كان يتبرك بماء الثوب، فهذه الأخبار عن السلف وعن الصالحين تدل على أن التبرك لا بأس به، كما ذكر القاضي عياض في الشفاء أن الصحابة كانوا يضعون أيديهم على المنبر إذا لم يكونوا بحضرة أحد، فهذه الأعمال لا يوجد ما ينافيها إلا الترك، وبدعة الترك هي بدعة ضعيفة، أن تقول : ما فعلوه ولو فعلوه ما فعلوه، هذه بدعة ضعيفة، لأن النهي هو القول، ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، أما ما تركته فإنه لا يدل، مع ورود حديث آخر أنه صلى الله عليه كان يتوضأ مع الناس للتبرك بوضوء المسلمين، وقد ورد هذا الحديث أيضا وذكروه في الشمائل، فهناك نصوص وآثار تدل على هذا، فهو لا مانع منه، لكن يجب ألا يلتبس بالعبادة، ويجب أيضا ألا يُكثِر الإنسان من التبرك بأشخاص قد لا تكون فيهم بركة أصلا، فالبركة هي في اتباع السنة، وهي في العمل الصالح ، وفي الاستقامة على الشريعة .
*العلامة/ عبد الله بن بيه*