رأي : موريتانيا دولة قوية …ضوء في نهاية نفق…/ الدكتور المصطفى أفاتي

هذا العنوان مقتبس من تغريدة للرئيس ألآمريكي دونالد ترامب، تحت عنوان: آمريكا قوية…..ضوء في نهاية النفق.
في كل خرجاته يحاول الرئيس ألآمريكي طمأنت شعبه في مواجهة أزمة فيروس كورونا الصحية وألإجتماعية وألإقتصادية، بعد أن تفاقمت في الولايات المتحدة الامريكية التى أصبحت تتصدر دول العالم من حيث عدد ألإصابات والوفيات.
لقد أظهرت هذه ألأزمة العالمية أن قوة الدول لاتتمثل فقط في ماتملكه ماديا وعسكريا وإقتصاديا.
قبل ظهور أزمة فيروس كورونا، كان الحديث عن صفقة القرن كآخر حدث عالمي يشغل وسائل الإعلام، وكانت آمريكا مزهوة بقوتها العسكرية ورئيسها يصدر ألأوامر ويتوعد ويقرر وحيدا ضاربا بعرض الحائط عدالة القضية الفلسطينية والقرارات الدولية في هذا المجال ومستفزا الشعوب العربية وألإسلامية وأحرار العالم.
إن القوة ألآمريكية لا تتمثل في تحرك ألآلة العسكرية الضخمة، بل في القرارات التى تسمح بتحركها. فالقرار المناسب والحاسم والحازم يحتاج إلى شجاعة وقناعة وإقدام، فالقرارات هي التى تحدد شجاعة الحاكم وقوة الشعب وقوة الدولة.
وقد صدق الشاعر والعسكري محمود سامي البارودي حين قال:
إذا القلب لم ينجدك في كل موطن
فما السيف إلا آلة حملها إدُّ
ومن هذا المفهوم والمنطلق فإن مفهوم القوة عام وهو معدن و طاقة طبيعية كامنة في كل المجتمعات تحتاج فقط لمن يفعلها ويستخرجها ويصقلها.
إن موريتانيا اليوم أثبتت أنها دولة قوية وشعبا قويا وأن بإمكانها حل مشاكلها ألإجتماعية وألإقتصادية والسياسية والنهوض إذا أرادت ذلك.
إننا اليوم والحمد لله نعد من بين أقوى دول العالم بعد أن خضنا حربا داخلية وخارجية في نفس الوقت، حربا في ألأسواق والجامعات والشوارع وألأزقة والمدارس والمكاتب والمطارات والموانئ والمدن والقرى، جوا وبرا وبحرا. حرب قادها رئيس الدولة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني برؤية مستنيرة، وحكومة الوزير الأول السيد إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا بحزم والشعب الموريتاني بمسؤولية.

– الرؤية المستنيرة
– الحزم
– المسؤولية

هذه هي ألأسلحة المتطورة التى حسمت المعركة و التي هي صناعة محلية خالصة.
لقد إتخذت الحكومة القرار بتخفيف ألإجراءات ألإحترازية وفتحت ألأسواق….زرت اليوم السوق الكبير ونقطة ساخنة، وكانت علامات النصر بادية على الجميع والحمد لله. ومهما إختلفت آراء الناس بين معاتب ومتفهم ومشكك فإن الجميع يسأل عن أحوال الحرب ضد فيروس كوروتا في السنغال ومالي والجزائر والمغرب، ويتفق الجميع على ضرورة إبقاء الحدود مغلقة وبإحكام.
يتفق الجميع أننا كسبنا الجولة ألأصعب من المعركة نتيجة القرارات الصارمة التى إتخذها رئيس الجمهورية وسهرت على تطبيقها بجد الحكومة بجميع قطاعاتها.
علينا جميعا أن ندرك أن الحرب ماتزال متواصلة وأن تخفيف ألإجراءات لايعنى نهايتها ولا التهاون والتخلي عن ألأسلحة الثلاثة التى كسبنا بفضلها الجولة ألأصعب وألأهم وهي:
-الرؤية المستنيرة لقائد البلد
– حزم الحكومة وتماسكها
– المسؤولية التى تحلى بها الشعب
فهذه ألأسلحة الثلاثة متلازمة وبمجرد ألإخلال بواحد منها سنعود للمربع ألأول لا قدر الله.
فقد أعادت السلطات الجزائرية غلق أسواقها بعد أسبوع واحد من فتحها، نتيجة عدم إلتزام المواطنين بالتباعد والنصائح.
لقد كان قرار الحكومة بتخفيف ألإجراءات ألإحترازية والسماح بإقامة الجمعة وفتح ألأسواق قرارا صائبا لكن يجب أن يرافقه توفير الكمامات بشكل كبير وإلتزام المواطنين بالتباعد والتقيد بنصائح وتوجيهات وزارة الصحة لتظل موريتانيا دولة قوية.

حفظ الله بلادنا آمنة مستقرة وقوية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً