رئيس الجمهورية يدعو إلى دعم مبادرة إلغاء الديون الإفريقية
أكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ان الحل الوحيد لتفادي التأثيرات السلبية لجائحة كورونا على الدول الافريقية يكمن في الغاء مديونيتها الخارجية نظرا لحجم التحديات المختلفة التي تواجهها اليوم، حاثا حركة عدم الانحياز على دعم هذا المطلب.
ودعا باسم الجمهورية الاسلامية الموريتانية، قادة دول حركة عدم الانحياز المجتمعين اليوم الاثنين في باكو اذربيجان، إلى الدفع باتجاه المزيد من تضافر الجهود والخبرات وتكثيف التنسيق والتعاون بين جميع دول العالم للرد باساليب قوية ومبتكرة على التحديات الجسيمة التي أفرزتها جائحد كوفيد 19.
وقال في خطاب القاه عبر تقنية الفيديو امام هذه القمة:
“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
السيد إلهام عالييف رئيس جمهورية إذريبيجان ، رئيس الدورة,
السادة والسيدات رؤساء دول وحكومات منظمة عدم الانحياز ،
السيد رئيس الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة تيجاني محمد باندي,
السيد الامين العام للامم المتحدة آنتونيو غوتاريس
السيد رئيس لجنة الاتحاد الافريقي موسى فاكي محمد
أصحاب المعالي والسعادة أيها السادة والسيدات
إن اضطرارنا اليوم إلى عقد قمتنا هذه عبر الفيديو ليس إلا انعكاسا عرضيا للاثار السلبية الجسيمة الناشئة عن انتشار فيروس كورونا المستجد ، والتي تجتمع اليوم لتدارس سبل التصدي لها لقد شكل وباء كوفيد 19 بحكم سرعة انتشاره جائحة بكل المقاييس ، وهو علاوة على اثره الصحي الفتاك قد شل النشاط الاقتصادي وقلص حجم التبادلات وينذر بازمة اقتصادية تطال انعكاساتها السلبية بعمق المستويات الاجتماعية والامنية والتنموية ، لذا لابد في مواجهة آثار هذا الوباء من صهر كل الجهود الدولية في إطار استراتيجية شمولية تلحظ مختلف أبعاد تأثير هذه الجائحة.
السيد الرئيس السيدات والسادة ،
لقد وضعت الجمهورية الاسلامية الموريتانية باكرا استراتيجية وطنية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، تهدف من جهة إلى منع انتشار الفيروس وتفشي العدوى عبر سلسلة من التدابير الاحترازية والوقائية، ومن جهة أخرى إلى تخفيف آثار هذه التدابير على الوضع المعيشي للمواطنين خاصة الفقراء منهم.
ومن جملة التدابير الاحترازية التي اتخذت في هذا السياق ، إغلاق مجالنا الجوي أمام كافة الرحلات التجارية واغلاق جميع حدودنا البرية وفرض الحجر الصحي على كل الوافدين قبل إغلاق الحدود ومنع التنقل بين الولايات وفرض حظر التجول على امتداد التراب الوطني وتعطيل الدراسة على كافة المستويات التعليمية واغلاق الاسواق وكل الاماكن العامة ومنع كل الانشطة والفعاليات التي يختلط فيها كثير من الناس.
وقد آتت هذه الاجراءات – بحمد الله- اكلها، فمكنت حتى الآن من تجنب الانتنشار الواسع لهذه الجائحة في بلادنا : بحيث لم تسجل إلى اليوم عندنا سوى ثمان إصابات بينها حالة وفاة وست حالات شفاء.
ولما كانت هذه الاجراءات ذات تأثير قوي على الواقع المعيشي للمواطنين أنشأنا صندوقا خاصا للتضامن الاجتماعي ومكافحة فيروس كورونا المستجد ، خصصت له الدولة مبالغ هامة ، ونهض المواطنون ورجال الأعمال ومختلف فئات وهيئات المجتمع المدني في هبة وطنية واسعة للتبرع لصالحه.
ويهدف هذا الصندوق إلى التخفيف من تأثيرات هذه الجائحة على الفئات الهشة من خلال اقتناء حاجيات البلد من الادوية والمعدات والتجهيزات الطبية المختلفة المرتبطة بالوباء ، ودعم عشرات الآلاف من الأسر المحتاجة بمواد غذائية وبإعانات نقدية وتحمل فواتير الماء والكهرباء عليهم ، وتحمل كافة الضرائب والرسوم الجمركية على المواد الغذائية الأساسية، وتحمل جزء كبير من الضرائب عن أصحاب المهن والأنشطة الصغيرة وعن أرباب الأسر العاملين في قطاع الصيد التقليدي .
السيد الرئيس ، ايها السيدات والسادة ،
إن بلادي تدرك أن التدابير التي تتخذها الدول بشكل فردي في هذا الوضع، مهما كانت نجاعتها المحلية او الظرفية لن تكون كفيلة بمواجهة التحديات الناجمة عن هذه الجائحة بأبعادها المتعددة الصحية والاقتصادية والاجتماعية وقناعتنا هي أن المجتمع الدولي لن ينتصر على هذه الجائحة إلا من خلال التضامن والتعاون بين كافة الدول.
وتأسيسا على ذلك أطلقت بلادنا وعلى أعلى المستويات ديناميكية دبلوماسية تقوم على التواصل والتشاور المستمرين مع جميع البلدان الشقيقة والصديقة وكافة الشركاء الدوليين حول كل القضايا المتعلقة بهذه الجائحة ، وفي هذا الإطار ترأست شخصيا بوصفي الرئيس الدوري لمجموعة الخمس في السحل يوم 27 ابريل المنصرم عبر الفقيديو قمة طارئة لمنظمة دول الساحل الخمس تمخضت عن إعلان نواكشوط الذي لفت فيه قادة المجموعة انتباه المنظومة الدولية إلى ما يتوقعه الخبراء من مخاطر ناجمة عن جائحة كوفيد 19 قد تدفع بمجتمعات كاملة إلى دائرة الهشاشة وتهدد الامن الغذائي في كثير من البلدان وتقضي على آمال وأهداف التنمية المستدامة.
وقد أطلقت هذه القمة نداء بإلغاء كامل وشامل لمديونية القارة الإفريقية ، نداء ادعوكم السادة الرؤساء إلى دعمه ، وأهنئ السيد الأمين العام للامم المتحدة السيد آنتونيو غوتيريس على ما يقوم به في هذا الصدد.
كما ترأست في 28 ابريل المنصرم كذلك إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي السيد شارل ميشل وعبر الفيديو كذلك قمة دول الساحل الخمس والاتحاد الاوروبي .
وقد شددت هذه القمة على ضرورة التضامن العاجل للمجموعة الدولية من اجل استجابة فعالة لمواجهة خطر انتشار وباء كوفيد 19 في العالم وإفريقيا وفي منطقة الساحل على وجه الخصوص والعمل على الحد من التأثيرات الصحية والاقتصادية المنتظرة جراء ذلك، واسمحوا لي من هذا المنطلق أن أدعو باسم الجمهورية الاسلامية الموريتانية، قادة دولنا المجتمعين اليوم إلى الدفع باتجاه المزيد من تضافر الجهود والخبرات وتكثيف التنسيق والتعاون بين جميع دول العالم للرد باساليب قوية ومبتكرة على التحديات الجسيمة التي أفرزتها هذه الجائحة .
وفي هذا المضمار فان بلادنا تحيي المبادرات الاولى التي تم اتخاذها على مستوى مجموعة العشرين ونادي باريس وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي باتجاه تخفيف مديونية الدول الاكثر فقرا ، إلا اننا نعتبر ان الحل الوحيد يكمن في الغاء المديونية الخارجية لهذه الدول نظرا لحجم التحديات المختلفة التي تواجهها اليوم.
ايها السيدات والسادة،
ان تمسكنا بالمبادئ الأساسية لهذه المنظمة العتيدة من قبيل التضامن ومساندة القضايا العادلة يتأكد أكثر في ظروف هذه الجائحة ولذا أجدد التأكيد على دعم بلادنا لكل القضايا الانسانية العادلة التي انحازت لها من اول يوم حركة عدم الانحياز وعلى رأسها قضية الشعب الفلسيطيني الشقيق ونطالب بتمكينه من استعادة حقوقه التاريخية بما في ذلك اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وفي الاخير يطيب لي ان اشكر المشرفين على تنظيم هذه القمة من خلال استخدام تقنية الفيديو على المجهود الرائع الذي قاموا به، متمنيا لاعمال قمتنا هذه النجاح التام.
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته”.