رأي : الرعية على قلب الأمير …/ المرابط ولد محمد الحسن

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على النبي الكريم
السلاح الروحي و السلاح المادي
المغرور رئيس أمريكا دونالد ترامب كان متشددا و منهمكا في بناء الحائط الحاجز دون هجرة المكسيكيين و كل مهاجري أمريكا اللاتينية من ورائهم إلى الولايات المتحدة .
و الآن انقلبت الأمور و حدث ما لم يكن يخطر على بال الرئيس المغرور و غيره ممن طمس الله على أعينهم فهم لا يبصرون :
ظهر الوباء و أخذ ينتشر فى الولايات المتحدة الأمريكية ؛ فساد الرعب و الهلع و إذا بالمكسيك تُلِحّ على ترامب و تطلب منه التسريع ببناء جداره حتى لا يعبُرَ الأمريكانُ الحدود إليها و يحملوا إليها العدوى .
فسبحان مغيرِ الأمور ، مقلبِ الأحوال ، القادرِ على ما يشاء .
لقد امتحن الله الكفار و ابتلاهم بالرفاه المادي حتى بلغوا فى هذه العصور مبلغا غريبا من التطور التكنولوجي و القوة العسكرية ، فاغتروا و ظنوا أن لا غالب لهم ، فطغوا طغيانا كبيرا .
لكن الله الذي خلقهم و ما يملكون و الذي له القوة جميعا و الذي له الأمر من قبلُ و من بعدُ استدرجهم و أرسل عليهم مخلوقا من مخلوقاته الصغيرة جدا و الضعيفة جدا ؛ فأذلهم به و أظهر هشاشة قوتهم ، و زيف جبروتهم ، و قلة علمهم .
هذا المخلوق الضغيف جدا قهرهم و هزمهم بل و فتك بهم ؛
فماذا لو أن الله تعالى سلط عليهم الريح عاصفة من كل الجهات فحطمت كل ما بنوا و ما يملكون ؛ أو أمر السماء أن تمطر عليهم بماء منهمر فأضحت كل بلادهم سيلا عَرِمًا و كل ما بها حُطاما ؛ أو أمر الأرض أن تتفجر من تحتهم و البحار أن تطوقهم ثم تغرقهم بأمواج كالجبال لا يُرى لها أولٌ و لا آخر .
و ماذا لو أنه جل و علا أمر الزلازل أن تهزّ بلادهم و خسف بهم من تحتهم فابتلعتهم الأرض و قُضِيَ أمرهم في ثوان معدودة ؛
أم ماذا لو أن مالك الملك جعل البراكين تستيقظ و تهيج فجأة فتقذف عليهم حِمَمًا جهنمية تلتهم المصانع و الجسور و الأبراج و القصور و المساكن و القبور …. ؟
الحقيقة أن كل شيء بلغ الحد انتهى . و ما رفع الله شيئا إلا وضعه .
لكن الأدهى و الأمر هو ما يلي :
” حتى إذا أخذت الأرض زُخرفَها و ازّينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كألّم تغنَ بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون “.
الذين كفروا أعد الله لهم بئس العاقبة و سعيرا هم فيها خالدون .
و أما نحن المسلمون فقد اختارنا الله و تفضل بأن أنعم علينا بنعمة الإيمان و الهدى .
قلوبنا مطمئنة بالإسلام و أنفسنا راضية بقَدَرِ الله خيرِه و شرِه و بأن الخيرَ فيما اختاره الله واثقين بأن لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا و أن مصيرنا إلى الجنة .
ثم إن الله جلّ شأنُه مَنّ علينا من فضله و جوده و إحسانه و إِنعامه بأن خصنا بفرصة قبول التوبة و تَقَبُلِ الأوبة ، فلا نقنط من رحمة الله .
فما من أحدٍ منا يُخطئُ أو يأْثَمُ ثم يتوب و يَؤوبُ إلى ربه حق التوبة و يستغفرُ مولاه إلا غفر الله له و عَفَا عنه ، فهو يغفر الذنوب جميعا .
و اليوم و قد حل البلاء فى شتى بقاع العالم فإن البشرية منقسمة فى حالها إلى فريقين :
فأما الكافرون المكذبون الضالون ففي حيرة تائهين و أفئدتهم هواء .ضاقت بهم الأرض بما رحُبت و مأواهم جهنم و لبئس المأوى و لَسَاءَ المصير .
و أما نحن المؤمنون المسلمون فنأخذ بجدية إجراءات النظافة و الطهارة و لا نُلقي بأيدينا إلى التهلكة لأن ترك الأسباب سوء أدب مع الله و العياذ بالله من ذلك
و لكن قلوبنا و أرواحنا و أنفسنا في سعادة و اطمئنان و ثبات و هناء لأننا إذا داهمنا خطبٌ أو خَشِينا مِحنةً ، بادرنا باللوذِ بالله و الرجوع إليه بالتوبة و الدعاء و الصلاة و الصدقة و تلاوة القرءان و الباقيات الصالحات و التضرع و صلة الأرحام و التسامح و الإقلاع عن الذنوب و الندم عليها و قيام الليل،
و تلك لعمري سِهامٌ لا تخطئ و ما وُجِهت نحو بلاء إلا غلبته فولّى صاغرا و ارتفع بإذن الله .
فلا تخافوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون .
و الرعية على قلب الأمير .
و من عَلِمَ أن الأمر لله استراح .

المرابط ولد محمد الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً