افتتاحية … الحياد الإيجابي سنة حسنة…/ الشريف بونا
نواكشوط 09 مارس 2020( الهدهد .م .ص)
يتطلب الموقف من النزاع بين الأشقاء الكثير من الحكمة والتريث في اتخاذ القرار المناسب خاصة اذا تعلق الأمر بصراع عمره أكثر من اربعين سنة وعلى خط التماس مع الحدود للجارين المتصارعين .
فجواب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على السؤال المتعلق بملف الصحراء الغربية واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ولا لبس فيه ولا غموض.
فموقف موريتانيا منذ عقود خلت تعرفه المغرب وتعرفه كذلك ” جبهة البولساريو” فمنذ ان رفعت موريتانيا يدها عن القضية موقفها الحياد في هذا الصراع الدائر على الشريط الأرضي المتاخم لحدودها .
لكن كلمة الحياد لها تفسيرات منها انه قد يكون سلبيا ومنحازا لأحد اطراف الصراع على حساب الآخر وقد يكون ايجابيا ومتوازنا وفاعلا لا مفعول به من هذا الطرف أو ذاك وهذا هو الذي قررته موريتانيا في سياستها الخارجية وتعاملها الرسمي مع ملف الصحراء الغربية ،فهي بهذا الموقف تطبق المثل الحساني المتداول في مجتمعنا ” نبقيلك بقيك الا نكرهلك كرهك”.
انه من نافلة القول التذكير بأن الرئيس لم يضف في جوابه جديدا على ما هو واقع على الأرض فعلاقات موريتانيا مع الجمهورية الصحراوية قديمة واقدم منها علاقاته الديبلوماسية مع المملكة المغربية ولكل منهما الحق في إستمرار العلاقة مع موريتانيا ما لم يحدث ما يعكر صفوها بينهما .
ومهما يكن فمن يحاولون بتأويلاتهم لكلام الرئيس تحريف الكلم عن مواضعه وتوجيه البوصلة الى غير وجهتها لحاجة في نفوسهم المريضة فلهؤلاء واولئك اقول إن نهج الحياد الايجابي في هذا الملف موقف ثابة وسنة حسنة فلمن سنها أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.