الحزب الحاكم بموريتانيا …غائب أم مغيب…؟!!
نواكشوط 21 فبراير 2020 ( الهدهد . م .ص)
تعيش الساحة السياسية فى موريتانيا على وقع جدل متصاعد، بفعل الخروج المبكر للمعارضة من وضعية الانتظار ، وعودة بعض رموزها للخطاب المتشدد تجاه الدولة والمجتمع والرئيس.
غير أن الغياب الإعلامى الكبير لمعسكر السلطة يطرح أكثر من سؤال عن مدى نجاعة المؤتمر الأخير لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية، وجدية بعض الأطراف فى مساندتها للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، أم أن رموز السلطة والملتحقين بها، قرروا العدول عن الدفاع عن المنظومة الحاكمة فى انتظار اشراكهم فى دوائر صنع القرار أو ملحقاتها.
قبل أسبوعين صعد العميد المصطفى ولد بدر الدين ، جازما بعجز الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى عن التغيير أو تسيير البلد ، فصمتت النخبة الحاكمة وقيض الله له رفاقه ، فكانت الحرب سجالا بين أخوة الكفاح، وأكتفى رموز الحزب الحاكم والحكومة بمتابعة السجال دون مشاركة أو مساهمة أو تفاعل.
وحينما رفع رئيس حزب تواصل السقف عاليا، منتقدا واقع البلد وضعف الحكومة وتردد الرئيس وارتفاع الأسعار وتراجع الحريات العامة، أخذ رموز الأغلبية راحة مفتوحة ، تاركين لرموز التيار الاسلامى فرصة قمع الرئيس الثائر على الواقع المر.
وأنقسم الناس بين مقتنع بكلام الرئيس الحالى لحزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية محمد محمود ولد سييدى، ومعجب بردود سلفه فى قيادة الحزب ذاته جميل ولد منصور، وكأن النخبة الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى أسلمته للمعارض المقتنع بقدرته على احداث الفرق، وأكتفت يتحسس مواقعها فى انتظار صدور أمر أو توجيه.
وقبل هذا وذاك كان الوزير سيدى محمد ولد محم المعطل منذ خلافه مع رئيسه السابق يخوض معركة المرجعية دون سند، ويقاوم أطروحات أنصار الرئيس السابق دون يافطة سياسية، ويحاول أن يقنع الناس بسلامة موقف زميله السابق ورئيسه الحالى محمد ولد الشيخ الغزوانى، وخطأ الرئيس السابق والمنافحين عنه. بينما كان يرى بعض رموز الحزب الحاكم وأنصار الرئيس يتسلون بالسجال والهجوم الذى يتعرض له الوزير من مجمل معارضيه.
لقد أظهرت الأزمة الماضية بين رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى وصديقه السابق، والحراك الجارى داخل المعارضة الموريتانية، أن الرئيس يصارع وهو مكشوف الظهر، ويعمل دون إسناد مقنع ، يحكم بزمرة تعرف ما تريد بدقة عالية، وغير مستعدة للدخول فى مغامرة من أجل رئيس لما تقتنع بعد بأنه أحكم قبضته على الحكم بشكل كامل، رغم أن كل المؤشرات الحالية تصب فى مصلحته، وكل الأحداث التى واجهته أستطاع أن يعبرها بأقل تكلفة، ومن خلال بعض الإجراءات أثبت بالفعل أن خيوط الحكم بيديه، رغم ضعف أغلب معاونيه.
ورغم مرور سبعة أشهر من حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى، فلا تزال منظومته السياسية والإعلامية معطلة أو متعطلة، مكتفيا بما وهبته الأقدار من خارج معسكره المباشر (وزير ومفكر ومدون ومدير) ، فهل سيعيد النظر فى الواقع الذى يحيط به أم سيترك الأمور للزمن، باعتباره أبرز المتاح فى الوقت الراهن من العلاج.
نقلا عن زهرة شنقيط