التنويه بالعلاقات بين موريتانيا والسينغال
وقال يغمرني الفرح بزيارة أخي وصديقي فخامة الرئيس ماكي صال وتلبيته الدعوة للقيام بهذه الزيارة الرسمية المثمرة لبلادنا .
وأوضح أن هذه الزيارة كانت فرصة لفحص علاقات التعاون العريقة القائمة ببن البلدين على أساس الدم والقربى والجوار، مشيرا إلى أن العلاقات بينهما قوية ومتنوعة ومتعددة القطاعات على أساس التبادل السوسيو اقتصادي والاجتماعي والروحي. كما أنها تترجم وعيا لدى الجانبين بأهمية تحقيق مصالحهما المشتركة حاضرا ومستقبلا على أساس قيمهما المشتركة .
وأضاف أن زيارة صاحب الفخامة مكنت الجانبين من التوقيع معا على اتفاقيات مهمة واستعراض مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي.
وقال رئيس الجمهورية إن الجانبين سجلا بارتياح تطابقا في وجهات النظر في القضايا التي تمت إثارتها كما أكدا على تعلقهما المشترك بسنة الحوار والتشاور وبالتسيير المنصف والعادل لثروتهما المشتركة، و على عزمهما المشترك على تطوير وتعزيز تعاونهما خصوصا في مجالات الطاقة والمياه والصيد بشكل يضمن أقصى استفادة تحقق المصالح المشتركة لشعبيهما.
وبدوره شكر الرئيس السنغالي، فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزاواني، على الضيافة الكريمة التي كان موضعا لها والوفد المرافق له.
وقال إن زيارة الصداقة والعمل التي قام بها لبلادنا بدعوة من أخيه وصديقه السيد محمد ولد الشيخ الغزاواني مكنته من بحث مجمل القضايا التي تخدم التعاون المشترك، مشيرا إلى أن ذلك ينطلق من قيم الحفاوة المشهودة لدى الشعب الموريتاني التي تشعر الضيف بأنه في بيته.
و أضاف أن هذه الزيارة ستسهم، لا محالة في تعزيز التعاون القوي والمتنوع و القديم بين الشعبين السنغالي والموريتاني، الذين يجمعهما ليس فقط التاريخ والجوار والقيم الروحية وإنما الصداقة والقربى.
وقال إن هذا المخزون الثقافي والحضاري المشترك يدفع الشعبين إلى تعزيز هذه العلاقة الحميمية التي ورثها الأحفاد عن الأجداد.
وأشار رئيس جمهورية السنغال إلى أن البلدين يتعايشان بسلام وإخاء على ضفتي نهر السنغال وتشاء الأقدار مجددا أن يتقاسما حقل الغاز ” أحميم” الذي سيتم استغلاله قريبا .
و حيى الرئيس السنغالي نجاح البلدين في الاتفاق على تسيير هذا الحقل الحدودي الذي تجاوز المعهود في هذا الإطار حيث استطاعا تجاوز كافة العراقيل في أقل من سنتين من اكتشاف هذا الحقل والتوقيع على اتفاق للاستغلال المشترك له.
و قال إن مثل هذا الاكتشاف سيسهم في تعزيز الثروة في البلدين، منبها إلى أن دولا أخرى قضت أكثر من عشر سنوات للوصول إلى اتفاقات مشابهة في تسيير ثروات مشترك.
وأوضح الرئيس السنغالي أن هذه الزيارة مكنت من بحث مجالات التعاون الثنائي المتميزة جدا القائمة على الثقة المتبادلة والاستعداد الحازم لتطويرها على أساس الاتصال المباشر والتشاور الدائم والتنسيق المشترك خصوصا في مجالات الصيد وانتجاع المواشي والطاقة والأمن وغيرها كثير.
وقال إن هناك رغبة صادقة لدى البلدين في تعزيز التعاون الثنائي وهو ما ترجمته الاتفاقيات المهمة التي تم التوقيع عليها بحضور قائدي البلدين .
وأشاد في هذا الخصوص باتفاق ما يعرف “بكلين غاز” الهادف إلى الحد من انبعاث الكربون الناجم عن استغلال الغاز وتكثيف التعاون بين البلدين باستغلال الطاقات النظيفة.
وشكر الرئيس السنغالي فخامة رئيس الجمهورية مرة أخرى على مشاركته كضيف شرف في النسخة السادسة لمنتدى داكار للسلم والأمن في إفريقيا وهو ما كان محل تثمين من طرف الجميع وأسهم في إثراء النقاشات في هذا المنتدى.
وهنأ كذلك رئيس الجمهورية على انعقاد قمة مجموعة الخمس في الساحل بنواكشوط خلال الأيام المقبلة، معبرا عن التزام السنغال ودعمها وتضامنها التام مع هذه المجموعة.
وحيى جهود موريتانيا وتصميمها لمحاربة أشكال الإرهاب والتطرف وهو ما ترجمه احتضانها في شهر يناير الماضي لمؤتمر دولي حول دور علماء إفريقيا في إظهار وجه الإسلام السمح ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب.
ودعا الرئيس السنغالي، السيد ماكي صال، الحكومتين إلى خلق شراكات قوية بعيدة عن البروتوكولات تتصدى بشكل لا هوادة فيه لكل أشكال الإرهاب والتطرف العنيف، بما يستجيب لمستوى العلاقات القائمة بين الدولتين ويرقى إلى تطلعات شعبيهما الشقيقين.
وفي رده على سؤال يتعلق بإمكانية توسيع مجموعة الدول الخمس بالساحل لتشمل دولا أخرى في شبه المنطقة مثل السنغال، قال رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، إن أشغال الدورة الأخيرة السادسة لمنتدى داكار للسلم والأمن في إفريقيا، مكنت من التوصل إلى أن محاربة الإرهاب والتطرف العنيف تقوم على مقاربة متعددة الأبعاد تتوخى مزيدا من التنسيق الإقليمي والدولي وأن هزيمة الإرهاب والتطرف لا يمكن أن تتحقق إلا بشكل جماعي ومن هذا المنطلق فإن الدول المكونة حاليا لمجموعة الخمس في الساحل قررت إنشاء هذه المجموعة بغية مواجهة هذه الوضعية التي تشهد حاليا بعض التدهور الذي لم يكن أحسن من وقت إنشائها.
وقال إن مجموعة الدول الخمس بالساحل تثمن عاليا استعداد السنغال للإسهام في إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الساحل وفي شبه المنطقة بشكل عام وكذلك استعداد مجموعة “الايكواس” في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام، بالأشكال والوسائل التي تراها مناسبة في الإطار الجماعي طبعا.
وأشار الرئيس السنغالي إلى أن منظمات عديدة تم إنشاؤها في السابق لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف في شبه المنطقة إلى جانب دور قوة الأمم المتحدة في مالي ويدخل في هذا الإطار إنشاء مجموعة الدول الخمس بالساحل التي تلعب دورا لا يستهان به في هذا الصدد.
و أبرز أن دور السنغال ليس تعقيد عمل منظمة تم إنشاؤها من قبل وإنما تعزيز دورها والانخراط في تعاون ثنائي ومتعدد الأطراف لتحقيق الهدف المنشود وهو محاربة كل أشكال التهديد الأمني وإرساء التنمية والاستقرار.