موقع الهدهد : ينفرد بنشر كلمة رئيسة شبكة الصحفيات في أمسية التأبين

 

نواكشوط 19 فبراير 2020 ( الهدهد .م .ص)

ينفرد “موقع الهدهد” بنشر النص الكامل لكلمة رئيسة شبكة الصحفيات الموريتانيات السيدة اخديجه بنت المجتبى في امسية تأبين لراحلة السالكه بنت اسنيد .

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المسلين
مشايخنا الافاضل اخوتي اخواتي الكرام ، نعلم جميعا لا شك في ذلك بائمان صادق أن الله قد حكم بالفناء على هذه الدار وجعل الآخرة هي دار القرار فقال جل من قائل ( افحسبتم أنما خلقانكم عبثا وانكم إلينا لا ترجعون فتعلى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ).
وقال في آية اخرى مخاطبا خير البرية ( إنك ميت وإنهم ميتون).
فالموت باب وكل الناس داخله
فياليت شعري بعد الباب ما الدار
لقد غيب الموت يوم الجمعة الماضي سيدة فاضلة نحسبها كذلك، ولا نزكي على الله احدا.
فبعد عمر حافل بالعطاء المعرفي
والأخلاق الحميدة والصيت الحسن غيبت ايادي المنون شمسا طالما أنارت هذا الفضاء نورا ومحبة في قلوب العباد.
نعم انها السالكه بنت اسنيد التي سلكت بحق سبل الاخيار :
فليت طالعة الشمسين غائبة
وليت غائبة الشمسين لم تغب
وليت العين التي آب النهار بها
فداء عين التي زالت ولم تؤب

ايها المشايخ الأفاضل ،حضورنا الكريم اسمحولي حديثا قليلا عن فقيدتنا
فإنما المرء حديث بعده
فكن حديثا حسنا لمن وعى

فلقد كانت فقيدتنا مخلصة صادقة في اقوالها وافعالها منذ عرفتها خلال دورة تكوينية جمعتنا عام 2005 كما عرفتها في الحضر والسفر ويقال إن العشرة والمعرفة لا تتبين بجلاء الا في السفر ،حيث سافرت معها في الداخل والخارج فلم ار من هذه السيدة الا سمو الهمة ورقي الكلمة وحسن المعاملة والبعد عن الصغائر والسعي في إصلاح ذات البين ومسامحة الآخرين والتماس لهم أجمل المخارج والأعذار ، والأعتدال في كل شيئ، وحب الوطن وبذل الغالي والنفيس في سبيله وحمل همه وهم الأمة الإسلامية بمواقفها النبيلة والمشرفة.
لقد قدمت السالكه بنت اسنيد رحمها الله تعالى ماتستطيع ليس في مجالها الإعلامي والأدبي فحسب ، بل ربت وكونت ووقفت مع الحق ونصرته ووعت المجتمع وساهمت بحق في تماسكه وانسجامه لا تنتظر جزاء من أحد ولم يعطيها الوطن ما تستحق.
كانت فقيدتنا رحمها الله أول رئيسة لشبكة الصحفيات الموريتانيات بعد ان قررت مجموعة من خيرة الصحفيات تشكيل تجمع صحفي يسمى شبكة الصحفيات الموريتانيات في عام 2006 واتفقن ان تكون السالكه رئيسته لما عرفن فيها من اخلاق وسمات القائد الفذ.
وتم تأسيس الشبكة إبلاغا للحق ونشر للقيم والأخلاق الفاضلة وعدم المطالبة بغير الحقوق التي شرع الله للمراة بكل حياء واستحياء.
فقادت الراحلة الشبكة وارتقت بها في سمو المجد والنجاح وقدمت الكثير للحقل الإعلامي مع زميلاتها في مختلف الأصعدة من تكوين وتأطير للصحفيين وتحسيس المجتمع وتحسين صورة الصحفي ومثلت البلاد في المحافل الدولية أحسن تمثيل ثم اعدن لها الرئاسة مرة ثانية فكانت النجاحات تتوالى تباعا ثم رفضت الثالثة بشدة، واستقالت لتكون عضوا في المكتب الحالي بكل تواضع وعطاء وحسن تفكير إلى آخر أيامها رحمها الله واسكنها فسيح جناته..
لقد كانت السالكه رحمها الله احدى خادمات رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان لقبنا في الشبكة حين ظهر اقوام ملحدون .
فكانت شبكتنا شبكة الصحفيات الموريتانيات تعقد الندوات والمحاضرات لنشر سيرة خير البرية صلى الله عليه وسلم واستخراج العبر والدرر منها في نواكشوط ونواذيبو ولعيون وتقيم الوقفات والمسيرات لنصرته صلى الله عليه وسلم.
لم تهمل السالكه بيتها فكان أولى لأولويات بالنسبة لها ، حيث كانت بارة لوالديها وربت ابناءها احسن تربية حفظهم الله وحصلوا على أعلى الشهادات ، وكانت بارة لأبيهم أطال الله عمره شاعرنا الكبير أحمدو ولد عبد القادر حفظه الله الذي كان السند لها والعون بعد الله في كل ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً