أسئلة مدون هادئ حول مقابلة زميله” الرئيس الغاضب”
نواكشوط 01 يناير 2019 ( الهدهد .م .ص.)
خرجت من قراءتي المتأنية لمقابلة الرئيس السابق والزميل الحالي محمد ولد عبد العزيز مع موقع تقدمي، بالتساؤلات التالية:
لماذا تحتفظ برصاصة اطويلة كذكرى في صالونك، وتنسى من حافظ لك على حكمك وقتها حين كنت بين الحياة والموت في المستشفيات الفرنسية وكان المناخ العام مشجع على التخلص منك؟
تحدثت عن وجود أدلة لديك بخصوص ما دار بينك وزوارك في لقاءاتك الخاصة، هل كنت تسجل تلك اللقاءات؟
لماذا تجاهلت الإجابة على السؤال المتعلق بمحاولاتك للبقاء في السلطة وإرغام قادة الجيش لك على التخلي عنها؟ وكيف تفسر إشرافك من خلال مستشارك الخاص أحميدة وصهرك محمد ولد امصبوع على حراك المأمورية الثالثة؟
تحدثت عن الندية في علاقاتك مع فرنسا، فهل نسيت كيف استدعاك هولاند في أيامه الأخيرة لجعلك تمنح على عجل شركة توتال، مقاطع تنقيب في الحوض الساحلي؟
قلت بأنك حين كنت تقود لم يتحدث أحد عن غزواني بسوء، ماذا عن مقالات الكنتي الشهيرة وهو مستشارك الإعلامي السابق والأمين العام المساعد لحكومتك؟ وماذا عن التصرفات المستفزة لوزيريك المدللين (ولد أجاي وولد عبد الفتاح) قبل الحملة الانتخابية وخلالها؟
حاولت تقديم مقارنة وضعك الحالي مع وضع الرئيس خلال فترة حكمك، متجاهلا بأنه قياس مع وجود الفارق. لقد كان الرئيس خلال فترة حكمك قائدا للجيوش، فهل كان وفيًا لمسؤولياته في أمن واستقرار البلد؟ هل حاول الانقلاب على السلطة، أم ظل حاميًا لها؟ أما أنت الآن فوضعك مختلف لأنك أصبحت رئيسا سابقا؟ والأسئلة المطروحة بخصوصك، هي ما إذا كنت قد منعت أي حق من حقوقك كرئيس سابق؟ أو تمت مضايقتك في ثروتك المتزايدة باستمرار؟ أم أنك تسعى إلى الحصول على ما ليس من حقك؟
تتبجح بأنك راض عن فترة حكمك وبأن ضميرك مرتاح، فهل ضميرك من حديد؟ أم تريد أن تتجاهل أن أغلبية الموريتانيين اليوم يحملونك مسؤولية نهب ثروات البلاد وتقاسمها مع دائرتك الضيقة؟
قلت إنه لا يفترض الاهتمام بكلام “الصحفيين التافهين”، فهل تجهل أن الإعلام هو مرآة المجتمع وأنك متهم من طرف الجميع بتمييعه وإفساده، لمنعه من القيام بدوره كسلطة رقابة ذات مصداقية؟
قلت إن “من تصالح مع ضميره لا يفترض أن يهتم لكلام صحافيين تافهين”، فما نوع هذا الضمير الذي لا يكترث لوصف صاحبه بالفساد والثراء غير المشروع والاتجار بالمخدرات والعلاقات بعصابات المافيا؟
قلت إنك لم تهتم بتنبيه غزواني لك مرة على “أن الكلام لرئيس الجمهورية تجاوز الحدود”، فهل تعترف بذلك أنك تعمدت تدمير مركز رئيس الجمهورية وشوهت مكانته؟
أبديت أسفك على حالة تردي مناديب الحزب، فهل تتذكر أن الجهة المشرفة على انتخاب هؤلاء المناديب هي “لجنة الإصلاح” التي شكلتها خلال إحدى خلواتك في “تيرس”، واجتمعت بها في القصر عدة مرات وكانت تتلقى أوامرها منك مباشرة؟
اعترفت بامتلاكك وقريبتك لمقرات الحزب، فأي شخصنة للحزب يمكن تصورها فوق استضافته في منازل العائلة؟ وهل يمكنك شرح طريقة حصولك على المقر المملوك لك؟ وهل سجلته ضمن الممتلكات التي صرحت بها عند انقضاء مأموريتك؟ أم أن لديك أموالا لم تصرح بها؟ وماذا عن ملابسات منح قريبتك للمقر دون إيجار؟ وعن صحة ما يشاع حول كونه عمولة مقابل منحك أراض شاطئية لأجانب خلال أشهر حكمك الأخيرة؟
قلت إنك خلال فترة حكمك لم تكن مهتما بالحزب، فما سر اهتمامك الجديد به؟ ثم من كان يختار رؤساءه ويقيلهم؟ ومن كان يقود حملاته الانتخابية ويعين مرشحيه؟ ومن كان يرغم الأطر على شراء مقرات له؟ ومن هو الذي أهداه وقريبته مقراته المركزية؟
حاولت أن تحمل “أشخاصا غرباء” مسؤولية ما أسميته “أزمة الحزب”، فهل نسيت أنك من عدت ثلاثة فقط بعد انتهاء مأمورية، وترأست اجتماعا لقيادة الحزب وأنت الغريب عليها؟
تدعي أنك لم تسع لزعزعة السلطة، ففيم كنت تفكر حين شكلت لجنة لإصلاح الحزب من خلصائك، وأجلت الحسم في مؤتمره العام، وعينت عليه لجنة تسيير مؤقتة، قبل أن تحاول مؤخرا السيطرة عليه قبيل مؤتمره الأخير؟
استغربت اهتمام غزواني بما أسميته “حزب الدولة”، فأين وجدت حكما ديمقراطيا من دون “حزب حاكم” يدعمه سياسيا ويضمن له أغلبية برلمانية تصادق على برامجه ومشاريعه؟ أم أنك ما زلت وفيا لإيمانك بأن شخص الحاكم بديل لجميع المؤسسات؟
قلت بأنك أنت من شيد موريتانيا وبني أدق تفاصيلها، وكنت من يقدم الأفكار والمشاريع، كيف وصل بك الأمر إلى أن اعتقدت بأنك مركز كل شيء؟ وأن موريتانيا لم توجد قبلك؟ وهل ذلك هو ما يفسر تشبثك المستميت بالسلطة قبل انتهاء حكمك وبعده؟
اعترفت بأن لديك ثروة، فمتى تريد أن تعترف للموريتانيين – وأنت الذي تدعي الصراحة – بمصدر هذه الثروة؟ بالرغم من أنك منذ أكثر من أربعين سنة يحظر القانون عليك ممارسة أي نشاط تجاري؟
أكدت بأن ثروتك “ستزداد باستمرار”، فما هو سر ثقتك؟ وما طبيعة هذه الثروة المؤكد نماؤها باستمرار؟ وهل استحضرت الآية الكريمة ” وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا”؟
قلت فيما قلت: “كنت أعرف أن الميزانية ستنهب لو سيرها غيري، كما كان يحدث لها قبلي”، هل هذا هو جنون العظمة الذي كنا نسمع عنه في الأساطير؟
—
هذه محاولة أولية لمناقشة مقابلة زميلي “الرئيس الغاضب”، في انتظار أن يصدر طبيب نفسي عرضتها عليه، رأيه فيها.