
رحلة الشيخ الجليل محمد فال بن باب العلوي إلى الحج / محمد الحافظ بن محم
كتاب جديد للكاتب المبدع عبد الله ولد محمدي
أصدر أخي وزميلي الكاتب المبدع عبد الله ولد محمدي خلال سنة 2025 كتابا بعنوان: (رحلة الحج على خطي الجد)، استعرض فيه وقائع و مشاهدات من الرحلة البحرية لجده الشيخ الجليل محمد فال بن باب العلوي نحو مصر والحجاز في عام 1889 ( أي قبل أزيد من 136 سنة من صدور هذا الكتاب) .
يقع هذا الكتاب في (240) صفحة من الحجم المتوسط ، ويجمع بين الفائدة و المتعة ، لما يحتويه من معلومات مهمة، و بأسلوب شيق و ممتع، وقد أبدع فيه الزميل عبد الله كعادته وخالف فيه التقليد ؛ حيث أن أدب الرحلات يكون الكاتب هو صاحب الرحلة ، و لكن هذه الرحلة لجده ، وهو يتخيلها مما جعله كأنه يعيشها ؛ فقد سلك نفس مسار رحلة جده ، وجمع المعلومات بشكل رصين وموثق ، وجمع المراجع المكتوبة، وتحدث مع أحفاد من التقوا بجده على طول هذه الطريق البحرية، ووقف في الأماكن التي مر بها جده و التقط الصور هناك.
ومن ابداعاتها فيها أنه لم يتبع الترتيب الزمني للرحلة ليشوق القارئ لاكتشاف بعض أسرارها المهمة ؛ فمثلا بدأ الجد رحلته من (اتويفجيرت ) الواقعة حاليا قرب قرية تنبيعلي في مقاطعة الركيز بالجنوب الموريتاني، بينما يبدأ الكتاب بوصول الجد إلى طنجة ، وينتهي الكتاب كذلك بالوصول إلى طنجة ؛ ذلك أن الكاتب أراد أن يبدأ الرحلة من حيث بدأ الجد كتابة يومياته عنها، من مدينة فاس المغربية التي وصلها عبر طنجة و الرباط في طريق عودته من الحج إلى بيت الله الحرام و زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
ومع أن الشيخ محمد فال بن باب من أعظم شعراء جيله ، وله ديوان مطبوع ، فلم تحتوي هذه اليوميات من شعره إلا على القليل جدا ، وخاصة الأبيات المؤثرة التي يودع فيها المدينة المنورة، ويقول فيها :
مضيت مع الركبان لما تحملوا # وللقبة الخضراء قلبي جانح
وللصخرة الحمراء التي من غدا بها # يواجه أنوار الهدى ويصافح
وللوجه والليتين مني تلفت # وللقلب خفق والدموع سوافح
ولو كنت قدرت الهوى ثم قدره #
لسال بماء الشأن مني الأباطح
فليل به بتناه ليل مسرة #
ويوم لنا فيه ظللناه صالح
بنفسي ومالي لو شريت بوقفة # بذاك الحمى والعهد إنى لرابح




