ركن حياة الصحابة: شذرات من حياة سعد بن ابي وقاص “اول من رمى بسهم في سبيل الله”

هذه شذرات من حياة الصحابي الجليل (سعد بن ابي وقاص) رضي الله عنه.

اعزائي زوار موقع الهدهد  ننشر لكم على واجهة الموقع شذرات  من حياة صحابي جليل لم  يتخلف  عن جميع الغزوات  التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم  وعرف في  جميع المعارك  التي خاضها المسلمون ضد المشركين  ببسالته وثباته  في  مواجهة الأعداء .

*اولا :اسمه ونسبه:

هو سعد بن مالك بن وهيب

أسلم قديما على يد ابو بكر الصديق,وهو احد العشرة المبشرين  بالجنه ,وهو آخرهم موتا, وهواحد السته من اصحاب الشورى, وسابع سبعة في الاسلام .

كان رضي الله عنه مستجاب الدعوة, مشهورا من بين الصحابة بذلك بدعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ,قال :((اللهم سدد سهمه واجب دعوته )).

وهو من اخوال النبي صلى الله عليه وسلم , وهو اول من رمى بسهم في سبيل الله , قال له رسول الله:((ارم فداك ابي وامي)), وام سعد هي حمنة بنت سفيان بن امية بن عبد شمس.

*أوصافه الاخلاقية:

كان سعد رضي الله عنه راجح العقل , بعيد النظر, متين الخلقة, عف اليد واللسان , بارا باهله , وفيا لأصحابه ,احب قريش للناس, بل احب الناس للناس و ارفقهم بهم , يتوقى الشبهات ورعا.

*أوصافه الخلقية:

كان سعد رضي الله عنه قصيرا , دحداحا , شئن الاصابع , ذا هامة, شعرا يخضب با السواد.

ورد انه لما اسلم وعلمت امه باسلامه , غضبت عليه وقالت : لا اكل ولا اشرب حتى ترجع عن هذا الدين الذي اعتنقته, وان أنا مت , فانك تعير بي . فقال يا اماه ! لا تفعلي : فاني لا ارجع عنه ابدا . فبقيت ثلاثة ايام لا تاكل ولا تشرب, فلما علمت منه الجد , اكلت وشربت ,,فانزل الله :((وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما …)) الايه في سوره لقمان!14-15

*ذكر شئ من فروسيته وشجاعته واقدامه رضي الله عنه:

كان سعد رضي الله احد الفرسان والشجعان من الصحابه المهاجرين القرشيين الذين كانو يحرسون النبي عليه الصلاه والسلام ويلازمونه في حضره وفي سفره .

وقد ورد بسند جيد عن ابن اسحاق .قال : “كان اشد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: عمر ابن الخطاب وعلي بن ابي طالب والزبير بن العوام وسعد بن ابي وقاص رضي الله عنهم ” جميعا  وارضاهم..

وروى مسلم في صحيحه عن عائشه رضي الله عنها , قالت: (( لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينه ارق ذات ليلة ولم ينم, فقال :((ليت رجلا صالحا يحرسني الليلة)). قالت عائشة: فبينما نحن كذلك , اذ سمعنا صوت سلاح , فقال رسول الله من هذا قال سعد بن ابي وقاص .فقال رسول الله :(( ما جاء بك؟)). قال سعد : تخوفت على رسول الله , فجئت احرسك. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانزل الله تعالى :((والله يعصمك من الناس..)) الايه في سورة المائدة 67…رواه البخاري في “صحيحه”.

وروي :”ان سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه هو اول من اراق دما في الاسلام في ذات الله تعالى , وذلك أن اصحاب رسول الله يتفرقون في شعاب مكة يستخفون بصلاتهم عن المشركين قبل الهجرة , فبينما سعد في نفر من اصحابه . اذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون ,فناكروهم ونتشبت بينهم موقعة ,فضرب رجل منهم بلحي جمل , فشجه سعد رضي الله عنه “.

وفي معركه بدر ابلى بلاء حسنا ودافع دفاع الراغبين في طلب الشهاده, قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:” اشتركت انا وسعد بن ابي وقاص وعمار بن ياسر يوم بدر فيما أصبنا من الغنيمه , فما أجئنا انا وعمار بشيء , وجاء سعد بأسيرين, وكان سعد جاهدا مجاهدا في ذات الله بيده وماله ولسانه ودعائه”.

*ذكر وقائع إجابه دعواته رضي الله عنه:

ورد ان سعد قال لرسول الله:(( يا رسول الله ! ادع الله ان يجعلني مستجاب الدعوة.فقال : “يا سعد ! اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوه”)).وقد سبق الذكر ان الرسول عليه السلام دعا له ((اللهم اجب دعوته , وسدد رميته, وحببه الى عبادك)).

روي” ان سعد رضي الله عنه سمع رجلا يقع في الزبير بن العوام وفي عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهم , فقال له: يا هذا ! لا تقع في أصحاب رسول الله وفي اخواني . ثم انه صلى , ثم قال : اللهم ! سخطا لك ولأوليائك ,فأرني فيه أيه وعبره للناس .

ثم ان الله سلط عليه بختيٌُا, فجعله تحت صدره بينه وبين الارض يدوسه حتى قتله على مشهد من الناس , فقال الناس : هنيئا لك يا ابا اسحاق ! استجاب الله لك في هذا المجمع

لصحابي الجليل “سعد بن ابي وقاص” رضي الله عن

روي ان اسحاق بن سعد بن ابي وقاص يروي عن ابيه سعد رضي الله عنه , انه قال : “اجتمعت انا وعبد الله بن جحش يوم احد , فخلونا في ناحيه, فقال عبد الله بن جحش : يا سعد ! ألا تأتي فندعوا الله تعالى ؟ قال : فبدأ سعد فدعا , فقال: يارب اذا لقيت العدو غدا , فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله فيك ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى اقتله واخذ سلبه . فأمن عبد الله بن جحش على دعائه.

ثم دعا عبد الله بن جحش رضي الله عنه,فقال : اللهم يا رب ! ارزقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده اقاتله فيك ويقاتلني , فيقتلني ثم يجدع انفي واذني . فاذا لقيتك يارب ، قلت فيم جدع انفك واذنك ؟ فاقول: فيك وفي سبيلك ,فتقول : صدقت …قال سعد : كانت دعوه عبد الله بن جحش خير من دعوتي , لقد رايته اخر النهار وان انفه واذنه معلقان في خيط جميعا..”.

*ذكر بعض المواقف الحميده لسعد في سبيل الله:

يروى : “أن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما حشد الجيوش الاسلاميه لغزو العراق وجميع اقاليمه , عزم أن يكون هو بنفسه القائد لهذه الجيوش لصعوبه مأتاه وأعدائه , لكن عبد الرحمن بن عوف وجماعة من الصحابة أشاروا عليه ان يختار قائدا غيره ويبقى هو في المدينه . فقال من ترون : فقال عبد الرحمن بن عوف : وجدته . فقال عمر: من هو  قال عبد الرحمن : الاسد في براثنه, سعد بن ابي وقاص . فاستدعاه عمر . وارسله قائدا لهذه الجيوش, واوصاه في خاصة نفسه وبمن معه بوصايا حميده..”

توالت على يده الفتوحات في العراق ونفى الاعاجم واستولى على بلاد فارس , وكان فتح القادسيه وهي معركه عظيمه على يديه وكذلك فتح جلولاء, وقد تولى عدة ولايات في عهد عمر وعثمان رضي الله عنهما وخاض معارك وصعوبات كثيره وهي طويله جدا لكنها ممتعه وفيها عبر كثيره وهي موضحة كاملا في الكتب المطولة ولا استطيع ذكرها الان (مثل كتاب:فصل الخطاب في سيره عمر ابن الخطاب ,, علي محمد محمد الصلابي ) .

*ذكر شيء من زهده في الولايات وتخليه عن الدنيا:

لما قتل عثمان رضي الله عنه , ثارت الفتن ودخل على المسلمين الشر من كل صوب وحدب, اثر سعد بن ابي وقاص الاعتزال .. واعتزل في قصره با العقيق حتى مات بالعقيق..

وقد ورد ان ابنه عمر بن سعد جاءه بقصره بالعقيق فقال: يا ابتي ! انت معتزل هنا في غنمك كبوادي الاعراب والناس بالمدينه يتقاسمون الملك ! فقال له سعد : اسكت , فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “((ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي)) اخرجه مسلم.

وروي ” ان معاويه رضي الله عنه كتب اليه ان انضم الي , فأبى وقال لأهله : لا تخبروني عما جرى بين الناس حتى يجتمعوا على امام واحد “.

وقد روي ان ابن اخيه هاشم بن عتبه جاءه فقال:”يا عم أنت احق بهذا الامر (يعني: الخلافه), وها هنا مئه الف سيف كلهم يرون انك احق بهذا الامر. فقال :اريد سيفا واحد اذا ضرب مؤمنا لم يصنع شيء واذا ضرب كافر قطع “.

*وفاته:

عن ولده مصعب بن سعد انه قال :”كان رأس ابي في حجري وهو مريض وفي كرب الموت, قال :فبكيت , فرفع راسه إلي وقال :وقال ما يبكيك ؟ قلت, لما أراه بك . فقال : لاتبك فإن الله لايعذبني ابدا, واني لمن اهل الجنه”. رواه ابن سعد في “الطبقات”

روي” ان ام سلمه رضي الله عنها لما بلغها موت سعد بكت وقالت: بقية اصحاب رسول الله”.

وروي ايضا “انه اوصى رضي الله عنه ان يكفن في جبة صوف خلقة , وقال :إني لقيت فيها مشركين في يوم بدر , وقد خبأتها لهذا اليوم “. اخرجه الحاكم والطبراني في ” الكبير”.

مات سعد سنه خمس وخمسين من الهجره وعمره بضعا وسبعين سنه فيما قيل , بقصره با العقيق وكان يبعد عن المدينه بعشره اميال ثم حمل على اعناق الرجال حت ى صلي عليه في مسجد رسول الله ,وصلى عليه ازواج النبي صلى الله عليه وسلم.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة