خواطر : برنامج عين الصحراء عنوان ساطع لمسيرة تاريخية قديمة جديدة سطرتها عقول متقدة وأفكار  نيرة، تجلت في أكثر النخب الإعلامية الوطنية براعة وحكمة

 

البرنامج بزغ فجره، وسطع نجمه مع ولادة قناة موريتانيا المستقلة ( قمم)  ورسمته أيادي بيضاء ونفذته بإرادة، وهمة قوية ،عالية وصادقة، لتطلق العنان للفكر السياسي المختلف والرؤى المستقبلية للمؤثرين الإيجابين في سماء الابداع والحرية البناءة .

البرنامج جاء في زمن طبعته الرداءة الإنتاجية والركاكة في الأساليب والمواضيع المكررة ، وبات الجمهور المتطلع يفتقد فيه الى المحتويات النوعية ذات المعايير الأساسية اللازمة والأكثر أهمية ودلالية و موضوعية تستقطبه بجدارة  وتنير عقله وتنقحه.

البرنامج قائم  بذاته لايحتاج الى تحليل اوتعليل ،ناهيك عن قدرات وكفاءات وخبرات أصحابه المهنية الطويلة.

البرنامج العملاق يعمل على رصد ودراسة وإدراك  واستدراك مايجري على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية عبر ما يقدمه خيرة رجالات السياسة والقانون والحقوق ، والدين ،من استشارات أكاديمية وحلول موضوعية فعالة تدخل مجملها في إطار دعم وتنمية وتنوير العقول البشرية على اختلافها فضلا عن ترسيخ  مصطلح الوحدة وتجذير مفاهيمها الخاصة والعميقة، وتماشيا مع متطلبات الدولة و ما يستدعي لاستمرارها.

البرنامج هو استمرار لمناهج توعوية مبتكرة ومتنوعة دأب عليها الإعلامي المخضرم السيد محمد الشيخ ولد سيد محمد

في مراحل إعلامية ومهنية سابقة لخلق توازن فكري واجتماعي بين جميع أفراد هذا الشعب العظيم ، وزرع الثقة وتجديدها بين الحاكم والمحكوم بطريقة ذكية جداً بات يحسد عليها من قبل الكثيرين خاصة ، أولئك  المجحفين والمشككين في حق الإبداع وأصحابه ، من الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، بصورة غير مبالغ فيها وبشكل يثير الشفقة أحيانا،  وعلى منحى معلن لم يعد يخفى اوتنطلي حيله على أحد .

المفاهيم الوطنية العميقة لكل عمل وطني ميداني نعيش واقعه اليوم يتطلب الجرأة والشجاعة والتوفيق والتمييز بين الحق والباطل مع مراعاة السلبية قبل الإيجابية ، والأمر هنا لا يستدعي القلق تماما ،حين يتعلق الأمر بالسيد محمد الشيخ ولد سيد محمد من يتذكر معى إذاعة الخدمة العمومية  وبرنامج( الندوة السياسية) حين كانت الدولة تعيش توترا وخلافات قوية بين المعارضة والأغلبية في ظل الاضطرابات والثغرات الأمنية التي غازلت حدودنا مرارا وتكرارا، وبين الفينة والأخرى كما كنا نشاهد ونسمع.

من يتذكر معي ذالك البرنامج الإبداعي الوطني والإنساني قبل أن يكون سياسي، الذي واكب بدايات حكم الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وطيلة سنواته الخمس حتى لحظة تقاعد  صاحبه ، هذا بغض النظر عن جائحة كورونا وخطورتها آنذاك والتي جعلت حياة أكثر من أربعة ملايين نسمة على المحك، حينها كانت الدولة بحاجة إلى أبناءها الإعلاميين البررة القادرين على سد الفجوة والثغرة بين هذا وذاك ، ليهرع الرجل دون قيد أو شرط إلى تطوير البرنامج وتنوعيه حفاظاعلى مكاسب الدولة العميقة وتوحيدا ودعما للجهود الذاتية والوطنية من أجل أن يبقى الإرث الحضاري والتاريخي ،والثقافي والاجتماعي والاقتصادي صامدا، في وجه من يعبثون باسم الحرية والعدالة والمساواة وما قدروا لها تقديرا، وما قدروا الله حق قدره، فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم .

وليس هذا فحسب بل شكل الرجل فرقا إعلامية متعددة ومحدثة من أجل التحسيس والتوعية ضد خطورة الجائحة و ذهب إلى أبعد من ذالك ليعتمد برامج فكرية توعوية تسلط الضوء على الدور والعمل الميداني الدؤوب الذي قام به رئيس الجمهورية تجاه الجائحة ،و تخصيص نقطة صحية متميزة في مقر الإذاعة من أجل كل العاملين فيها لتعم الفائدة ضيوف البرامج وغيرهم ممن يلج الإذاعة اويخرج منها دون تفرقة اواستثناء.

ثم يدور الزمن بعجلته من جديد وتدخل البلاد طور مرحلة تاريخية جديدة ، تحت عنوان الدولة والأمن القومي أولا، من هو صاحب اللقب الرئاسي المستحق (الانتخابات الرئاسية الأخيرة) فيستجمع الإعلامي المخضرم طوعا لا كرها طاقته وقوته الكامنة وراء صبره واستعصائه على كل من يريد النيل منه والزج به كرقم ثابت لا يمكن تجاوزه، مستعينا هذه المرة بقناته الخاصة الجديدة (قمم ) مخصصا  محورا برامجيا كاملا (عين الصحراء ) لمواكبة الحملة الدعائية للرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بكل ما أوتي من قوة، مؤازرة ،وتعزيزا لمايطمح إليه الرئيس من تكملة لبرامجه التنموية التي بدأها.

الحملة الدعائية الإعلامية الوطنية التي اعتمدتها القناة كانت منصفة للجميع ولم يخلو ذالك الجمع من الطليعة الثقافية الفكرية والسياسية والقانونية والاقتصادية لتقديم عروضهم وأفكارهم ومقترحاتهم من أجل العمل والإسهام في توعية وإرشاد المواطنين على مختلف مشاربهم واهتماماتهم ،بصفتهم المحور الرأسي والأفقي الشمولي والخاص للعملية الانتخابية ،التي اشرأبت لها الأعناق وبلغت القلوب الحناجر ،لمعرفة ماستفضي إليه  .

تتوج العملية الانتخابية بنجاح رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لمامورية ثانية وبنسبة عالية ومستحقة ثم يستمر برنامج (عين الصحراء) وكأنه لم يخلق ليستريح وينظم ندوة فكرية سياسية جديدة تحت عنوان (مأمورية تشغيل الشباب واستخراج الغاز خلال مئة يوم من مأمورية الرئيس).

البرنامج تميز خلال الندوة المذكورة بالعديد من المداخلات والإقتراحات المتميزة ،حيث أكد مدير القناة ( قمم) في كلمته الموجهة في سطور محكمة ومحنكة ، ليتشارك مع الحاضر والغائب مارصده من خلجات قلب( شاغل البلاد والعباد)  ،وما استخلصه من قراءات عميقة  لشخصيته ومايدور في خلده ،عاكسا خلفيته الفكرية الفائقة الذكاء ,و ملمحا ومشيرا إلى أن ماحدث بينه وبين الرجل من حوار كان مختلفا عن ما هو مألوف، ومخالفا لما تعود عليه البعض في سياسة حوارهم معه (فوق الطاولة وخلفها) ,  موضحا أن ذالك لم يشكل له ارقا او وجلا وقتها، بل واجهه بكلماته وحروفه في استباقية محترفة ومستعصية لم تكن مبهمة بالنسبة لمحاوره بل دفعته إلى القول في الأخير  (وجدت صاحبى في الإذاعة) .

مدير القناة ( قمم) أيضا ذكر العديد من سلوكيات البعض الخاطئة والغير مقبولة مؤكدا ضرورة الصدق مع الرئيس وإرادة الشعب والابتعاد عن التطبيل الممنهج المبني على المصالح الشخصية ،والتركيز على المرحلة الحالية والمقبلة وتعزيز ودعم كل جهود الدولة الرامية إلى حفظ السلم الأهلي والأمني وابقاء مسألة النسيج الاجتماعي بعيدا عن المغامرات والارتجالات.

البرنامج يذكرني بسابقه (برنامج الندوة السياسية) ،واليوم المفتوح حين كانت الإذاعة ايام الإعلامي المخضرم تبعث مراسليها في جميع مقاطعات الوطن وولاياته للوقوف على اهتمامات المواطن ورغباته نزولا عند مفهوم الحرية والديمقراطية الإيجابية لا لشيء غير ترسيخ وتعميق  مفهوم الدولة العميقة بمؤسساتها الحيوية والإعلامية ،واطلاع السلطة

على ما قد يكون غائبا عن حاضرها لإنجاح مسيرة العطاء والعمل الجاد بطريقة يتوق و يرنو إليها الجميع.

خديجة إبراهيم

مقالات ذات صلة