خواطر : الدولة مفهوم لا يدرك معناه الا أصحاب البصائر النيرة … / خديجة ابراهيم

مفهوم الدولة، والأمن، والإستقرار ،مفردات جوهرية دقيقة ومترابطة في ما بينها ولايدرك معانيها إلا أصحاب البصائر والقلوب النيرة، لأنهم وحدهم القادرون على التميز بين الصالح والفاسد ،ويزنوا الأمور ويحكمون عليها بتجارب حقيقية وواقعية فالحق بالنسبة لهم، لا يجافى ولايكابر عليه أبدا.
فالماضي يكشف العلاقة مابين الحاضر والمستقبل بشكل مباشر وعميق فلا حاجة إلى إعتماد الفكر الرجعي المتطرف، والإنجرار وراء دعوات التفرقة ونداءات اليقظة الوهمية، فالسبات العميق ،كما يراه البعض في الاخر، نوعا من التهميش والغبن ،أفضل بكثير من الإنزلاق الخطير، نحو مجهول ،قد يقود شعبا بأكمله إلى الهاوية والدمار .
(فالمسؤولية) تكليف لا تشريف فى معناها المطلق ويجب على الشعب أن يضع ثقته فقط في من يستحقها ويستحق إستغلالها , ويرعى الله في من أسلمه قيادته وأن لا تغويه السلطة بمغرياتها الكثيرة، وتلك لعمرى جادها من استخلصها لنفسه.
ومن هذا المنطلق، والمبدأ الفكري الديمقراطي الحقيقي ننفخ في روح الأمة الموريتانية ونستنهض الهمة والفهم والتفهم العميق للأمور لاسطحيتها ،وأن لايتخبطوا في دياجير الجهل والتخلف وأن لاينسوا مطلقاً، أو يتناسوا ماحدث، ويحدث منذ استقلال البلد وحتى لحظته الراهنة ، ومايحيط به من مخاطر جمة داخلية وخارجية، تضع الجميع على المحك مجبرين لا مخيرين.
فما أشبه اليوم بالأمس والماضي بالحاضر ،اما المستقبل فلا نترك حقيقته تتأرجح بين سطور فارغة يكتبها ويقدمها أناس لانعرف لهم فضلا ، و لانقر لهم صنعا ، يمتطون جواد الإنسانية والحقوق ، ويرسمون خطى الواقعية بنظرة متشائمة خاطئة تستوحيها عقولهم من واقعنا بمشكلاته الإجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة.
علينا أن ندرك ملامح الصورة وابعادها ، ونبتعد عن العواطف والمشاعر واثارتها وأن نكون صادقين وواقعيين مع أنفسنا ونؤمن بإرادة الشعب والسير عليها.
وعلى المجحفين والمشككين في قوة الدولة وقدرتها على المجابهة، أن لا يجنحوا إلى الإثارة والمكابرة، والأساليب النفسية البغيضة ،وان لايعيشوا لذواتهم ،ويكونوا روادا كبارا، لا صغاراً ويعملوا نحو هدف أسمى وأعظم للمشاركة في بناء الدولة والمجتمع وتعزيز الوحدة الوطنية ،ودعم الأمن الوطني والاستقرار.
على هؤلاء أيضاً ،وحق عليهم القول ،أن يقبلوا بروح وطنية مرنة، وهادئة ،الأمر الواقع ويعتمدوا نظرية العقاد الفكرية الاجتماعية الشهيرة (الاستسلام المطلق للاعتقاد في الخوارق والقوى المجهولة خطر، لأنه يقود إلى الخرافة ويحول الحياة إلى وهم كبير) !……
هنيئا لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على مأمورية ثانية لأنه يستحق جوهرا ومضموناً
وهنيئا لنا وللشعب الموريتاني العظيم، ولمؤسساتنا العسكرية والأمنية، ولقواتنا المسلحة ولكل احرار الوطن الغيورين عليه،و
للأحزاب السياسية الوطنية المتميزة ،والفاعلين الاجتماعين، ولكل من ،نسق،ونظم ، وعمل وساند، ودعم الخيار الآمن لقيادة البلد من جديد ،نحو الاستقرار والتنمية والنماء والازدهار.

*خديجة إبراهيم*

مقالات ذات صلة