خواطر : خديجة ابراهيم تكتب تعقيبا على خطاب الرئيس في مهرجان التحدي …!!
تناول خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في ختام حملته الانتخابية عددا من المحاور الجوهرية المتعلقة بالقضايا الوطنية المطروحة تناولها بالدراسة ،والتشخيص المركز العميق، وبطريقة لايقدر عليها إلا من أوتي حظا من مبادئ الفكر الإجتماعي السياسي، ويمتلك الرؤية والقدرة المناسبة لمعالجة تلك العوائق والتحديات، و بصورة قوية ونافذة لا تترك لمتتبعها مجالا للشك.
الخطاب جمع بين الرقة واللين والخبرة والاطلاع بشكل لافت على مايدور في ذهن وكواليس المواطن .
فنجده في كل فقرة تناولها من خطابه يشير بايماءاته وإحساسه القوي إدراكه لتلك التساؤلات والماهيات التي تثير إهتمام المواطن حول مصيره واحتياجاته ومتطلباته وتطلعاته المستقبلية ، ثم يجيب عليها بحضور بديهة متيقظة و بطريقة لم يعد يخفى على السامع أنه انعكاس لايديولوجية فكرية سياسية وطنية دقيقة.
خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تميز بنزعة حكيمة عكستها كلماته وتحيته المذهلة التي قدمها بجميع لغاتنا الوطنية، ليتبت في كل مرة أن القيادة ومعاييرها الحقيقية تتطلب بعدا اجتماعيا خاصا وفهما سلسا للتنوع الثقافي الاجتماعي ، وان الأولوية هي للوطن والتاريخ والهوية والإنسان فقط.
بعد خمس سنوات من العطاء والعمل الجاد الذي واجه في أوج بداياته تحديات وطنية و دولية خطيرة، يؤكد رئيس الجمهورية مرة أخرى أمام حشود ساكنة انواكشوط الذين جاءوا لتأكيد مناصرته وتأييده في الاستحقاقات الانتخابية الراهنة ،عزمه المطلق و اللامشروط على استمرار الإصلاحات الاقتصادية ،والسياسية والاجتماعية،والثقافية ، واللامركزية التي بدأها واعدا إياهم بثورة زراعية كبيرة سبكون لها انعكاس على الاكتفاء الذاتي ،و التنمية الحيوانية والصيد والمياه، والكهرباء، والصحة والتعليم، والإرث الإنساني وتحسين ظروف المتقاعدين والرواتب كلما سنحت الفرصة بذالك، والعناية بشكل خاص ،باصحاب الدخل المحدود ليحظى الجميع بعيش كريم.
الخطاب كذالك أكد عزم رئيس الجمهورية على إشراك الشباب في المرحلة المقبلة وبشكل قوي سيحظى
به الجنسين على حد السواء بغض النظر عن اختلاف المستويات والاختصاصات دون استثناء لأنه لامس واستشعر لديهم الروح الوطنية والطاقة الإيجابية خلال لقائه معهم.
الخطاب لم يترك فردا فاعلا في هذا الوطن فالكل كان محط اهتمام رئيس الجمهورية فنجده يلقي التحية والتقدير على المنمين ،والمزارعين ،والحمالة والصناع التقليديين،والاطباء والأساتذة،والمعلمين ، والعلماء ،والمشايخ، والقوات المسلحة والجنود ووكلاء الدولة والضباط مشيدا بجهودهم الكبيرة ودورهم الرائد في حماية وبناء وتنمية هذا الوطن، وعلى المرأة وبعدها بالتمكين المستحق.
خطاب الرئيس لم يخلوا من المشاعر الوطنية الفياضة فوعد شعبه بمحاربة الفساد واجتثاثه من جذوره مؤكدا أن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المذكورة تتطلب مواد مادية هائلة ولايمكن تحقيقها في ظل الفساد المالي والإداري،مستبعدا إمكانية جنى الثمار من هنا و التطاول عليها من هناك مشددا على إلزامية تحقيق العدالة ودولة العدل والمساواة.
الخطاب لأول مرة يتطرق وبشكل وجداني انفعالي رهيب يمس قلوب السامعين قضية الأمن الوطني استعان من خلاله رئيس الجمهورية بالمنطق الفكري العسكري المقنع لمجادلة وتحذير المرجفين والمشككين في قوة الدولة وقدرتها على حماية نفسها وشعبها على حد السواء.
الخطاب حذر من تداعيات الاستمرار في العمل على محاولة إثارة الفتن والتخريب وتفكيك أواصر الوحدة والتطاول على الحوزة الترابية منذرا بجاهزية وقوة الردع الأمني والعسكري لدى مؤسساتنا العسكرية والأمنية .
ويسترسل رئيس الجمهورية في خطابه الموجه بشكل عميق محذرا من مغبة اختبار الدولة في صبرها وحكمتها وحكامتها لأن كل شيء له حدود وقد بلغ السيل الزبى ، ويظهر ذالك المعنى واضحا بايحاءاته القوية والأدلة الدامغة والاستدلال اللفظي .
و المتمعن في ما جاء بين سطور خطاب الرئيس يلتمس أنه لا مجال إطلاقا للمساومة على الأرض والأمن القومي الوطني و الحوزة الترابية ابدا .
خطاب مكتمل الصورة، وواضح المعالم الفكرية الوطنية، تجسد في لوحة إنسانية عظيمة، وتجربة عسكرية واجتماعية كبيرة ستبقى ماثلة في الذاكرة.
*خديجة إبراهيم*