خواطر : موريتانيا أمانة في عنق أصحاب الكفاءات…/ خديجة ابراهيم

من الثابت أن التحديات والأزمات التي، يجابهها اي فرد في اي مجتمع كان وفى مختلف جوانب الحياة ، و كيفية معالجته لها هي من يحدد و يضمن بشكل نهائي وقاطع حقيقة الفرد وطبيعته.
هذه النظرية الاجتماعية الفريدة من نوعها دفعت بأحد جهابذة الفكر الإعلامي الوطني إلى ترسيخ المفهوم وتحويله من نظرية فكرية إلى واقع عملي معاش ،فلا “الزمان ولا المكان “هما من يحدد قيمة الفرد ولا حقيقته وانما الكفاءة والقدرة وحدهما القادرتان على فعل ذالك .
في ظل اليقظة السياسة والإعلامية وتعدد الأحزاب والحريات نبغ أصحاب النظرية الاجتماعية هذه مدراء وخطباء معا ،اصلاحيون واجتماعيون جعلوا من كلمتهم وسيلة للتلاقح الفكري ونشر الوعي الوطني الثقافي فاحتضنوا كبار المثقفين والسياسيين ورجالات الدين والعلم على مشاربهم واختصاصاتهم عبر برامج فكرية إعلامية محدثة اخترعتها عقولهم وعيا منهم بضرورة ذالك.
اجاد هؤلاء عملهم ببراعة فكانت كلماتهم قوية ،و عباراتهم مؤثرة وبديهتهم حاضرة لسلامة نطقهم، وحسن إشارتهم إلى مفاهيم ومقاصد ،وأمثال، وحكم، لم تخلوا من الأحاديث النبوية ولا الآيات القرآنية ابدا.
بدأ هؤلاء مسيرتهم العملية من الوكالة الموريتانية للأنباء ،الى إذاعة موريتانيا وصولا إلى المركز الموريتاني للدراسات الإستراتجية والتنمية المستدامة والمسح الشامل( علم البيانات الإحصائية) وتتويجا بأحدث وسائل الإعلام المحلية قناة موريتانيا المستقلة (قمم) .
المسيرة طبعتها التؤدة والانضباط المهني الأخلاقي للتتمركز على جادة الطريق وترسوا على مبدأ ثابت لايقبل التغيير ابدأ ،فهاهو
الزمن يعود بنا من جديد لذاكرته لعلنا ننعشها قليلاً خشية أن يختلط الطعم بتعدد النكهات فيجمعنا مرة أخرى بتلك الشخصية المتميزة بأدائها المشهود والمعهود ومع برنامج جديد عين الصحراء ويكتب بكلمات راسخة (الحكمة لاتموت ابدأ ).
في ظل هذا التنافس الديمقراطي الذي يعيشه البلد لاختيار من سيحدد مصيره مستقبلا تظل الأصالة والمعاصرة حاضرة البديهة، وتأبى إلا أن يكون لها حضور في إدارة ومناصرة الحق ولو عن كثب فتتجسد الفكرة من شعار إلى واقع عملي في حوار سياسي عبر برنامج (عين الصحراء) الذي تبثه قناة (قمم) في نسخته الثانية بعد نسخته الأولى التي تناولت موضوع السلط والنخب التي حكمت موريتانيا بين 1960 الى 2024.
الحوار تحت عنوان الإقتراع الرئاسي 2024 الرئيس المنتخب :المعايير والقدرات ، وتضمن العديد من المواضيع الفكرية والسياسية قدمها نخبة من قادة الفكر أكاديميون وسياسيون واعلاميون وقانونيون، أكدوا خلاله بضرورة اختيار رئيس الجمهورية على معايير جوهرية حقيقية وازنة، منها الخبرة الأمنية، والعسكرية والاقتصادية، والاجتماعية تبعا لمفهوم الدولة ومعاني الوحدة وما يضمن الاستقرار، في ظل التوترات الإقليمية والدولية القائمة.
أهمية الموضوع وجديته دفع بالرئيس المدير العام لقناة (قمم ) إلى الإشادة بدور رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني البارز خلال مأموريته المنصرمة وما طبعها من سياسة حكيمة ووعي أمني واجتماعي كبير شهد له الجميع ،و ماتميزت به إدارته للأزمة الصحية ( جائحة كورونا ) وأنتصاره للديون الإفريقية ، وتعامله مع الوضع الدولي والتوترات الأمنية والإقليمية بحكامته حين رفض إقحام الجيش والبلد في مستنقع الاستدراج والافخاخ وحروب الوكالة وفضل اعتماد المرونة وسياسة التهدئة تجاه كل القضايا الوطنية والدولية.
المدير العام للقناة السيد محمد الشيخ ولد سيد محمد كذالك أكد أن منصب رئيس الجمهورية مسألة حساسة وخطيرة لارتباطها بكيان هذا الشعب ووجوده ولا تقبل المساومة بأي ثمن مستشهدا ومستدلا بأحد اهم قادة العصر العباسي هارون الرشيد فترة توليه للخلافة حين اعتمد منهجية سياسية وأيديولوجية فكرية صرفة لخصها في ثلاثة، عقل وقاد ،وسيف بتار، ويد ندية معطاء ،كان لها الصدى الحقيقى فى نجاح خلافته بشكل كبير.
وتعد سلسة برامج (عين الصحراء) هي أحد أهم الآليات الإعلامية المتبعة ضمن الإصلاحات السياسية والخطط التنموية التي تشهدها البلاد واستكمالا لمفاهيم الحرية،والديموقراطية ، وتنمية المعرفة والثقافة التاريخية والسياسية للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
خديجة إبراهيم

مقالات ذات صلة