ومضة … انتظار فرز الأصوات … لحظة وضع اليد على الصدر …/ الشريف بونا

 

بعد أقل من 48 ساعة سيبدأ فرز اصوات الناخبين في غرفة مغلقة ومحصنة ليحصد كل مترشح ما زرعه من جهد وإنفاق للمال ودعاية على مدي خمسة عشر يوما امضتها حملة الانتخابات الرئاسية في طول البلاد وعرضها ..
لقد عقد المترشحون في جولاتهم الداخلية مهرجانات تفاوت حجمها حسب اقبال المناصرين على هذا المرشح أو ذاك دعما ومساندة سواء كان ذلك الدعم بدوافع الخوف أو الطمع أو هما معا لا بدافع روح الوطنية وحب المحافظة على كيان الدولة التي هي الحاضنة بشفقة وحنان للجميع .
انطلقت الحملة في جو من السكينة والوقار وقلة الضجيج عكس ما كان يحدث في الحملات السابقة وارجع المتابعون عن قرب للحملة والمهتمون بسيرها هذا الهدوء الى تزامنها مع عيد الاضحى ومشاغله واهتمامه الاكثر ضغطا على أرباب الأسر وعائلاتهم من حملات انتخابية يعود ريعها على المترشحين والمقربين منهم دون سواهم اللهم من لهم معدات تستغل في مثل هذه المناسبات .
اليوم وقد بدأ العد التنازلي لسدل الستار على الحملة فالجهة الوحيدة التي ظلت خلية نحل تربط ليلها بنهارها منذ ان تم استدعاء هيئة الناخبين لهذه الاستحقاقات الرئاسية هي اللجنة المستقلة للانتخابات التي ضاعفت جهدها إعلاميا ولوجستيا وماديا وفنيا لتنظيم انتخابات رئاسية في ظرف استثنائي بسبب ضيق الوقت وارتفاع درجات الحرارة في فصل من أصعب فصول السنة على حركة الناخب خاصة أنه يتزامن مع انتهاء السنة الدراسية , مما يضيف صعوبة أخرى لتنظيم هذه الانتخابات .
لا شك أن المراقب للحملة وطنيا كان أم دوليا سيلاحظ أنها كانت تمتاز باستجابة المتنافسين في أغلب الأحيان إلى دعوة رئيس اللجنة المستقلة للأنتخابات إلى احترام قواعد اللعبة الديمقراطية والالتزام بتجنب استخدام إثارة الشغب ولغة الكراهية والتنابز بالالقاب ،
لكن حالة استثنائية من الشغب قامت بها جماعة من أنصار المترشح بيرام الداه اعبيد ضد أمسية انتخابية شبابية لأنصار المترشح محمد ولد الشيخ الغزواني في العاصمة الاقتصادية انواذيبو كادت أن تكدر صفو هدوء الحملة إلا أن سرعة تدخل الأمن والسيطرة على الحادثة وادانتها من الجميع ساهم في عودة الأمور إلى نصابها , مما جعل الامل في انتهاء الحملة بسلاسة ونجاح في تحقيق الهدف المنشود انتخاب رئيس من بين سبع مترشحين لمامورية خمس سنوات قادمة ابتداء من أداء اليمين القانونية أمام رئيس المجلس الدستوري …

ومما لا مراء فيه أن  لحظة توجه  الناخبين  إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم وما يليها من لحظات لفرز الاصوات ستكون حالة استثنائية لكل مترشح يمني نفسه بالتبرع على كرسي الرئاسة  في الاقصر الرمادي بل أكثر من ذلك ستكون لحظة وضع كل مترشح يده على صدره الذي يكون حينئذ” كفؤاد من يظل به المكاء يعلو ويسفل “”

مقالات ذات صلة