القيادة ابداع ..8 دروس../سيدي يحيى
أقيمت ندوة في إحدى كليات الإدارة، جاء دور أحد الضيوف وهو رجل اعمال معروف ليلقي كلمته.
بدأ الرجل بالقول:
لم أجد وقتا كافيا لكتابة كلمة منمقة أو تحضير عرض تقديمي متقن، لكني سأحاول في الخمس دقائق القادمة أن أعطيكم خلاصة خبرتي لو ساعدتموني ..
من يريد أن يساعدني فليرفع يده عالياً ..
هنا رفع عدد قليل من الحضور أيديهم بشىء من التردد، وامتنع الآخرون ..
فأكمل رجل الاعمال كلامه:
– *هذه هي حالة التراخي* وهي ناتجة عن الملل أو عدم الثقة … إياكم والتراخي في العمل فقد يضيع عليكم فرصاً كبيرة”
..
ثم أخرج من جيبه ورقة و قال “هذا شيك بألف دولار أخذته من إدارة الكلية مقابل تعليمكم شيئاً جديداً..
وسوف أمنحه لمن يرفع يده حتى يصل لأعلى نقطة ممكنة في هذه القاعة”.
وعندما وضع توقيعه على ظهر الشيك بدأ جميع الحضور بالاهتمام ورفع أيديهم نحو الأعلى.
فأكمل الرجل:
– *كان هذا هو التحفيز* لن تستطيع القيام بأي عمل ما لم تحفز العاملين معك”
في الدقيقة التالية كان كل واحد من المشاركين يحاول لكي يفوز بالشيك أن يجعل يده فوق الجميع
تدخل رجل الاعمال مرة اخرى قائلاً:
– *هذه هى المنافسة قد تبدو صعبة و شرسة لكنها في النهاية تجعل الجميع في وضع أفضل*”.
قام أحد الشباب معترضاً “هذا ليس عدلا” أنا هو الأقصر قامة والأضعف بنية في هذه القاعة، وهذا يجعلني في موقف سيء
فرد رجل الأعمال قائلاً:
لا تجعل الميزة التتافسية المؤقتة والمحدودة الموجودة عند منافسيك تحبطك.
بعد بضعة ثوان من المنافسة قام ذلك الشاب وصعد بخفة وسرعة فوق المقعد ورفع يده فأصبحت يده فوق باقي المتنافسين
شرح الرجل ما حدث قائلاً :
– *هذا هو التفكير خارج الصندوق يجعلك في موقع الريادة… لكنك لن تستمر فيها إلا لحظات*”..
وفعلاً سرعان ما بدأ الجميع في تقليد الشاب بالوقوف فوق المقاعد ورفع أيديهم حتى تقاربت المستويات مرة أخرى ثم بدأ البعض في وضع أشياء فوق المقاعد حتى وصلوا لمستويات أعلى.
وهنا علق المحاضر:
– *هذا هو التحسين المستمر الذى سيضمن لك البقاء في المنافسة*
لم تمض لحظات من المنافسة الشرسة حتى اتفق ثلاثة من الشباب أن يحمل بعضهم بعضاً بحيث يكون أطولهم هو الأعلى ليصلوا إلى أعلى نقطة ثم يتقاسموا الجائزة في حالة فوزهم وفعلا وصلوا لارتفاع غير مسبوق.
شرح الرجل ما حدث قائلاً:
– *هذا هو العمل الجماعي* الذي يبدأ من فرق العمل الصغيرة داخل المؤسسة و يصل الى الشراكات الكبيرة و التكتلات الاقتصادية العملاقة ..
بالطبع تكونت فرق أخرى من باقي المشاركين و لم يبق أحد يعمل منفرداً وأصبحت القاعة عبارة عن مجموعة من الفرق المتنافسة وكل فريق يحاول أن يخترع أساليب مختلفة ليتفوق على بقية المنافسين.
وعندما بدأت كل الفرق فى مستويات متقاربة جداً قام نفس الشاب السابق بإعادة ترتيب زملائه فوضع الأثقل وزناً في الأسفل والأخف في الأعلى وشرح لهم وضعهم بين باقي الفرق وبث فيهم روح الحماس لاقتراح أفكار جديدة حتى تمكن فريقه من تحقيق فارق كبير في مستوى الارتفاع
فصاح رجل الاعمال:
– *تلك هى القيادة*
لن يصل أى عمل الى مستوى عالمي بدون قائد بارع”
وهنا انتهت الدقائق الخمس فشكر رجل الأعمال الفريق الفائز ثم وضع الشيك في جيبه و هم بالانصراف، و عندما طلب منه الفائزون الشيك قال بهدوء:
– (هذا هو الدرس الأخير،
*لا تصدق ابداً أنه بإمكانك أن تتعلم مجاناً*
أنا رجل أعمال جئت لأبيع خبرتي لكليتكم، لذلك فالشيك من حقي ثم انصرف.
#قناة_نشر_الثقافة_القانونية