عندما تحتفل المرأة بعيدها….؟ / د . شيخنا محمد حجبو
في الثامن من مارس الحالي من السنة 2022,احتفلت النساء عندنا بالعيد الدولي للمرأة على غرار زميلاتهن في العالم ،وكان فرصة للمرأة للوقوف عند المنجز الوطني
لصالحها ،لتشخصه وتقيمه وتعرف ما تحقق فيه وما عسر
على التحقيق وأسباب ذلك وانتظاراتها منه ؟
والملاحظ في المنجز انه قد جلب لها السرور، ودليل ذلك أنها خرجت في تنظيماتها المختلفة (مدنية كانت ام نقابية ام جمعوية…) ، متزينة ،تلبس من الثياب أجدها وترفع من الشعارات أكثرها لمعانا وتعبيرا عن غبطتها وسرورها .
وقد.عبرت خطاباتها رسمية كانت ام خصوصية عن ذلك ،وخصت وعممت في اذكر المنجز حسب الأنظمة المتعاقبة لتعطي النصيب الأكبر للنظام الحالي وتشيد بما اضافه من تمكين لها ، عم مختلف المجالات الاجتماعية
والاقتصادية والسياسية…
وصار استثناء في المنطقة حسب ما تضمنته الخطب الملقاة بالمناسبة ..
إن هذا لصحيح ،فالمرأة في بلدنا حُظيت بنصيب مقبول من التمكين ، ولها الحق ان تفخر به وتشيد به وتثمنه ،ولكن صحيح ايضا انها خرجت في مسيراتها
التخليدية هذه السنة شاحبة الوجه وفي
مهرجانتها لم تخف بعضا من الكئابة اللافتة ،وعرائضها المطلبية تكاد تشكك في قيمة المنجز الحاصل..؟
فكيف لنا إذن، أن نفهم سرورا وابتسامة يخرجان من شفاه يابسة ووجوه شاحبة أبها يرفعون
لافتات لا تخفي التحسر والقلق على حال
المأكل والمشرب وضعف مقابل الخدمة
قياسا على الأسعار ؟
قد نرد ذلك إلى واجهة القطاع النسوي التي تدرك أن أكثر من ثلثي النساء ترزحن تحت الامية بنوعيها الابجدي والحضاري ،ويعاني من العنوسة ويفتك به الطلاق ان حُظى بعضه بفاتحة ام الكتاب وفشل هذه الواجهة في علاج هذه المشاكل و قيادة القطاع وتعبأته بشكل منظم ومخطط حتى يصير قد اعل قياديا في المجتمع
والدولة، تختفي فيه الأمية والعنوسة ويقل
فيه الطلاق ، وقد نرده إلى ضعف هذه الواجهة
في اقناع الدولة لوضع استراتيجية بعيدة المدى للتمكين. .
قصدنا بإثارة هذه الاستشكالات كي نجد تفسيرا لذلك السرور وتلك الابتسامة الذين يظهران تحت شفاه يابسة
ووجوه شاحبة ، وقد نكون قد قاربنا بعض التأويل لذلك وإن كان منقوصا بسبب حقيقة صارت قناعة عندنا ان واجهة النساء أو ما يمكن أن يكون قيادة لهن
في مجتمعنا لم تصل بعد.الى صفة المثقفة
العضو ولا المناضلة الثورية التي تستطيع تعبئة مجتمعها حتى ينساق في بوتقة نضالية مُتوزعة القيم مُتوزعة التاثير والتأثر تنتهي بنضالها إلى خلق
جيل من النساء موحد القيم ومتقاسما لها يدرك أن المسؤولية تعني تعميم الرؤية والخبرة حتى يتم بناء مجتمعَ نساء لهن من الوعي والخبرة ما يكفي للقضاء على ما يعانيه القطاعزالمسوي من مظاهر
تاخر وتخلف وعلى راسها الامية
والعنوسة والطلاق والتفكك الأسري.
قد تحتفل اليابانية بالصعود إلى الفضاء ولكنها تحتفل أكثر أن قريناتها يعرفن معنى القضاء ويدركن
قيمته لان كل هن متعلمات ،وقد تحتفل الموريتانية ان قصائد بنت البرى تعلم للتلاميذ في المدارس وأن مؤلفاتها موجودة في رفوف المكتبات ولكن قريناتها لا علم لهن بذلك وقد تفتخر الموريتانية ان بنت افيجي نجحت في تجربة النسيج الجميل كمنتج وطني قد يغني البلد عن استراد الزرابي ولكن قريناتها من نساء البلد لا علم لهن بذلك وهذا هو الفرق بين مجتمع نساء يخلدن ذكري وكلهن يعرفن قيمتها لانه قد تساوي في قاعدة الفهم والنشاط ومجتمع نساء يخلد ذكرى
لا يعلم قيمتها إلا القلة والاكرثية منهن تفتك بها العنوسة
والأمية والجهل والطلاق،هنا نفهم سر تلك الشفاه اليابسة والوجوه الشاحبة رغم السرور والابتسامة الظاهرين فرحا
بالعيد .
، وهنا يتعرى مفهوم التمكين للمرأة عندنا ويظهر
مفهوما مغلوطا ومشوها لانه يخفي مأسات الأكثرية من النساء اللائي يعانين من تلك الظواهر الطاحنة ،المدمرة
لقدرات المجتمع.
، فعندما تكون أغلب النساء يفتك بهن الجهل والأمية والعنوسة والطلاق والبطالة وهن أكثر
من نصف المجتمع عندنا ،فكيف نتكلم عن التمكين لهن؟
إن ابسط قاعدة للتمكين ان تتساوى النسوة في الفهم
المشترك للحياة المدنية الحديثة وتكون هناك قاعدة مشتركة في الحد الأدنى من التعلم والقضاء على الظواهر
الكبرى القاتلة والمُغيبة لأي دور للمرأة ،اليس حال النساء
في الريف وفي آدواب مخيفا وحتى في المدن ؟
هل مع هذا الحال يمكن أن نتحدث عن مفهوم التمكين ؟
صحيح هناك خمس نساء تمكن من الولوج لوظائف ولكن
هل ولوج خمس نساء للوظيفة مع وجود أكثرية ساحقة تعاني من الجهل والأمية والبطالة لمن تعلمن منها ..يعني التمكين ؟
وأذن فالمرأة عندنا مازالت بعيدة من بلوغ مفهوم التمكين
لان سياسات التمكين واستراتيجيته البعيدة المدى لم توضع
اصلا منذ تأسيس الدولة حتى الآن ،وليس ولوج خمس نساء
للوظائف بمحقق للتمكين ما دامت الأكثرية الساحقة تعاني
من الامية والجهل والتخلف..واذن عندما تحتفل المرأة عندنا بالعيد الدولي فإن نقطة استفهام كبرى تطرح عند الحديث عن مفهوم التمكين ؟