قصة ولد هدار تنطبق على تقرير لجنة التحقيق البرلمانية
بعث لي أحد الاخوة هذا المقال فأحببت أن أشارككم إياه بنشره على موقع الهدهد لعل أن يكون في نشره عليه نوع من الخبر اليقين:
رغب امحمد للطلبه ولد هدّار في تامْشِفارتْ اهلْ اجْرَيْفِينْ، لكن أم اهل اجريفين رفضت الأمر معللة موقفها بأن امحمد للطلبه “سلطان” لا يصاحب إلا الأمراء و العلماء و الزعماء، و لا يليق به إلا ذلك ، بينما هي تريد لابنتها فاطمة من يكون بسيطا مستقيما مهتما بالأمور العادية…
حاول ولد هدّار بكل الوسائل تجاوز تلك العقبة لكن جهوده لم تجد، و ظلت أم اهل اجريفين ثابتة على موقفها لا يزحزحها عنه شيئ…شق الأمر على ولد هدار و شعر باليأس و تملكه الأسى ، فاتجه إلى بعض أصدقائه من ذوي النفوذ و الوجاهة و طلب منهم التوسط لدى اهل اجريفين ليقبلوه صهرا؛ و بعد لأي كان له ما أراد، و بدأت الاستعدادات، و في اليوم الموعود دق الطبل في الصباح الباكر و توافت الجموع من شتى، و ضج الحي بأنواع الطرب و الغناء و الرقص…و لما كان وقت الضحى غادر ولد هدار الحي دون أن يعلم أصدقاءه، و ركب جمله و مضى يطوف بالاحياء المجاورة يسألهم عن ضالة إبل يصفها لهم، ثم يسألهم عن شأن ذلك الطبل الذي يسمع دقه، فيقولون ذلك الطبل عند الحي الفلاني، .فيسألهم عن المَعنيّين به ، فيقولون “ولد هدار عاد امْع منت اجريفين”، فيُودِّعُهم و يتجه إلى حي آخر، و كأنه “ديار عادي”، يسأل عن ضالته، ثم يسأل عرضا عن شأن ذلك الطبل، و في كل مرة يخبرونه بأن :” …ولد هدار عاد امع منت اجريفين…” إلى ان اقترب وقت الزوال…
عاد “الديار” إلى حيه، و وجد أصدقاءه في أشد الحيرة و التلهف… استفسروه عن غيابه دون أن يعلمهم، و سألوه عن أين كان، قال لهم: “كنتْ انْحاسنْ وذْني، انسَمَّعْها شي لْهَ متْمَنْيَ تَسمْعُو”… و لمّا سألوه عما ما ذا اسمع أُذُنَه قال …”سَمّعْتْهَ: ولد هدّار عاد امع منتْ اجْريفين…”
لا شك أن الشعب الموريتاني سمع هذه الأيام هو الآخر ما كانت آذانه ترجو و تتمنى و تحب أن تسمع : “لجنة برلمانية مكلفة بالتحقيق في ملفات الفساد…تُقدم تقريرها إلى الجمعية الوطنيه… الملفات ستحال إلى العدالة…”
حلم يتحقق…و خطوة عملاقة نحو ما يصبو إليه كل الموريتانيين. .. ولله در ولد هدار، ما كان أظرفه و أبلغه.
منقول.