ومضة … حصنها بسور من العدل…/ الشريف بونا

نواكشوط 29  يوليو 2020 ) ( الهدهد .م .ص)

في صبيحة يوم السبت القادم تودعون سيادة رئيس الجمهورية حولا كاملا من مأمورية خمس سنوات منحها لكم الشعب الموريتاني بأصواته في صناديق الأقتراع من بين المتنافسين معكم على الفوز بهذا المنصب الغالي والخطير في نفس الوقت ..
إن الشعب الموريتاني بهذا الاختيار وضع على عاتقكم حملا ثقيلا وحملكم أمانة جسيمة ، لكن اختياره نابع من مسألتين أساسيتين في قيادة الدول في عصرنا اليوم ،  التربية أولاً ،وتراكم الخبرات و التجارب ثانيا ، وهاتان الميزتان لا ينكر أحد حيازتكم لهما بجدارة واستحقاق.
اليوم وحالة البلد هذه ماثلة أمامكم بعد “سنوات” قيل فيها ماقيل، فإن الوقت لم يعد مواتيا للمماطلة والتسويف كما كان البعض قبلكم يفعل.
لقد تعهدتم وقلتم” إن للعهد عندكم معنى ” فالشعب يرجو منكم تحصين بلده بالعدل الذي إن طبق فستعم الرحمة وتكشف الغمة وتنزل البركة ويطمئن الضعيف على نيل حقوقه بلا وساطة تجعله يأتمر باوامر وجيه او شيخ قبيلة أو او..
سيدي الرئيس حكى علي جدي رحمه الله أن امرأة لها بنات توفي والدهن وترك بقرة حلوبة كانت في كل ليلة يأتيها رجل ويحلبها فتسقي البنات من لبنها ..
وفي ليلة عندما أكمل جلب اللبن من ضرع البقرة في الإناء رفسته بساقها فانساب اللبن من الإناء . فأخبر الرجل المرأة بذلك، فقالت له” جار السلطان “.. فسمع أحد من المارة ما قالته ونقله للسلطان فاستدعاها وسألها اقلت كذا ..فقالت نعم قلت ذلك لأن الحيوانات تشعر بظلم السلطان قبل البشر واذا حققت في الأمر ستجد أن ظلما ما وقع تحت ظل سلطانك …
فأرسل السلطان رسله في كل اتجاه للتحقيق فوجدوا أحد ولاته ارتكب ظلما ضد شخص بريئ …فعاقب الوالي ورد للمظلوم حقوقه…واكرم المرأة على حكمتها الفريدة …
سيدي الرئيس إن الثروات لا يمكن أن توزعها بعدالة على المواطنين إلا إذا وزعت العدالة قبلها عليهم  فقديما قال الخليفة عمر بن  الخطاب ” العدل أساس الملك”.
و شعار الجمهورية كما تعلمون سيادة الرئيس من ثلاث كلمات “شرف – اخاء – عدالة ” فالعدالة حصن لا يهتك سوره… حصن سيدي الرئيس بلدك بسور العدالة …وتوكل على الله..وكفى بالله وكيلا..

مقالات ذات صلة