” الهدهد م.ص” ينفرد بنشر خطاب وزير الثقافة في مؤتمر نواكشوط

 

نواكشوط 29 ابريل 2019 ( الهدهد م ص ) انعقدت في نواكشوط لأول مرة جمعية عامة لرؤساء اللجان المحلية للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لأنتخاب مدير عام لهذه المنظمة .
وقد أعلن رسميا اربعة دول ترشحها لهذا المنصب هي موريتانيا السعودية سلطنة عمان وتونس فأعلنت السعودية انسحابها لتبقى في حلبة التنافس الدول الثلاث الأخرى.
وفي حملة قامت بها موريتانيا لصالح مرشحها شملت كل الدول العربية عبر اتصالات قام بها وزير الخارجية اسماعيل ولد الشيخ احمد شملت دول الخليج، في حين قام وزير الثقافة سيدي محمد ولد محم باتصالات مماثلة مع بقية الدول العربية الأخرى لدعم المرشح الموريتاني
ولئن كانت هذه الجهود المدعومة من طرف رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز باتصالته المكثفة وعلاقاته الطيبة مع كل القادة العرب قد تكللت بالنجاح فللكلمة التى ألقاها و زير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الاستاذ سيدي محمد ولد محم في افتتاح أشغال الدورة اثر بالغ في نفوس الحاضرين وفي مقدمتهم رؤساء الوفود العربية وهذا النص الكامل للكلمة:
” بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الوزراء
السيد المدير العام للمنظمة العربية للتربيةو الثقافة والعلوم
السادة الحضور
ضيوفنا الكرام
قد يبدو من نافلة القول هنا الاستهلال بالترحيب بكم ، باسم فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية وحكومتها وشعبها ، وباسمي شخصيا،في بلدكم موريتانيا،فأنتم بين اهليكم وذويكم محل ترحيب وتكريم وتقدير دائم ، ترحيب يعكس حجم أواصر الدين والدم والثقافة والتاريخ، التي تربط بين المشرق والمغرب العربيين..فمرحبا هنا في نواكشوط حيث صناع التاريخ وكتبته وحفظة القرآن الكريم واهل العلم وخاصته ، وحيث تأوي هذه البلاد إلى ركن شديد من الدين الحنيف ، والتاريخ العظيم .
مرحبا بكم هنا حيث حملت المطايا من هذه البادية العالمة مشاعل ضياء جابت اصقاع الدنيا، نشرا للعلم ، وبثا للمعرفة ،على ظهور العيس وتحت الاراك وواحات النخيل ذات الطلع النضيد ، فأسسوا محاظر انفرد بها أهل هذه الصحراء ، فكانت جامعات متنقلة تجوب البيداء، وتبث العلم في كل أرجاء المعمورة .
ايها السادة والسيدات
إن اجتماعكم هذا ينعقد على مرمى حجر من رباط عبد الله بن ياسين ،حيث انطلق
المرابطون، تدك سنابك خيلهم حصون الجهالة ، زارعين النور في غياهب القارة الأفريقية ،وناشرين ضياء العلم والمعرفة، ورافعين راية التوحيد في ربوع طالما سادها الظلام ،واطبق عليها حالك الجهل والوثنية حقبا عديدة وأزمنة مريرة ،فحولوا إمبراطورية غانا الوثنية إلى مملكة مسلمة ، لا يعبد فيها الا الله ،بما اذن وشرع ، وحصنوا الاندلس ردحا من الزمن ،بعد ان كادت تتهاوى تحت وطأة صراعات ملوك الطوائف، وأخروا سقوطها قرونا عديدة .
ومن هنا ، من هذه الربوع ، نهضت الدولة الأمامية في منطقة فوتا ، فامتد اشعاعها حاملا الاسلام والعربية الى كل غرب أفريقيا ونشر ائمتها وعلماؤها الدين الحنيف ووطدوا اركان دولة إسلامية بسطت نفوذها على أقطار واسعة ،فكانت ذات حظ عظيم من الحضارة ، ونصيب معلوم من الازدهار .
فلا مراء إن قلنا حقا- والحق أحق أن يتبع-ان من بين كل أبناء هذا البلد على اختلاف السنتهم والوانهم ، وتنوع فئاتهم ، وتعدد اعراقهم ، قادة فكر ورأي، ومصلحين ومعلمين عرفتهم البشرية في شتى مضاربها ،مربين ومحافظين لحدود الله وناشرين العلم والمعرفة ،لا يثنيهم قيظ حر ،ولا زمهرير
صقيع، عن افشاء العلم وإشاعة قيم الخير والاعتدال والتسامح بين الناس،اينما حلوا وحيثما ارتحلوا .
ايها السادة والسيدات
هل في عالمنا العربي من لم يسمع عن الشناقطة ، أو يقرأ لهم أو عنهم ،حين انتعلوا الصحراء مغربين ومشرفين ، يمخرون عباب اللجي
، حاملين زاخر العلم ووافر المعرفة ، فتركوا رسمهم شاهدا عليهم ، وكانت بصماتهم جلية في الزيتونة، وواضحة في الازهر الشريف ، متألقة في العراق والأردن والسودان ،
ناصعة في الحجاز وسائر الجزيرة العربية،وكانت قبل هذا وذاك صلة وصل قرابة معلومة ، وارتباطا تاريخيا مشهودا بالمشرق العربي،في عمان واليمن وغيرهما، حيث تتداخل الانساب هنا وهناك ، وتتشابك أواصر القربى ، وان نأت الدار وسط المزار.
إن هذا الدور البارز والإسهام الجلي لبلادنا عبر القرون في المسيرة العلمية والثقافية والحضارية للأمة العربية ،يؤهل بلدنا اليوم لأن يلعب دورا محوريا في هذه المنظمة العربية الجامعة، ذات الدور الأساسي في بناء الإنسان العربي المتطلع لغد أفضل ، مع تمسك واعتزاز بماض مجيد ،ساهمنا جميعا في إرساء دعايمه، ليبقى هذا العربي شاهدا على الناس كما كان أسلافه ،ينشر العلم والثقافة ويبشر الإنسانة بالسلم والامان،لعل وعسى أن تنهض بعهد الله في استعمار الارض والاستخفاف فيها ،على بينة من العلم وقبس من الائمان.
ايها السادة ايها السيدات أنني اعود كما بدأتأول مرة- والعود أحمد- لأرحب بكم في بلدكم وبين اعليكم وخلانكم ، أتمنى أن تنال أعمالنا بالنجاح ،ونوفق جميعا لما يلبي طموحات مواطنينا ،ويستجيب لتطلعاتهم وفي ذلك فليتناقس المتنافسون.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً