موريتانيا محور اقليمي ودولي في مواجهة الإرهاب…

اعتبر خبراء ومحللون موريتانيون أن تزامن زيارات الوفود الإقليمية والدولية لبلادهم، يعكس محورية دورها في المنطقة المتصل بالتحديات الأمنية ومواجهة الإرهاب في غرب القارة السمراء.
وأكدوا في أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية” أن الحراك الدبلوماسي في موريتانيا سيكون له انعكاسات إيجابية على عمليات التنمية وعلى علاقاتها الإقليمية والدولية في مواجهة التحديات التي تواجهها.وعلى مدى الأيام الماضية، استقبلت موريتانيا العديد من الوفود الأجنبية، شملت زيارة وفد من الكونجرس الأمريكي، ثم نائب وزير خارجية الولايات المتحدة المكلف بالشؤون السياسية إلى جانب الرئيس السنغالي ووزير الخارجية المغربي اللذين حلا بنواكشوط بشكل متزامن.وتأتي هذه التحركات التي كان محورها موريتانيا، في وقت تستعد فيه نواكشوط لاحتضان المؤتمر التأسيسي لتحالف الساحل برعاية وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، والذي يضم بلدان المنطقة وعدد من الدول الأوربية من أجل التصدي للإرهاب.
وينتظر أن يستقطب الحدث مشاركة شخصيات دولية إلى جانب الحضور الفرنسي، أبرزها المدير التنفيذي للعمليات بالبنك الدولي، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ممثلا عن مؤسسته التي يرأسها.
وفي سياق متصل، احتضنت مدينة “أطار” شمال موريتانيا انطلاقة تمرين “فلينتوك 2020” العسكري بقيادة أمريكية ومشاركة أكثر من 2000 عسكري يمثلون 34 من البلدان العربية والأفريقية والغربية، وذلك لاكتساب خبرات مواجهة التحديات الإرهابية.
انفتاح دبلوماسي
الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني مولاي أبحيده رئيس تحرير موقع “28 نوفمبر” الإخباري، اعتبر أن استقطاب موريتانيا لهذا الحراك الإقليمي والدولي يعود لموقعها في قلب منطقة الساحل الأفريقي التي تواجه تحديات أمنية تتمثل في انتشار الجماعات الإرهابية في غرب أفريقيا.
وأوضح الكاتب أبحيده في حديث لـ”العين الإخبارية” أن هناك عوامل أخرى لهذا الاهتمام الدولي والإقليمي بموريتانيا، يعود إلى الاستقرار الأمنى في البلاد نسبيا بالمقارنة مع بقية بلدان الساحل، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي الداخلي، على حد تعبيره.وتطرق رئيس تحرير موقع “28 نوفمبر” الإخباري إلى ما وصفها بـ”الأفاق الاقتصادية الواعدة للبلد” كعامل جذب واهتمام بها طرف المحيط العربي والأفريقي بل العالمي.
وأشار إلى أن الموقع الجغرافي يمنح البلاد ميزة أساسية كوجهة تستقطب هذا الاهتمام.
ولفت الكاتب والمحلل السياسي إلى تناغم هذا الحراك في علاقات موريتانيا الإقليمية والدولية مع مرحلة الانفتاح وتطبيع المشهد السياسي الداخلي، مبينا أن ذلك يفرض أيضا انفتاحا على الصعيد الدبلوماسي مع مختلف البلدان الشقيقة والصديقة.
بدوره، يرى محمد يحيى أشفاغة، وهو باحث في مجال العلوم السياسية أن محورية دور موريتانيا في هذا الحراك الإقليمي والدولي يعود لامتلاكها “أوراقا أساسية قابلة للتوظيف الدبلوماسي بشكل إيجابي”، وفق تعبيره.
وبيّن أشفاغة في حديث لـ”العين الإخبارية” أن من بين هذه الأوراق البعد الجيوبوليتيكي الذي يعطي للبلاد أهمية حاسمة في أي استراتيجية دولية هادفة لمكافحة الإرهاب، والهجرة السرية، والجريمة المنظمة والتهريب في منطقة الساحل وغرب وشمال أفريقيا.
وأضاف الباحث في العلوم السياسية أن الثروات الطبيعية الموريتانية خاصة السمك والغاز كمواد تستقطب اهتمام الجيران والدول الأوربية ويعزز تسويقها وتبادلها المصالح المشتركة مع أطراف دولية عديدة.
وأوضح أن هناك أيضا الثقة والحكمة اللتين توحيان بهما الشخصية الهادئة للرئيس الغزواني، ومناخ التهدئة الدبلوماسية الذي تنتهجه البلاد مع دول الجوار، وكافة بلدان العالم في محاولة منها لحيازة لقب الشريك الاستراتيجي الموثوق، وفق تعبيره.
من جانبه، أبرز الكاتب والإعلامي الموريتاني سيدي محمد معي، نائب مدير الوكالة الموريتانية للأنباء، أهمية ما وصفه بـ”تقاطر الوفود الإقليمية والدولية على موريتانيا حاليا”.
واعتبر معي في تدوينة على حسابه بموقع “فيسبوك” أن هذه الزيارات يبدو هدفها التعرف على عهد ما وصفه بـ”عهد الانفتاح والتوازن والمرونة”، لدى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وفق تعبيره.
وأشاد السيناتور الأمريكي جيمس أينهوف رئيس لجنة الدفاع بالكونجرس، بالإصلاحات التي ينفذها الرئيس الموريتاني، معربا عن دعمه لجهوده في مكافحة الإرهاب.
وقال السيناتور الأمريكي، عقب لقاء بالرئيس الغزواني، الأربعاء، في نواكشوط: “إن واشنطن تدعم جهود الغزواني لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة”.ويتكون وفد الكونجرس الأمريكي الذي يزور موريتانيا حاليا من أعضاء بالحزب الجمهوري بقيادة أينهوف الذي يتولى قيادة لجنة الدفاع، بالإضافة لأعضاء آخرين بينهم رئيس لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ؛ وممثلان عن لجنتي القوات المسلحة بمجلس النواب، ولجنة الطاقة والتجارة.
جاء استقبال الغزواني لوفد الكونجرس الأمريكي بعد يومين من انطلاق تمرين “فلينتوك 2020” العسكري، الذي بدأ شمال موريتانيا بقيادة أمريكية، ومشاركة 2000 جندي يمثلون 34 دولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً