طريق بري من الإمارات والبحرين مروراً بالسعودية لنقل البضائع إلى إسرائيل ومصر

 

تستغرق الرحلة من ميناء جبل علي في الإمارات إلى ميناء حيفا حوالي 3 إلى 4 أيام (Getty)
+الخط

قال الرئيس التنفيذي لشركة شبكة الشاحنات (Trucknet Enterprise Ltd) الإسرائيلية حنان فريدمان إن شركته تقوم بإرسال البضائع، بما في ذلك المواد الغذائية والبلاستيكية والمواد الكيميائية والكهربائية، من الموانئ في الإمارات والبحرين، عبر السعودية والأردن، إلى إسرائيل ثم إلى أوروبا.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تفتح فيها طرق تجارية تمر عبر قلب الشرق الأوسط لتجاوز البحر الأحمر، الذي يتعرض مدخله عند باب المندب لهجمات من الحوثيين في اليمن، تستهدف السفن المتجهة إلى إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إسرائيلية وحشية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتتطلع شركة” Hapag-Lloyd AG”، وهي شركة نقل الحاويات رقم 5 في العالم، إلى ربط ميناء جبل علي في دبي وميناءين شرقي السعودية بجدة على الساحل الغربي. وهناك خيار آخر يربط جبل علي بالأردن.

وقال فريدمان، لوكالة “بلومبيرغ”، إن البضائع من الهند وتايلاند وكوريا الجنوبية والصين أُرسلت بالشاحنات في الأسابيع الأخيرة. كما تتحرك السلع المتجهة إلى آسيا في الاتجاه المعاكس، ما يساعد على خفض التكاليف الإجمالية.

ومع ذلك، فإن جدوى هذا الطريق على المدى الطويل ستعتمد على الاستقرار في المنطقة. كما أن الكميات التي يمكن أن تحملها الشاحنات أصغر بكثير من تلك التي تنقلها السفن.

وقال فريدمان إن الطريق البري لا يزال يوفر بديلاً لبعض السلع.

واعترف المتحدث باسم شركة “Hapag-Lloyd” نيلز هاوبت بأن روابطها المخططة هي حل قصير المدى لشركات الشحن التي تنقل كمية محدودة من البضائع، “وليس آلاف الحاويات”.

وقال إن الجسر البري ليس سريعا ولا سهلا، لكنه قد يساعد في تعزيز تدفق التجارة عبر موانئ في المنطقة، مثل جدة، مقطوعة فعليا عن روابطها المعتادة بالاقتصاد العالمي.

لكن من جهة أخرى، تستغرق الرحلة من ميناء جبل علي إلى بوابة التجارة الإسرائيلية في حيفا حوالي ثلاثة أو أربعة أيام مقارنة برحلة مدتها 10 أيام أو أكثر حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، الأمر الذي سيزيد من الجاذبية، وفقا لبحث أجرته ستاندرد أند بورز غلوبال “S&P Global Market Intelligence” هذا الأسبوع.

الصورة
الطريق البري من الخليج إلى إسرائيل ومصر (Trucknet)
جدوى هذا الطريق على المدى الطويل ستعتمد على الاستقرار في المنطقة

وقال كريس روجرز، رئيس مجموعة أبحاث سلسلة التوريد في ستاندرد أند بورز، إن “الجسر البري، على الرغم من أنه يحمل كمية لا يستهان بها من حركة المرور، سيظل حلاً متخصصًا للشحنات إلى إسرائيل على وجه التحديد”.
شركات متعاونة

وتُسير “Trucknet” شاحناتها مع شركات من بينها “PureTrans FZCO” في دبي، و”Cox Logistics” في البحرين، و” wwcs ” التي تعمل في مجالات التوكيلات التجارية والملاحية في مصر، وفقًا لموقعها على الإنترنت.

وبدأت عمليات الاختبار من منطقة الخليج إلى إسرائيل في وقت سابق من العام 2023، وعندما بدأ الحوثيون في تهديد السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر بعد الحرب على غزة، قامت “Trucknet” بالمضي قدمًا في خطتها.

وأكد فريدمان: “قمنا ببعض الرحلات التجريبية في نوفمبر/تشرين الثاني”. مشيرا إلى أن الشحنات الأولى مرت في ديسمبر/كانون الأول، رافضا تحديد عدد الشاحنات التي قطعت هذا الطريق أو كمية البضائع التي نُقلت.

وقال فريدمان: “علينا فقط أن نطابق الشحنات المتجهة إلى أوروبا والشحنات المتجهة إلى آسيا”.

انضمام مصر إلى الممر

وانضمت مصر إلى الممر البري بعد توقيع الرئيس التنفيذي لشركة “WWCS” هشام حلمي على اتفاق مبادئ مع “Trucknet”، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، سيسمح بوصول البضائع من ميناء جبل علي في دبي إلى مينائي العين السخنة على البحر الأحمر وبورسعيد على البحر المتوسط برا ثم شحنها بحرا إلى أوروبا.

وكجزء من مذكرة التفاهم، تقرر أن يتعاون الطرفان، وفقا لموقع “أخبار إسرائيل الوطني” “israel national news”، لنقل البضائع برا على طريق “الجسر البري” الذي يربط الإمارات، عبر موانئ حيفا وأشدود، أو عبر إيلات، إلى مصر أو وجهات أخرى في الشرق الأوسط، حتى يتمكن شاحنو البضائع ومقدمو خدمات النقل من الاستفادة من منصة “Trucknet” لتحسين النقل على هذا الطريق في كلا الاتجاهين.

وقال فريدمان للموقع ذاته، حينها، لقد أكملنا هذا الأسبوع بناء طريق الجسر البري الذي سيربط الإمارات بإسرائيل ومصر، واصفة إياه بـ”الإنجاز الاقتصادي التاريخي”.

وأضاف أن ” الغرض من الخط ليس استبدال قناة السويس بل أن يكون طريقا سريعا مكملا، والذي سيكون بمثابة طريق التفافي لتهديد الحوثيين في البحر الأحمر.”

وأكد فريدمان أن “التعاون والاستعداد العالي لشركات النقل والخدمات اللوجستية في الدول العربية وحول العالم سيؤدي إلى تحويل إسرائيل إلى مركز مرور لوجستي مهم على المستوى الدولي”.

وكجزء من التعاون، ستشمل خدمات Trucknet لمستخدمي طريق الجسر البري إلى مصر أتمتة نقل البضائع، ومراقبة الشاحنات في الوقت الفعلي وحالة الشحنات، وحسابات الانبعاثات لكل شحنة.

واتفق الطرفان على أن تعاونهما خلال فترة العقد سيحصل على أساس حصري، بحيث أن أي وكيل شحن يستخدم طريق الجسر البري إلى مصر سيفعل ذلك من خلال منصة “Trucknet” فقط.

وستُسوّق خدمات الجسر البري إلى مصر في الإمارات بواسطة شركة Puretrans FZCO، وفي إسرائيل بواسطة الشركة، وفي مصر بواسطة WWCS، وتتوفر منصة Trucknet للاستخدام عبر تطبيق الهاتف المحمول.

الممر الاقتصادي

ووفقا لتقرير “بلومبيرغ”، فإن “الطرق الجديدة التي تربط موانئ الإمارت والبحرين بإسرائيل، مرورا بالسعودية والأردن، قد تكون أيضًا بمثابة تجربة تجريبية للممر الاقتصادي الأكبر بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا”.

وقد توقف التقدم في هذا المشروع الذي تدعمه الولايات المتحدة، والذي أُعلن عنه في قمة مجموعة العشرين في الهند العام الماضي، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وكتب محللو “ستاندرد آند بورز غلوبال” في مذكرتهم البحثية: “قد تكون دول مجلس التعاون الخليجي مترددة في الترويج للمسار، لأن الحوثيين لم يهددوا بعد الأصول البحرية الإماراتية أو السعودية”.

وأضاف أن “الطريق البري عبر السعودية والأردن من شأنه أيضًا أن يزيد من مخاطر الهجمات عبر الحدود على البضائع من قبل المسلحين المتحالفين مع إيران والعراق  .

نقلا عن العربي

 

مقالات ذات صلة