الانتخابات القادمة فرصة يجب ان لا نضيعها….!!
يستعد بلدنا لدخول استحقاقات انتخابية غاية في الأهمية؛ سيتم خلالها تجديد كل المقاعد الانتخابية بشكل متزامن (المنتخبون المحليون والجهويون والنواب).. أي كل الذين سيتولون المسؤوليات التشريعية ومسؤولية إدارة الهيئات المنتخبية لتسيير الشؤون المحلية والجهوية.
إنها إذن فرصة ثمينة يجدر بالناخبين الموريتانيين عدم تضييعها، واستغلالها أحسن استغلال؛ حتى تكون نتائج تلك الاستحقاقات ضامنا لانتخاب أمثل المترشخين وأقدرهم على تحقيق الهدف الوطني منها.
إن الأمر يتطلب؛ أولا وقبل كل شيء؛ أن نجري عملية تقييم موضوعي ونزيه لجميع المنتخبين الحاليين على ضوء أدوارهم وما أنجزوه أو عجزوا عن إنجازه خلال المأمورية المنصرمة؛ حتى نتشبث بمن أثبت جدارته منهم ونجدد له الثقة والتكليف، ونتخلص ممن لم يحالفه حظ النجاح ونستعيض عنه بغيره من أبناء الوطن.
ولا شك أن قيمة هذا التقييم تظل مرهونة بأن نقيمه على أساس المعايير الوطنية الموضوعية والمحايدة، وعلى مبدأ الحرص على المصلحة الوطنية لا غير، وبغض النظر عن من اعتبارات كالانتماء السياسي والاجتماعي للمرشح، وبغض النظر عن لونه أو جهته.
وكما أن هذا التقييم هو مسؤولية كل ناخب، فإنه أيضا وبالدرجة الأساس، مسؤولية أخلاقية ووطنية لجميع أحزابنا السياسية بصفتها أشخاصا معنوية مساهمة في تشكيل الإرادة الوطنية؛ ما يلزمها بتحمل مسؤولية حسن اختيار مرشحيها وعلى أساس الكفاءة والنزاهة والقدرة على العطاء والتضحية والإنجاز، والاستعداد لخدمة الصالح العام ومصالح الناخب الذي هو وحده صاحب كلمة الفصل في انتخاب أو إعادة انتخاب هذا المرشح أو ذاك..
ولقد أصبح من الضروري أن يتحمل الرأي العام كما مسؤوليته في محاسبة أحزابنا السياسية على أساس حسن أو سوء اختيار مرشحيها من خلال التصويت للأحزاب التي تحسن الاختيار، ومواجهة تلك التي لا تعبؤ بالمصلحة العامة ولا بمواقف الرأي العام من المنتخبين.
وفي هذا الإطار أود تقديم مساهمة أولية تتناول بالتقييم من مكنتني الظروف من التعرف عليه من المنتخبين الحاليين.
وسأبدأ بالمنتخبين المحليين نظرا لعلاقتهم المباشرة بالمواطنين وتأثير عملهم وأدائهم على شؤونهم اليومية.
وسيكون حديثنا اليوم عن بلدية تفرغ زينة؛ حيث حرصت على الاطلاع على منهجية العمل داخل هذه البلدية ورؤية العمدة الحالي لمشاكلها ولحلولها المناسبة، ولخطط وبرامج وأدوات تنميتها، وما تم تحقيقه خلال المأمورية المنصرمة، فضلا عن انطباع المتعاملين معها حول أداء المرفق وتعامل شخص العمدة نفسه مع جميع المعنيين والمستهدفين٠
أما على مستوى منهجية وتنظيم العمل؛ فقد لاحظت وجدت أن المأمورية الحالية للمنتخبين في هذه البلدية، بدأت بوضع برنامج تنموي يغطي كامل فترة المأمورية وينطلق من تشخيص المشاكل البنيوية وتصور أسبابها، ويضع الحلول المناسبة لها.
وهكذا حرص الفريق البلدي على أن يشكل البرنامج التنموي خريطة طريق لعملهم من خلال ترجمته في برامج غطت مختلف المجالات :التعليم، الصحة، الدعم الاجتماعي، الثقافة، الشباب، الرياضة، والمرافق الإسلامية (المساجد والمحاظر …)، ناهيك عن التعاون مع منظمات المجتمع المدني، وتنظيم المدينة وتحسين منظرها… وغير ذلك من المجالات.
كما تم تفعيل وتطوير العمل الإداري داخل البلدية من خلال تنيظيم إداري يسعى لتلبية مختلف حاجات وطلبات المواطنين في مختلف مجالات اختصاص البلدية.
وعلى مستوى الإنجازات وما تم تحقيقه من مكتسبات؛ فقد لاحظت أن البلدية قامت بالكثير من النشاطات وحققت عديد الإنجازات المهمة أذكر هنا أهمها:
— في مجال التعليم
استحدثت البلدية برنامج دعم التعليم العمومي الذي يسعى لترقية التعليم الأساسي من خلال العديد من التدخلات كترميم و توسعة المدارس، و توفير الكتب التعليمية والأدوات المدرسية، وتوزيع الزي المدرسي، و تحفيز طواقم التدريس والتأطير، وتنظيم دروس تقوية لصالح تلاميذ السنوات الإشهادية، و الاعتناء بالمحيط المدرسي (نظافة وحراسة) .
وقد مكن كل ذلك من تحسين ظروف الدراسة وارتفاع نسبة النجاح إلى السنة الأولى إعدادية؛ حيث وصلت 83 % هذه السنة.
— وفي مجال الصحة
قامت البلدية بتوسعة العيادة المجمعة ودعمها بالتجهيزات والأدوية، كما نظمت ودعمت حملات التلقيح وتوفير أدوية الأمراض المزمنة لصالح الفقراء والمعوزين.
— وفي المجال الاجتماعي
واظبت البلدية على تقديم الإعانات نقدية للفقراء وتوزيع السلات الغذايية، ودعم منظمات المجتمع المدني والمساجد والمحاظر..
— وفي مجال تنظيم المدينة وتحسين منظرها
أقامت البلدية عدة ساحات عمومية، ونظمت الأسواق، وزينت الشوارع وحافظت على نظافتها.
— وفي مجال الاعتناء بالشخصيات والأعلام الوطنية التي قدمت إسهامات مشهودة في تاريخ البلد
قامت البلدية بتسمية العديد من الشوارع والمدارس بأسماء بعض تلك الشخصيات تثمينا لدورها وتعريفا به وربطا للحاضر الواعد بالماضي المجيد.
— أما عن انطباع ورضى المتعاملين مع البلدية؛ فقد سجلنا رضى من تواصلنا معهم من المتعاملين عن أداء البلدية في مختلف مجالات اختصاصها، كما سجلنا رضى المتعاملين المباشرين عن علاقتهم بالعمدة بدءا بعمال البلدية الذين يثنون على سلوكه وتعامله وعلى اهتمامه بحقوق ومصالح العمال، مرورا بالهيآت التي لها علاقة شراكة أو تعاون مع البلدية كأطقم التعليم ورابطة آباء التلاميذ ومكتب أئمة المساجد والاتحاديات والفرق الرياضية وغير ذلك من المتعاونين.
خلاصة هذا التقييم أن المأمورية الحالية على مستوى بلدية تفرغ زينة كانت إيجابية بشكل يجعلنا نعتبر أن من المصلحة العامة أن تتوفر الظروف لاستمرار العمدة الطالب عبد الرحمان ولد المحجوب في مهامه من خلال مأمورية ثانية يكمل فيها ما أطلقه من برامج وما قام به من مبادرات موفقة..
شهدنا بما علمنا وبما شهد به غيرنا؛ فدونا شهادتنا ووثقناها بالأدلة نصحا لبلدنا وشعبنا وبلديتنا، وأملا في مواصلة مسار الإنجاز والعطاء، وتقديرا لمن استحق علينا التقدير والشهادة له بالحق.