عرسنا الديمقراطي.. الوطن يحتفل.. والعالم يشهد

,  23/07/2019
ونجحت موريتانيا في تجربتها الديمقراطية وتوّجت المسيرة المظفّرة التي انطلقت قبل عدة عقود، باستحقاقات الـ22 الرئاسية التاريخية، التي ستؤدي لتناوب سلمي على السلطة، في جو ديمقراطي مفعم بمعاني الإحساس بالمسؤولية، والإخلاص للوطن، وتقوية اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية.
انتخابات رئاسية، شهدت منافسة حرة، واقتراع سلس، للمفاضلة بين ستة شخصيات وطنية، افضت إلى فوز محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني، أشرفت على تنظيمها لجنة وطنية مستقلة، وراقبتها منظمات محلية ودولية شهدت بشفافيتها ونزاهتها وخلوها من أي خروقات مؤثرة على نتيجتها الإجمالية.
يحتفل الشعب الموريتاني في هذه الأيام بالعرس الديمقراطي للوطن، ويعبر عن الامتنان لوفاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالعهد، وتمسكه بالدستور، وإيمانه بأهمية ترسيخ التجربة الديمقراطية لصالح الوطن ككل وأجياله المستقبلية، واعتباره أن مصالح الوطن فوق الاعتبارات الشخصية.
هذا الانجاز الوطني الديمقراطي الذي ننعم به اليوم يأتي كذلك تتويجا لنضالات بدأت منذ استقلال موريتانيا سنة 1960 مرورا بمرحلة انطلاق المسار الديمقراطي سنة 1991 بمحطاته المتعددة ومساره التطويري التصاعدي، يضاف إلى ذلك ما لعبته نخبه السياسية والفكرية والاجتماعية، التي اجتهدت – من مواقعها المختلفة- في النضال والتأطير والتوجيه والتوعية، وعبرت بذلك عن الإيمان العميق بتطوير البلد والتمسك بالثوابت وإعلاء المصالح العليا لموريتانيا، وجعلها فوق كل اعتبار.
نضج تجربتنا السياسية ورقيها الذي أوصل بلدنا الغالي إلى هذ الإنجاز الديمقراطي الذي نحتفل به اليوم، يتجلى بوضوح في السلوك الديمقراطي للشعب الموريتاني، ومن أمثلته ما تجلى من خلال مواكبة المتابع العادي للاستحقاقات الرئاسية الأخيرة في مختلف محطاتها، من عمق للثقافة الديمقراطية لشعبنا وتحليه بالسلوك المدني، واحترام الرأي والرأي الآخر، وحرية التعبير.
حملات انتخابية شهدتها الاستحقاقات الأخيرة طبعها التنافس الشريف بين المترشحين ومسؤولي حملاتهم الانتخابية، وعمتها أجواء الهدوء والسكينة في جو من التلاحم الوطني، عز نظيره، على مستوى العالم في مثل هذه الظروف.
ثم اقتراع حر وسلسل، فتح المجال رحبا أمام الناخبين للاختيار والمفاضلة بين المتنافسين، في وجود لجان الإشراف والمراقبة والوطنية والإقليمية والدولية، ليشهد العالم ومنظماته المتخصصة – عن قرب- على نجاحات موريتانيا الديمقراطية والنقلة النوعية المتميزة، في المسيرة السياسية للبلد.
الاعتراف العالمي بنضج التجربة الديمقراطية الموريتانية، والإشادة الدولية، بالإنجازات والمكتسبات التي حققها البلد، والمتصلة بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، ترجمته شهادات المنظمات الدولية التي عبرت عن نزاهة الاقتراع وشفافيته والأجواء الديمقراطية التي طبعت سير العملية الديمقراطية، وهي شهادات تتطابق كذلك مع نفس الانطباعات الإيجابية التي عبرت عنها لجان المراقبة الوطنية.
وجاءت رسائل التهانئ للرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني، بمناسبة انتخابه رئيسا لموريتانيا، من طرف قادة وزعماء العالم والمنظمات الإقليمية والدولية، كتتويج آخر يضفي على المسار السياسي الوطني وتجربة التناوب الديمقراطي الجديدة، أهمية بالغة وإشادة واعترافا عالميا بما حققه البلد من نضج ديمقراطي وتطور سياسي بالغ الدلالة على تبوإ موريتانيا مكانة مرموقة في مصاف الدول ذات التجربة الديمقراطية العريقة بين تجارب العالم.
انجازات موريتانيا الديمقراطية ونضج تجربتها السياسية بالوصول إلى هذا التناوب الديمقراطي، هي أيضا مكتسبات لا شك ستنعكس على طموحات بلدنا المشروعة في مستويات تنمية اقتصادية واجتماعية متطورة. لما يوفره الاستقرار السياسي والتناوب الديمقراطي من أسس وعوامل لإرساء تنمية مستديمة وحكامة رشيدة، تنعكس على حياة المواطن اليومية، وتساهم في الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية، والانطلاق نحو نهضة تنموية شاملة.
إنها موريتانيا وهي تحتفل بهذا الإنجاز وترفع رايات هذا النصر الديمقراطي التاريخي، وتتجاوز الماضي بكل مخلفاته وعقباته، السياسية منها والاجتماعية والثقافية، لتتوق دوما إلى المزيد من التقدم والرقي والنماء على درب البلدان المتطورة ديمقراطيا، وذات التجارب الرائدة تنمويا واقتصاديا..
الطالب ولد إبراهيم، كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً