خواطر : يوميات صحفي في اسطنبول…!! / خديجة ابراهيم
01 أبريل 2022 ( الهدهد . م .ص.)
بدأت رحلتنا من عاصمتنا بنواكشوط, ولأول مرة الفين واربعة عشر من شهر مايو تحديدا مرورا بجارتنا السنغال على متن الخطوط الجوية التركية وانتهت بمدينة إسطنبول ,وصلنا مطارها الدولى مساء بعد ساعات لا أذكر بالضبط كم عددهن ,انهينا إجراءات الدخول,وانطلقنا للبحث عن امتعتنا فعثرنا على مكان استلامها بعد وقت يسير وكان في استقبالنا شاب سوري يدعى سنان بشتى كان مرشدنا طيلة اقامتنا هناك بدى لطيفا في التعامل معنا حتى في آخر لحظة ودعناه فيها.
وصلنا فندقا يحمل إسم رمادا وهو المخصص لفترة إقامتنا حيث أنهى الشاب المذكور إجراءاتنا المتعلقة بالإقامة لنتلقى بعد ذلك تعليمات وإرشادات من مكتب الإستقبال بشأن خدمات وادبيات الإقامة استلمنا مفاتيح غرفنا ومضى كل في سبيله على موعد أن نلتقى الساعة التاسعة ليلا فى مطعم الفندق .
كانت الإقامة رائعة وكل شئ جيد بالنسبة لنا,بدأنا مشوارنا الذى حضرنا من أجله فى اليوم الموالى استقلينا باصا اسود اللون من فئة تلك التي نشاهدها فى الدراما التركية وكانت وجهتنا المحددة وكالة الأناضول التركية,حيث كنا نلتقى يوميا بنخبة من الإعلاميين العاملين في هذه المؤسسة التى يتجاوز عمرها الى ما يزيد عن مئة عام كانت تدار الجلسة بيننا بنقاشات محورية مهمة تعنى بالإعلام وتحدياته فى جو تطبعه الألفة والاحترام تعلو أصواتنا أحيانا بالكلام لعفويتنا ثم ننتبه برهة ويبتسم المقابل قليلا بأسلوب المتفهم ,وكنا نتبادل النصائح والإرشادات في مواقف عرضية وبطريقة أيضا تبعث للضحك,وبدأنا نعتاد بعضنا فنلتقط الصور في كل مكان وأين ماكان فلا تسأل عن تلك الأماكن الاخاذة, فكل شيء جميل الأجواء الحالمة والبنايات الرائعة التى تعانق افق السماء وتشاهد تلك البنية التحتية الهائلة والتكنولوجيا الراقية في كل ركن وزاوية وكل ساحة اوطريق تمتزج حضارتها بالمعاصرة الإشهارات المتحركة وانتشار الباعة هنا وهناك ورائحة الشواء لاصناف الكباب ومشتقاته تنبعث من هنا تارة وتارة هناك تداعب أنفك مستفزة وانت تغالب نفسك فى طواعيتها مدركا أنك تسير في اتجاه معاكس تماما وأهمية مشوارك تملى عليك مواصلة الطريق دون توقف ,كل مكان في المدينة يخبرك بكل شئ ويهمس فى اذنك بأن بصمات العثمانيين كانت وما تزال هنا ,كنا نستمتع بكل زيارة نقوم بها للمؤسسات الإعلامية الأخرى وجامع السلطان أحمد ,كل شئ يبعث في نفوسنا الإرتياح.
في بداية قدومنا كان بعضنا يصطدم ببوابة الفندق الأمامية المصنوعة من الزجاج, بحكم تصميم حركتها الدائرية فينفجر البعض ضاحكا ويمتعض الاخر وكأن الأخطاء ممنوعة مهما كانت التحديات وعندما كنا نحاول عبور أحد الشوارع رغم وجود المرشد معنا والإرشادات الإلكترونية الموجهة للسيارات والمارة التى تعج بها مدينة إسطنبول كنت أركض في بعض الأحيان توهما أن هناك قطارا أو سيارات تتحرك اتجاهنا فيستشيط البعض غضبا متمتما وكانه يرتل بعض الآيات ليعيذ بها نفسه (فضح أمرنا هاذ ماهو ساوى الا ليه ينكال عنه غير متحضرين) لا اعير لذالك انتباها ربما مكابرة غير اننى في نفس الوقت اصارع ضحكة اكتمها ليس بمقدورى التعبير عنها وكأننا اخترقنا قانونا نمتثل في كل لحظة أمام محكمته الخارجة عن مواطنها الأصلية ,ولا تسأل عن تلك المصاعد الكهربائية المتحركة وما يحدث عليها وكأن الرحلة نغمة سيقت إلينا لتختبرنا ولامفر من الانصياع ولاستسلام لها.
وفي الأيام الأخيرة التى بدأنا نشد فيها الرحال استعدادا للمغادرة كانت لنا جولة فى بعض الأسواق التركية وكان الاختيار من نصيب سوق يعرض بضائعه يوم الجمعة يعج بشتى البضائع التى تسلب الألباب,غير أنه يتمتع بميزة أخري حتى اكون صريحة انخفاض أسعاره المغاير للمألوف, فتشدنا في بعض الأحيان أشياء عندما نستفسر عن ثمنها ونساوم بعد ذلك بسعر أقل بكثير يرد علينا البائع مقتضبا بتلك الكلمات المبهمة فيجبرنا الحال على استفسار سنان عنها ماذا يقول? فيترجم بدوره قائلا يقول لكم اشتروا بها كباب فنسترسل في الضحك غير أن الحظ يحالفنا في الأخير ونقتنى ما نريد.
ظللنا على هذا الحال حتى تركنا المدينة وأهلها الطيبين ليعيد الزمن عجلته ثانية ويكون لى نصيب فى رحلة أخرى غير أن المدينة كانت هذه المرة أنقرة و قناة trt
