الذكرى الثانية لتنصيب رئيس الجمهورية … وتحديات الموجة الثالثة من كوفيد 19

 

 

نواكشوط02 اغسطس 2021 ( الهدهد .م .ص)

تطل علينا الذكرى الثانية  لتنصيب رئيس الجمهورية  السيد محمد ولد الشيخ الغزواني 01 اغسطس 2021  م ,  بما تحمله من رمزية
و دلالة بالنسبة للموريتانيين الذين خرجوا وقتها عن بكرة  ابيهم  للتعبير  عن ارتياحهم  وفرحتهم
العارمة بهذا التتويج،  بعد حملة رئاسية حامية الوطيس تمكنوا في النهاية من حسم نتائجها
بفوز المرشح الذي راهنوا عليه  بأكثر من
52% من أصوات الناخبين في صناديق الأقتراع على إمتداد التراب الوطني.
ولا شك أن المتتبعين للشأن السياسي بموريتانيا يعلمون علم اليقين أن هذا الفوز الذي حققه
رئيس الجمهورية ساهم في وضع حد نهائي للجدل السياسي  الذي كان قائما بعد خطاب الطمانة
الذي القاه سيادته يوم  تنصيبه رئيسا  للجمهورية.
وقد أكد فخامته على إعادة الثقة مع مختلف الفرقاء السياسيين و أطلق دعوة صريحة لتقوية العلاقة  بين الدولة  ومواطنيها  معبرا عن
إلتزامه ببذل الجهود لحل كل المشاكل العالقة ” السياسية  والأقتصادية  والاجتماعية ” التي
ألقت بظلالها على المشهد العام بالبلد منذ ما يزيد على عقد من الزمن.

في هذا السياق، لا بد من التذكير أنه بالرغم من كل هذه  الاشكاليات الموروثة عن الانظمة السابقة
، فإنه قد بذلت جهود جبارة خلال السنة
الأولى من مأمورية الرئيس في مجال التصدي لجائحة كوفيد 19.
و أطلقت الحكومة مشاريع تنموية مهمة شملت محاربة الفقر و تقوية اللحمة الإجتماعية و فك العزلة وتحسين مناخ الأعمال  والرفع من
أداء الأقتصاد الكلي .

كما تم في الوقت ذاته الشروع في سياسة إصلاحات هيكلية تستهدف مراجعة المنظومة التربوية لملاءمتها مع حاجات البلاد التنموية و تعميم التغطية الصحية لتشمل جميع مناطق  الوطن و التكفل بالضمان الصحي بالنسبة
للفئات الإجتماعية الأكثر هشاشة،  وتحسين
الخدمة العمومية و تقريب خدمات الإدارة من المواطنين.
كما شمل الإهتمام كذلك مجالات أخرى، مثل
ترقية القطاع الفلاحي في إطار سياسة قطاعية تسعي إلى تحقيق الإكتفاء الذاتي في مجال الحبوب وتحسين  السلالات بالنسبة
للمواشي قصد الرفع من مستوي المنتوجات الحيوانية واعادة تنظيم قطاع الصيد.
. هذا إضافة الى اطلاق مشاريع  تهدف إلى
ترقية تشغيل الشباب للحد من البطالة وتشجيع القطاع  الخاص وتثمين التراث الثقافي ودعم
كل أشكال الإبداع و إضفاء مزيد من الشفافية في الحياة  العمومية وعصرنة الإدارة والعمل
بمبدأ فصل السلطات و تكريس إستقلالية القضاء.
و هي كلها أمور حظيت بالأولوية ضمن برنامج تعهدات الرئيس خلال مأموريته الرئاسية.
وعلى الرغم من أهمية كل هذه المشاريع
في إقامة دولة العدل والقانون والإنصاف  والمساواة التي بشربها رئيس الجمهوري
السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه
دفة الحكم بالبلاد فإن تنفيذها لم يصل  بعد مداه نتيجة للإرباك الكبير الذي تسببت فيه جائحة
كورونا في إعاقة الأداء الحكومي، حيث
تعكف السلطات العمومية اليوم  على بذل
كل ما في وسعها للتصدي بحزم  للموجة
الثالثة من هذا الوباء التي تجتاح المنطقة  الإفريقية .
وهي الموجة التي وصفتها  منظمة الصحة
العالمية بالعنيفة في ظل نقص اللقاحات

المضادة  للفيروس  وضغط على المستشففيات  المنهكة .
في هذا الإطار، سجلت المصالح الصحية في
إفريقيا حتى الآن قرابة 5 مليون اصابة
أو تزيد و نحو139 ألف وفاة.

وهذه الوضعية جعلت العديد من  السلطات الصحية في بعض  من العواصم الافريقية
تدق ناقوس الخطر إزاء هذه الموجة ، حيث  أعلنت تونس عن انهيار  نظامها الصحي.

كما عبرت السلطات الصحية السينغالية عن عدم قدرتها على الصمود في وجه الموجة بعد تأكيدها لزيادة الوفيات و إرتفاع نسبة الإصابات بالنسبة لصغار السن.
و أصدرت السلطات النيجرية حالة التأهب القصوي بعد تسجيل ما يزيد عل 170000 حالة عدوى مؤكدة بفيروس’ دلتا” المتحور .

أما في موريتانيا فقد سجلت السلطات الصحية ما يقارب 400 إصابة خلال نهاية يوليو  المنصرم
، وهو عدد مرشح للزيادة .

و أمام هذه الوضعية يتعين اتخاذ الإجراءات التالية:
– إقامة أسبوع للتضامن الوطني للتصدي  لهذا الوباء تنخرط فيه كل القوى الحية في البلاد
من أحزاب سياسية و نقابات و نخب
فكرية و ثقافية و أصحاب الرأي
و رجال الدين وجميع هيئات المجتمع المدني من أجل التعبئة الشاملة ضد الإصابة بهذا الفيروس
ووقف إنتشار العدوى مع إتخاذ ما يلزم من إجراءات مصاحبة بغية تحقيق ذلك.
– فتح حملة للتبرع يشارك فيها جميع الأطر و الفاعلون الاقتصاديون و أصحاب النوايا الحسنة بهدف دعم صندوق كورونا للتخفيف من الآثار
السلبية للجائحة.

– تزويد كل المستشفيات و النقاط الصحية باللقاحات الكافية و بالمعدات اللازمة للتعامل مع الطوارئ .
– تفعيل مشاركة الإعلام في التوعية الصحية ومواكبة كل ما تتخذه السلطات العمومية
من خطوات في هذا الشان .

ومن اجل تجاوز هذه المحنة  لابد من تظافر
جهود الجميع  والتحام الشعب مع قيادته
الوطنية لمواجهة التحديات.
و لكي نكون منصفين مع أنفسنا ومع
الآخرين يجب علينا أن نستفيد دائمًا من

أخطاء الماضي لبناء الحاضر لأن
الشعوب التي لا تستخلص  الدروس  من

تجاربها التاريخية لا يمكن أن تتحكم في حاضرها… و من لا يمتلك الحاضر
ليس له دور في صنع المستقبل.

* بقلم : د . محمد الراظي ولد صدفن*

مقالات ذات صلة