المرأة الموريتانية في ظل تداعيات جائحة كورونا

نواكشوط 25  مارس 2021 ( الهدهد م.ص .)

المرأة الموريتاني كباقي نساء العالم عاشت ظروفا صعبة في زمن وباء كورونا ومع ذلك ظلت نموذجا يحتذى في التأقلم مع الأوضاع الاقتصادية وتسيير الأزمة بدرجة عالية من الصبر والثبات والاستعداد في مواجهة المرحلة التي غيرت موازين القوى .

فمرة أخرى تؤكد حواء الموريتانية المقولة الشهيرة ” وراء كل عظيم إمرأة” ،  إوينطبق هذا المثل على السيدة فاطمة بنت محمد الكبير التي حاورتها مندوبة ” الهدهد” كمدرسة وربة بيت وناشطة في المجتمع المدني ،حيث تحدثت في هذا اللقاء عن تجربة المرأة الموريتانية في ظل جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية على الأسرة الموريتانية .

بداية تقول فاطمة : المرأة اعتادت منذ الأزل على أن تكون قادرة على احتواء كل ما هو صعب.
_ المرأة في البيت :
“المرأة في زمن كورونا كانت ومازالت هي الزوجة والابنة والأخت وهي أيضا المعلمة والطبيبة، حتى أن كثيرا منهن أصبحن خبيرات اقتصاديا لإدارة الأزمة المالية للأسرة في كورونا”.
وتؤكد من خلال تجربتها الشخصية أن 24 ساعة في اليوم لم تعد تكفي المرأة في زمن كورونا؛ حيث تبدأ صباحها باكرا في تجهيز الأبناء للدراسة، وما إن تنتهي من ذلك حتى يبدأ وقت تحضير الغداء وتنظيف البيت وتعقيمه كما تسترق بعض الوقت أحياناً للاطمئنان على عائلتها عن بعد .
مضيفةً لكن هذا ليس غريباً على من يدرك أهيمة المرأة ودورها في المجتمع، فعندما توقف العمل ولزم الجميع بيوتهم كانت المرأة هي القلب الكبير الذي يستوعب الجميع، الزوج والأبناء، وبالرغم من طول فترة التوقف وفترات الحظر، سواء في التعامل مع الزوج والمشاركة في تربية الأبناء.
اضف إلى ذالك دورها الرئيسي في الإشراف على الجميع وادوارها المتعددة التى تتعدى سقف البيت إلى العمل والعائلة والمحيط الإجتماعي.

ثم مستدركة تضيف فاطمة : الزوج أصبح أكثر إدراكاً للمهام الكبيرة والصعبة التي تقوم بها الزوجة وأن ما تقوم به بحاجة إلى قدرات عالية وإلمام بفنون كثيرة، أولها فن النجاح في مشاركة الزوج في إدارة الأسرة، خصوصا في ظرف غير مسبوق من حيث الحرص على عدم إصابة أي من أفراد الأسرة بوباء كورونا، وما صاحبه من تأثيرات نفسية على الجميع.
أو من حيث توقف دخل الكثير من الأسر وصعوبة الظروف الاقتصادية، مما زاد من الحاجة الأسرة الى حسن إدارة الموارد المالية.
ثم تضيف الزوج والأبناء في كثير من الأسر أصبحوا يشاركون في أعمال المنزل وتقاسمها، وكذلك متابعة تعليم الأبناء، وأدركوا كم هذه المهمات بحاجة الى جهد ووقت ومهارات.

الجمعيات الأهلية :
عن دور المجتمع المدني في التصدي لوباء كورونا وعن رأيها وتقيمها لذالك الواقع تؤكد منت محمد الكبير أنه خلال الموجة الأولى من فيروس كورونا 2020 ، قام العديد من الجمعيات الأهلية بتقديم جلسات مكثفة للرفع من مستوى الوعي حول فيروس كورونا المستجد وأهم التدابير الوقائية التي يجب أن يتخذها الناس. مما مكنهم من الوصول الي المئات من الأشخاص عبر مختلف وسائل الإتصال.
واستمر تقديم خدمات التوعية خلال فترة الحظر ، حيث تم عقد جلسات عبر الإنترنت وعبر مجموعات وات ساب خاصة بالتوعية والتثقيف حول أهم التحديات التي ظهرت نتيجة لتفشي الفيروس وفرض حظرالتجوال الجزئي، بما في ذلك كيفية التعامل مع العنف الأسري، خاصة العنف القائم علي الجنس النوعي، خلال الأزمة.

– المرأة كانت حاضرة بقوة:
وعن تميز المرأة وحضورها في العمل الوظيفى تقول فاطمة :
تميز الكثير من النساء في مجالات متعددة سواء الطبيبات والممرضات، والمدرسات ، والإعلاميات في التوعية ومتابعة أخبار الوباء وفي مجالات أخرى كثيرة، مما امتلكنه من قدرات ومهارات، إضافة إلى عنصر الإخلاص في العمل الذي هو أساس النجاح.

هذا العطاء الكبير والمتميز للمرأة الموريتانية وجد التقدير والثناء والرضا من الجميع سواء داخل الأسرة أو خارجها.
هذه الجائحة أكدت للجميع أن المرأة الواعية المتسلحة بالعلم والمعرفة والثقافة والمنتمية الى مجتمعها هي الاستثمار الأكبر، فهي تقوم بمسؤوليات متعددة ليس من السهل القيام بها.

أجرت الحوار : عائشة سيدي عبد الله

مقالات ذات صلة